مسجد ستراسبورج.. هل يعمق التوتر بين فرنسا وتركيا؟

الجمعة 9 أبريل 2021 07:17 م

تحول مخطط بناء أكبر مسجد في فرنسا وأوروبا، في مدينة ستراسبورج الفرنسية، إلى مشاحنات واحتكاكات بين الأقلية المسلمة ومعارضي الإسلاموفوبيا من جهة، والعلمانيين من جهة أخرى، كما أدى لتعميق التوتر مع تركيا التي تعد أهم ممول للمشروع.

وحسب موقع "صوت أمريكا"، فإن هذا النقاش المحتدم حول المسجد الذي أطلق عليه اسم "أيوب سلطان"، نسبة إلى مزار إسلامي في مدينة إسطنبول، يعكس مخاوف متزايدة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن النفوذ المتزايد لتركيا.

وبدعوى القلق من التدخل الأجنبي -وخاصة التركي- بدأ مسؤول فرنسي رفيع المستوى، هذا الأسبوع، إجراءات قانونية ضد قرار بلدية مدينة ستراسبورج التي هي بصدد اتخاذ قرار بشأن تمويل المسجد، المصمم ليكون الأكبر في أوروبا.

وتبلغ الميزانية الرسمية لهذا المشروع 38 مليون دولار؛ لكن تم إيقافه بسبب نقص التمويل. وكانت بلدية ستراسبورج صوتت، في 22 مارس/آذار 2021، على اتفاق مبدئي لتقديم تمويل يبلغ قدره 10% من هذا المبلغ.

ويقول محللون إن ما يحد من خيارات استعراض عضلات الكتلة الأوربية اليوم أمام تركيا، هو اعتماد الاتحاد الأوروبي عليها كحصن ضد تدفق هائل آخر للاجئين، الأمر الذي أسفر في النهاية عن صفقة بمليارات الدولارات مع أنقرة عام 2016.

وتساءل المحاضر في جامعة لوفان "إركان توغوسلو"، قائلا إن دول الاتحاد الأوروبي "تحتاج إلى تركيا، فإذا فتحت تركيا حدودها ماذا سيحدث؟".

وشهدت العلاقة بين الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" ونظيره التركي "رجب طيب أردوغان" توترات شديدة، بدءا من الصراع في ليبيا وسوريا، وإلى استكشاف تركيا للنفط والغاز في شرق البحر المتوسط.

كما انتقد الرئيس التركي، بشكل خاص، الإجراءات الفرنسية المتخذة لمكافحة ما تسميه باريس "الإسلام الراديكالي".

والشهر الماضي، حذر "ماكرون" من التدخل في انتخابات الرئاسة الفرنسية العام المقبل، حيث تستهدف حكومته جماعات تركية تعتبرها "مشبوهة".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قام وزير الداخلية الفرنسي "جيرالد دارمانين" بحظر جماعة "الذئاب الرمادية" التركية، بعد اتهام أعضائها بتشويه نصب تذكاري للإبادة الجماعية للأرمن بالقرب من ليون.

وبحسب "صوت أمريكا"، فإن دولا أوروبية أخرى تفكر، بما في ذلك ألمانيا، في اتخاذ خطوات مماثلة.

ويناقش المشرعون الفرنسيون أيضا تشريعات ضد التطرف، والتي من شأنها أن تحظر التمويل الأجنبي للجماعات الدينية. من بين أولئك الذين يحتمل أن يكونوا في مرمى النيران: الجمعية التركية "مللي جوروش"، الداعم الرئيسي لمسجد ستراسبورج الفرنسية.

وفي مقابلة مع الإذاعة الفرنسية، الثلاثاء، هدد وزير الداخلية بحل "مللي جوروش" وآخرين اعتبرهم "أعداء الجمهورية"، مشيرا إلى رفض الجمعية التركية التوقيع على ميثاق حكومي جديد ضد التطرف.

ولم يرد مسؤولو "مللي جوروش" على طلب للتعليق، لكن في بيان صدر مؤخرًا، نفت الجماعة كونها أصولية ووصفت نفسها بأنها "جمعية فرنسية قوية عملت دائمًا بشفافية تامة فيما يتعلق بقيم الجمهورية".

واعتبر محللون أن الخلاف حول تمويل المسجد وتحذير "ماكرون" من تدخل خارجي محتمل في الانتخابات، قد يستهدفان في الغالب الناخبين الفرنسيين، حيث يشير المنتقدون إلى تحول الرئيس إلى اليمين قبل انتخابات العام المقبل.

وتطرق "صوت أمريكا" إلى تصريحات الزعيمة اليمينية المتطرفة، "مارين لوبان"، مرشحة المعارضة البارزة في مقابلة حديثة التي قالت فيها: "إن أردوغان اليوم يدعم الأصولية الإسلامية، ويتصرف مثل عدو الأمن الفرنسي اليوم.. لكن هل لديه القدرة على التدخل في الانتخابات (الفرنسية)؟.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

فرنسا تركيا مسجد ماكرون العلاقات التركية الفرنسية

مزيج التهدئة والصرامة.. لماذا تبدو السياسة التركية متناقضة؟

بعد أشهر من توتر العلاقات.. وزير الخارجية التركي يلبي دعوة نظيره الفرنسي لزيارة باريس

جاويش أوغلو: تركيا وفرنسا صديقتان وحليفتان وستظلان كذلك

فرنسا تسحب مسجدا تابعا لجمعية تركية من موقع أيام التراث