بقاعدة تضم سفنا نووية.. روسيا تعزز تواجدها العسكري ببورتسودان

الأحد 25 أبريل 2021 03:13 م

عززت روسيا تواجدها العسكري، في قاعدة فلامينجو على البحر الأحمر شمالي مدينة بورتسودان.

تأتي هذه الخطوة، تنفيذا لمسودة اتفاق موقعة بين الخرطوم وموسكو، لإقامة مركز لوجستي للبحرية الروسية في السودان، يمكن أن يضم سفنا نووية.

وكشف مصدر عسكري مطلع، عن وصول 5 رحلات روسية عسكرية من قاعدة طرطوس السورية إلى القاعدة البحرية السودانية في البحر الأحمر "فلامنجو" خلال الأيام الماضية.

ووفق مصدر؛ فإن نحو 70 من أفراد البحرية الروسية، من بينهم 10 ضباط، يقيمون بصفة دائمة في القاعدة.

وقال المصدر  إنّ جسرًا جويا من طرطوس إلى بورتسودان مكون من 20 طائرة، سيكتمل في الأيام المقبلة، ضمن الرحلات الخمسة التي اكتملت.

ونصبت القوة الروسية جهاز رادار، على  قاعدة "فلامنجو"، بارتفاع 50 مترا، فيما شوهدت قطع روسية داخل القاعدة من بينها سفينة استطلاع. 

وقال ضابط في الجيش السوداني، إنّ القاعدة الروسية تتكون من نحو 60 عسكريا تحيطها حراسة مشددة وسط تكتم شديد وغياب للمعلومات بالنسبة لضباط البحرية السودانية.

ومطلع الشهر الماضي؛ أعلن الجيش السوداني استقبال أول سفينة حربية روسية، في ميناء بورتسودان، وهي الفرقاطة الروسية أدميرال "جريجوروفيتش".

وردا على سؤال حينها، بشأن مدى ارتباط زيارة السفينة بإقامة القاعدة الروسية، قال مصدر عسكري سوداني لوكالة "الأناضول"، مفضلا حجب هويته كونه غير مخول بالحديث للإعلام، إن "موضوع القاعدة العسكرية الروسية لم يحسم بعد".

وأوضح المصدر أن "زيارة السفينة الحربية الروسية، ليست مفاجئة، ووصلت وفقا لجدول زمني متفق عليه".

ومن المتوقع أن تصل سفينة استطلاع روسية أخرى، إلى الميناء السوداني، خلال الأيام المقبلة.

وكان مجلس الدفاع والأمن السوداني (أعلى هيئة أمنية في البلاد) نفى قبل أسبوع الأنباء المتداولة بشأن إنشاء قاعدة روسية في البلاد، وقال إنها معلومات غير دقيقة، غير أنه لم يقدم أي تفاصيل بهذا الشأن.

وكان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، أقرّ في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان، يمكنها استقبال السفن التي تعمل بالطاقة النووية.

وفي 9 ديسمبر/كانون الأول 2020، نشرت موسكو، نص اتفاقية مع الخرطوم لإقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر بهدف "تعزيز السلام والأمن في المنطقة".

ووفق مسودة الاتفاق، تسمح الخرطوم بتأسيس مركز لوجستي للبحرية الروسية في السودان، يستوعب ما يبلغ 300 جندي وموظف، ويمكن أن يستوعب سفنا مزودة بتجهيزات نووية.

وجاء في المسودة أن القاعدة الروسية في السودان "ستلبي أهداف الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، ولن تستخدم في مواجهة الدول الأخرى".

وأضافت المسودة أنه يمكن استخدام القاعدة في الإصلاحات وتجديد الإمدادات لأفراد فريق السفن الروسية، وأنه يحق للجانب السوداني "استخدام منطقة الإرساء بالاتفاق مع الجهة المختصة من الجانب الروسي".

كما تحدثت عن إمكانية بقاء 4 سفن حربية بحد أقصى في القاعدة البحرية، بما في ذلك السفن البحرية المزودة بنظام الدفع النووي بشرط مراعاة معايير السلامة النووية والبيئية.

ونصّت مسوّدة الاتفاق أيضا على أنه يحق لروسيا أن تنقل عبر مرافئ السودان ومطاراته "أسلحة وذخائر ومعدات" ضرورية لتشغيل هذه القاعدة البحرية.

ويذكر النص أن الاتفاق الروسي السوداني سيكون نافذا مدة 25 عاما، وسيُجدد تلقائيا بعد مرور 10 أعوام إذا لم يطلب أي من الطرفين إنهاءه قبل ذلك.

وتتطلع موسكو إلى زيادة نفوذها في أفريقيا التي تتمتع بثروة معدنية كبيرة ولديها أسواق مربحة محتملة للأسلحة روسية الصنع، وكانت استضافت السلطات الروسية عام 2019 في مدينة سوتشي الروسية أول قمة بين روسيا وأفريقيا.

في المقابل، حطت مطلع مارس/آذار الماضي، المدمرة الأميركية "يو أس أس ونستون تشرشل"، و"يو أس إن أس كارسون سيتي"، إلى السودان.

وفي 26 يناير/كانون الثاني الماضي، بحث رئيس مجلس السيادة السوداني "عبدالفتاح البرهان"، مع نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) "أندرو يانغ"، سبل تعزيز التعاون العسكري بين الخرطوم وواشنطن.

ويأتي التعاون العسكري بين البلدين، عقب إلغاء واشنطن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقوبات اقتصادية وسياسية فرضتها على الخرطوم لوجودها ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وتضع الإدارة الأمريكية بقيادة "جو بايدن"، في صلب اهتماماتها التهديد الروسي، وهي تحاول جاهدة اليوم قطع الطريق أمام مساعي موسكو فرض حضور وازن ودائم في المنطقة، والتحرك الجاري صوب السودان يأخذ في الاعتبار هذا التوجه.

وسبق وأن انتقدت الإدارة الأمريكية قيام روسيا بتطوير قواعد دائمة في المنطقة، في خطوة تنظر إليها واشنطن على أنها تهديد لنفوذها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا التواجد العسكري الروسي قاعدة عسكرية السودان بورتسودان

قاعدة بحرية روسية في السودان.. اختراق مهم لموسكو منذ الحرب الباردة

روسيا تنفي تجميد اتفاق إنشاء قاعدة بحرية في السودان

لانفتاحه على أمريكا.. لهذا يعيد السودان النظر في إنشاء القاعدة الروسية

أمريكا حذرت روسيا من مخطط يستهدف الوصول إلى موادها النووية