اتفقت إيران وقوى دولية على عقد مفاوضات مباشرة، بحضور الولايات المتحدة، في فيينا، الثلاثاء المقبل، لمناقشة عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي، وذلك بعد اختتام جولة مفاوضات افتراضية بين الجانبين بنجاح، وفق ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال".

يأتي ذلك فيما أعلن الاتحاد الأوروبي عن بدء تفعيل اتصالات منفصلة في فيينا مع الأطراف الموقعة على اتفاق إيران النووي والولايات المتحدة، ضمن الجهود الرامية لضمان تفعيل الصفقة.

وذكرت الصحيفة نقلا عن دبلوماسيين أن مشاركة المسؤولين الأمريكيين في الاجتماع، الذي ستحضره أيضا كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، سيأتي دون إجراء مشاورات مباشرة بينهم وزملائهم الإيرانيين.

بدورها، قالت صحيفة "اعتماد" الإيرانية إن الاجتماعات افتراضية التي بدأت، صباح الجمعة، للجنة المشتركة الخاصة بالاتفاق النووي شهدت مناقشات صريحة وجادة.

وترأس الوفد الإيراني، خلال الاجتماعات الافتراضية، نائب وزير الخارجية كبير المفاوضين "عباس عراقجي"، فيما أدار الاجتماعات نائب الأمين العام والمدير السياسي لخدمة العمل الخارجي الأوروبي "إنريكي مورا"، نيابة عن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل".

وعشية الاجتماعات الافتراضية، قال الاتحاد الأوروبي، في بيان، إن "المشاركين سيناقشون العودة المحتملة للولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، والتأكد من التنفيذ الكامل والفعال لهذا الاتفاق من قبل جميع الأعضاء".

في السياق، قال السفير الروسي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، "ميخائيل أوليانوف"، الجمعة، إن المحادثات بين القوى العالمية وإيران بشأن الاتفاق النووي المتعثر المبرم في 2015 انتهت، مضيفا أن الانطباع الذي لديه هو أن الأمور تمضي على المسار الصحيح.

وكتب "أوليانوف" على "تويتر": "انتهى اجتماع اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) عبر الإنترنت. الانطباع الذي لدينا هو أننا على المسار الصحيح، لكن الطريق لن يكون سهلا، وسيحتاج جهودا مكثفة. الأطراف المعنية تبدو مستعدة لذلك".

والأربعاء الماضي، أفاد تقرير أورده موقع "أكسيوس" الإخباري بأن جهود إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" لإعادة التواصل مع إيران بشأن البرنامج النووي تواجه ثلاث عقبات رئيسية.

ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين مشاركين في المحادثات قولهم، إن هذه العقبات الثلاث تتمثل في الافتقار إلى وجود اتصالات مباشرة، ووجود انقسامات داخل القيادة في طهران، واقتراب عقد الانتخابات الرئاسية في إيران.

 ووفق التقرير فإن واشنطن تحاول من خلال القنوات غير المباشرة "قياس ما يتطلبه الأمر لبدء المحادثات المباشرة، لكنها ترى أن المباحثات غير المباشرة تؤدي إلى سوء تفاهم ومن شأنها تأخير الوصول إلى اتفاق مع إيران".

ويقول الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إنه على استعداد لرفع العقوبات والعودة للاتفاق النووي شريطة التزام إيران الكامل ببنوده، عقب إعلانها التراجع عن تلك البنود منذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق في 2018.

ورفض الإيرانيون عدة مقترحات أمريكية لعقد اجتماعات رسمية أو حتى غير رسمية ما لم تبادر واشنطن بالعودة للاتفاق ورفع العقوبات.