باستثناء الشعوب الديمقراطي.. إبادة الأرمن توحد القوى السياسة التركية ضد قرار بايدن

الأحد 25 أبريل 2021 12:07 ص

وحد اعتراف الرئيس الأمريكي، "جو بايدن"، بـ"إبادة الأرمن"، مختلف الأحزاب السياسية، ولم يشذ عنه سوى "الشعوب الديمقراطي"، الذي يتهم بتبني أفكار كردية انفصالية.

وعبر "تويتر"، نشر رموز المعارضة التركية، تغريدات تعكس المواقف الرسمية لأحزابهم، حيث شدد رئيس بلدية العاصمة أنقرة، القيادي بحزب الشعب الجمهوري، "منصور يافاش"، على تسامح بلاده مع مختلف الأطياف طوال تاريخها، داعيا "الدول التي تسعى لتحقيق مصالح سياسية لأن تنظر إلى تاريخها أولا".
 

وأدان "أكرم إمام أوغلو"، رئيس بلدية إسطنبول، خطوة "بايدن"، ووصفها بـ"الخطأ الكبير"، مؤكدا أنها، ومثيلاتها من القرارت المتعلقة ببلاده، لا تعني لها شيئا.
 


وقالت زعيمة "الحزب الجيد" المعارض، "ميرال أكشينار"، "أولئك الذين يحاولون إعادة كتابة التاريخ من خلال نطق كلمة إبادة جماعية يعتدون على شرف وسمعة الأمة التركية"، معربة عن إدانتها الشديدة لمحاولات التأثير عبر "شبكة من العلاقات التافهة وغير المستقرة".
 

أما زعيم حزب السعادة، "تمل كرموللا أوغلو"، فقد نشر سلسلة تغريدات، أدان فيها الخطوة بشدة، مذكرا الولايات المتحدة بجرائمها في فيتنام والعراق وأفغانستان.

وأضاف: "أمريكا، التي بدأت تاريخها بالإبادة الجماعية بحق الهنود الحمر، هي آخر دولة (يحق لها) اتهام بلدنا وتاريخنا".
 

وبدوره، نشر حزب "الديمقراطية والتقدم" المعارض، بزعامة القيادي السابق بحزب العدالة والتنمية الحاكم، علي باباجان، بيانا، انتقد فيه خطوة بايدن، لكنه انتقد كذلك أداء الحكومة التركية وصولا إلى هذه المرحلة، مشددا على ضرورة عدم البقاء بأسر الماضي والتعلم من "دروسه لأجل بناء غد أجمل".
 


وكان رئيس الوزراء الأسبق، القيادي السابق في "العدالة والتنمية"، "أحمد داوود أوغلو"، الذي يتزعم حزب "المستقبل" المعارض، قد علق الجمعة على أنباء عزم بايدن اتخاذ الخطوة، بالقول: "إن دعوتنا للإدارة الأمريكية هي عدم تعميق تلك الآلام (التي عانى منها جميع مواطني الدولة العثمانية من جميع الأديان) من خلال الاستفادة من الوضع المضطرب في العلاقات التركية الأمريكية واستخدامها في السياسة (الأمريكية) الداخلية، ولكن للمساهمة في عملية حوار تقوم على التعاطف المتبادل ورؤية السلام".
 

أما حزب "الشعوب الديمقراطي"، الذي يضم في عضويته عددا من ذوي الأصول الأرمنية، فإنه لم يعلق على الفور على قرار بايدن، لكنه نشر السبت بيانا بشأن موقفه من أحداث 1915، الذي يكرره في مثل هذا اليوم من كل عام، حيث يحيي الأرمن ذكرى "الإبادة" المزعومة.

وجدد البيان اعتباره ما جرى للأرمن في تلك الأحداث بأنه "إبادة جماعية"، وبأن الأناضول لم تعد بعد ذلك "مسيحية"، معتبرة أن ذلك "مر دون حساب.. وأصبح التمييز وجرائم الكراهية أمرا شائعا".

لكنه استدرك بالقول: "هذه القضية لا يمكن التضحية بها لصالح الحسابات السياسية الداخلية أو المحاسبة السياسية والتموقع في السياسة الخارجية".
 



وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية "إبراهيم قالن"، في تغريدة على "تويتر": "نندد بقوة ونرفض تصريحات الرئيس الأمريكي التي تكرر فقط اتهامات الذين تقوم أجندتهم الوحيدة على العداء لتركيا".

وتابع: "ننصح الرئيس الأمريكي بالنظر إلى ماضي (بلاده) وحاضرها".
 


والسبت، بات "بايدن" أول رئيس للولايات المتحدة، يصف أحداث عام 1915 التي قتلت فيها أعداد كبيرة من الأرمن "إبادة جماعية"، وهي الخطوة التي أعلنت تركيا رفضها تماما.

وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق صفة "الإبادة العرقية" على أحداث 1915، بل تصفها بـ"المأساة" لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيداً عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور "الذاكرة العادلة"، الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة الأحادية إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لكل طرف.

كما تقترح تركيا عمل أبحاث حول أحداث 1915 في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمينية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين أتراكاً وأرمن، وخبراء دوليين.

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا إبادة الأرمن المعارضة التركية الأحزاب التركية

العلاقات التركية الأمريكية على المحك مع اعتراف بايدن بإبادة الأرمن

تداعيات بيان بايدن والأرمن.. تركيا تستدعي السفير الأمريكي لديها

باكستان تتضامن مع تركيا ضد اعتراف بايدن بإبادة الأرمن

تركيا.. الشعوب الديمقراطي الكردي يقدم دفاعه للمحكمة الدستورية بقضية إغلاقه