ذوبان جليد القطب الشمالي يرفع مستوى سطح البحر لـ18 مترا في 500 عام

الثلاثاء 6 أبريل 2021 12:04 م

كشفت دراسة -نشرت في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" (Nature Communications) في الأول من أبريل/نيسان الجاري- أن ذوبان الجليد خلال العصور الماضية كان سببا في ارتفاع مستوى سطح البحر بمعدل بلغ حوالي 3.6 أمتار لكل قرن.

واعتمد العلماء في هذه الدراسة -التي قادها باحثون من جامعة دورهام (Durham University) في المملكة المتحدة- على السجلات الجيولوجية السحيقة لمستويات سطح البحر، وذلك لإلقاء الضوء على الدور الذي لعبه ذوبان الصفائح الجليدية في زيادة ارتفاع مستوى سطح البحر خلال الماضي القريب للأرض.

ويعد الماضي القريب للأرض أمرا بالغ الأهمية لبناء تنبؤات -متحفظة أحيانا- بشأن التغيرات المستقبلية طويلة الأمد لمنسوب سطح البحر.

وتخبرنا السجلات الجيولوجية أن نهاية العصر الجليدي الأخير، أي منذ 14 ألفا و600 عام، شهدت ارتفاعا في مستوى سطح البحر بمقدار 10 أضعاف عن المعدل الحالي وذلك إثر التفكك السريع للصفائح الجليدية.

ففي تلك الفترة -والتي يطلق عليها الجيولوجيون "نبضات المياه الذائبة 1 إيه" (Meltwater Pulse 1A)- ارتفع مستوى سطح البحر حوالي 18 مترا، في فترة بلغت 500 عام.

غير أن العلماء كانوا متشككين حيال أي من هذه الصفائح الجليدية كانت سببا وراء ذاك الارتفاع السريع الملاحظ بمستوى سطح البحر.

وكان غالب الظن يُرجِع السبب إلى الصفيحة الجليدية الكبيرة بالقطب الجنوبي، غير أن بعض الأدلة أشارت إلى أن الصفائح الجليدية في نصف الكرة الشمالي كانت السبب في ذلك.

تزايد ملحوظ وسبب مجهول

ويؤكد "يوتشنج لين" -مؤلف الدراسة الرئيس- في التقرير الذي نشره موقع "فيز دوت أورج" (Phys.org) على "صعوبة تحديد أي من الصفائح الجليدية كانت السبب في هذا الارتفاع الهائل في مستوى سطح البحر، ولذلك بقي هذا الأمر مسار جدل لأكثر من 30 عاما".

واستخدمت الدراسة الحديثة بيانات السجلات الجيولوجية القديمة والمفصلة، إضافة إلى تطبيق تقنيات النمذجة الحديثة للكشف عن السبب بهذا الارتفاع السريع في مستوى سطح البحر.

وتوصلت الدراسة إلى أن غالبية المياه الذائبة قد نتجت عن ذوبان الصفائح الجليدية السالفة في أمريكا الشمالية وأوراسيا، مع مساهمة قليلة من القارة القطبية الجنوبية. وهو ما يُوفِّق بين وجهتي النظر المتباينتين سابقا، كما يساعد ذلك على تحسين دقة النماذج المناخية التي تستخدم لمحاكاة الماضي وللتنبؤ بتغيرات المستقبل.

ولتخيل الأمر، فإن كمية هذه المياه الذائبة عادلت ضعفي حجم جزيرة جرينلاند، والتي تراكمت فترة من الزمن بلغت 500 عام فقط. إذ أغرقت هذه الزيادة السريعة في منسوب المياه مساحات شاسعة من الأراضي المنخفضة. كما أدت إلى تعطيل دوران تيارات المحيط، إضافة إلى ما حملته من تبعات ضارة على المناخ العالمي.

والجدير بالذكر أن وتيرة ارتفاع مستوى سطح البحر كانت سريعة فترة "نبضات المياه الذائبة 1 إيه". ومن ثم تباطأت هذه الزيادة منذ ما يقرب من 8200 عام حتى شهدت استقرارا نسبيا منذ 2500 عام. إلا أننا بدأنا نشهد زيادة أخرى منذ نهاية القرن 19.

ولذا تأتي نتائج هذه الدراسة في وقت مهم، إذ يزداد ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند بوتيرة سريعة. مما يسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر وإحداث تغيرات في دوران تيارات المحيط العالمية. وهو الأمر الذي يساعد على فهم التفاعل القائم بين المناخ وتيارات المحيط وذوبان الجليد، والذي يلعب الدور الرئيس في تشكيل أنماط الطقس الأرضي.

ومن هنا يتولد سؤالان في غاية الأهمية "ما هو السبب في ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند؟ وكيف تؤثر التدفقات الهائلة لكميات المياه المذابة على تيارات المحيط شمال الأطلسي؟" كما يقول لين.

وهو الأمر الذي يحاول العلماء فهمه حاليا لما قد يحمله من عواقب وخيمة على المناخ والمجتمع.

المصدر | الخليج الجديد + الجزيرة نت

  كلمات مفتاحية

القطب الشمال سطح البحر ذوبان الجليد

تحذيرات من سرعة تحرك القطب الشمالي للأرض

سنويا.. 31% نسبة ذوبان الأنهار الجليدية في القطب الشمالي

عواصف رعدية بالقطب الشمالي.. العلماء مذهولون من نتائج تغير المناخ

البيت الأبيض يكثف العمل بشأن ذوبان القطب الشمالي

عند أبواب القطب الشمالي.. عالم يترنح