أبدت ليبيا واليونان، استعدادهما لتشكيل لجان مشتركة، لمناقشة الحدود البحرية بين البلدين.

جاء ذلك، خلال لقاء جمع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية "عبدالحميد الدبيبة"، مع نظيره اليوناني "كيرياكوس ميتسوتاكيس"، الذي بدأ الثلاثاء زيارة لطرابلس.

وأعلن "الدبيبة"، خلال مؤتمر صحفي عقب اللقاء، استعداده لتشكيل لجان مشتركة مع اليونان لمناقشة الحدود البحرية بين البلدين، وقال إن "أي اتفاقية (يجب أن) تحفظ حقوق ليبيا وتركيا واليونان".

واتفق معه "ميتسوتاكيس"، الذي قال إن بلاده يمكنها أن تتعاون مع ليبيا، في ترسيم الحدود البحرية بما يحمي حقوق كل بلد.

وأشار إلى أن "أصدقاء ليبيا هم الأقرب لها جغرافيا وليسوا الأطراف البعيدة عنها"، في إشارة لتركيا.

وسبق أن وقعت ليبيا مع تركيا اتفاقا للتعاون الأمني وترسيم الحدود البحرية، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أثار غضب اليونان.

وتشهد منطقة شرق المتوسط توترا إثر مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع الجانب الرومي من جزيرة قبرص، وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.

وفي 6 أغسطس/آب الماضي، وقعت مصر واليونان، اتفاقية مشتركة لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، ووجدت هذه الاتفاقية رفضا من تركيا والحكومة الليبية.

وقال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، في تصريحات له آنذاك، إن ما يسمى "اتفاقية ترسيم مناطق الصلاحية البحرية" بين مصر واليونان، تنتهك الجرف القاري لتركيا وليبيا وحقوقهما.

وأوضح "ميتسوتاكيس"، أن "الهدف الرئيسي لزيارة طرابلس، هو استئناف عمل السفارة في ليبيا، حيثُ سيتم فتح قنصلية لنا في بنغازي بعد ذلك"، مشددًا على "وجوب خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا في أسرع وقت".

وأضاف "ميتسوتاكيس"، أن فتح السفارة اليونانية في طرابلس والقنصلية في بنغازي، سيزيد فرص العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وبين أن ازدياد الاستقرار سيزيد فرص الاستثمار في الأمن والصحة والاقتصاد وإمكانية التعامل مع ليبيا في الطاقة والصحة والتعليم.

وأردف رئيس وزراء اليونان، أن بلاده ستقف مع ليبيا في استقرارها بعيدا عن الجيوش الأجنبية وهو أساس الأمن والأمان، وأضاف: "طالبنا بخروج كافة المرتزقة والجيوش الأجنبية من ليبيا".

وسارعت اليونان إلى ترميم علاقاتها مع السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، بمجرد انتخابها، قبل أسابيع، باتخاذ عدة قرارات دبلوماسية فورية، وذلك بعدما تسبب اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين حكومة الوفاق وتركيا، في ترحيل السفير السابق لديها "محمد يونس المنفي" إلى بلاده في ديسمبر/كانون الثاني 2019.

وبعث "ميتسوتاكيس"، رسالة تهنئة لانتخاب الحكومة الانتقالية الجديدة في ليبيا، واصفا انتخابها بـ"الخطوة المهمة نحو السلام".

ولاحقا، أعلنت وزارة الخارجية اليونانية استئناف عمل هيئاتها الدبلوماسية في ليبيا، معربة عن تطلعها إلى إقامة اتصالات مع السلطة الجديدة، من أجل تعزيز العلاقات الثنائية على أساس القانون الدولي.