فصائل فلسطينية تنتقد تصريحات القدوة عن الإسلام السياسي

الجمعة 2 أبريل 2021 11:46 م

تعرض "ناصر القدوة"، العضو المفصول من اللجنة المركزية لحركة "فتح" لخوض الانتخابات التشريعية بقائمة منفصلة عن الحركة، لعاصفة من الانتقادات والهجوم العنيف من أطراف فلسطينية مختلفة، في مقدمتها حركتا "الجهاد الإسلامي" و"حماس".

وتأتي هذه العاصفة ردا على ما قاله "القدوة" في مقابلة مع قناة "فرانس 24": "نعتقد أن كل الأطراف الموجودة، لديها مشاكل مع الإسلام السياسي أو الإسلاموية السياسية، ورغم ذلك جميعنا حريص على الوحدة الوطنية الفلسطينية واستعادة قطاع غزة جغرافيا وسياسيا".

وأضاف: "نحن مصرّون على هذا الهدف الوطني المركزي، ولكن ليس بالطريقة التي تمت حتى الآن؛ لأنها ليست حقيقية وهشة وستقود إلى مزيد من المشاكل".

وتابع بالقول: "أنا شخصيًا سوف أذهب إلى غزة، هي جزء من بلادي ومسقط رأسي وتضم جزءا مهما جدا من الشعب الفلسطيني، وسأمضي بعض الوقت هناك وسنتحدث مع الجميع، وسنرى ما الذي سوف يحدث وكيف ستكون التطورات".

سقوط وانكشاف

واعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي "داوود شهاب"، تصريحات "القدوة" سقوطا وانكشافا لمشروع توظيف العمل السياسي لتعزيز التناقضات والخلافات الداخلية، بدلاً من توحيد الصف في مشروع التحرير واستعادة الأرض من الكيان المحتل.

وقال: "يا سيد ناصر غزة ليست محتلة حتى تفكر باستعادتها، وإن التيار الوطني الإسلامي ليس خطرا ولا غريبا ولا طارئا حتى تصوره أنت وغيرك بالمشكلة".

ودعا "شهاب"، "القدوة" للكف عن الحديث عن مصطلح "الإسلاموية السياسية" وتوزيع شهادات الوطنية على الغير، مضيفا أن تصريحاته خارجة عن العرف الوطني ومحددات العلاقات الداخلية. 

وشدّد على أن تصريحاته تعبر عن الاغتراب الوطني والسياسي وعدم الفهم لطبيعة وأولويات المشروع الوطني.

ووصفت حركة حماس تصريحات "القدوة" بـ"الخطيئة السياسية والوطنية، وتأتي منسجمة تماماً مع المواقف والقرارات الصهيوأمريكية الهادفة إلى تمزيق شعبنا وإطالة أمد الانقسام".

وبينت في بيان صحفي أن "تصريحات القدوة تحرف البوصلة الوطنية، وتضعف الحالة الفلسطينية في وقت أحوج ما يكون فيه شعبنا إلى التكاتف وتحقيق الوحدة في مواجهة التحديات".

وأكدت "أن شعبنا الفلسطيني صاحب تاريخ نضالي كفاحي طويل، قائم على التعددية السياسية، والتناقض الوحيد فقط مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل ليل نهار لتهويد القدس وتدنيس المقدسات وضم أراضي الضفة الغربية المحتلة وحصار قطاع غزة الصامد".

وقال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، "حاتم عبدالقادر"، إن "تصريحات القدوة تخصه فقط ولا تعبر عن مواقف الأسير مروان البرغوثي أو كل أفراد قائمة الحرية".

وأضاف: "نحن نحترم الإسلام السياسي وإن اختلفنا معه في بعض الجوانب، فالساحة الفلسطينية تتسع للجميع".

وأشار "عبدالقادر"، المقرب من الأسير "مروان البرغوثي"، إلى أن الساحة الفلسطينية تتسع لكافة التنوعات والتلاوين السياسية من وطنية ودينية ويسارية، وهذه ظاهرة صحية تؤكد أن الشعب الفلسطيني يتنفس بأكثر من رئة واحدة.

تصريحات توتيرية

وعبّرت لجان المقاومة عن رفضها لتصريحات "القدوة"، مؤكدة أنها تمثل خروجا عن حالة التوافق الوطني ودعوة لاستمرار الانقسام.

واعتبرت أنها "تصب في خانة التصريحات التوتيرية الهادفة لتوتير الساحة الفلسطينية وخلخلة حالة التوافق التي تسود هذه الأيام".

واستنكرت حركتا "المقاومة الشعبية" و"الأحرار" تصريحات "القدوة"، ورأت الحركتان في هذه التصريحات للعضو المؤسس للملتقى الوطني الديمقراطي، "هجوما على طيف واسع من أبناء شعبنا، ومحاولة لتقديم أوراق اعتماد للغرب".

وقالت حركة المقاومة الشعبية إن تصريحات "القدوة"، "إساءة لمسيرة الكفاح الفلسطيني بكافة أطيافه وخصوًصا الإسلامية".

أما "حركة الأحرار" فقالت: "إن تصريحات القدوة المقيتة تثبت أنه مجرد أداة وحصان طروادة جديد يمسك بلجامه أعداء شعبنا".

وذكرت أن "هذه التصريحات الخطيرة التي تَوج خلالها معسكر أعدائه المزعوم بالإسلام السياسي وقلعة غزة وتجاهل تماما الاحتلال والاستيطان والعدوان والحصار، تكشف باطنه السيىء وتفضح حقيقة انتمائه وولائه".

وكان القدوة (68 عاما)، وهو ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات"، قد أعلن في الفترة الماضية، نيته تشكيل قائمة منفصلة عن حركته، تحت اسم "الملتقى الوطني الديمقراطي"، لخوض الانتخابات التشريعية المقرر عقدها في 22 مايو/أيار المقبل.

ووجّه "القدوة" مؤخرا انتقادات لاذعة للقيادة الفلسطينية وحركة "فتح".

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

ناصر القدوة فتح حماس الجهاد الإسلامي الإسلام السياسي غزة

عباس يفصل ناصر القدوة من عضوية حركة فتح ولجنتها المركزية