باستثناء السفير السعودي كان السفراء العرب على استعداد للتحدث معي

الجمعة 23 أكتوبر 2015 03:10 ص

زهير أندراوس | الناصرة - لا بدّ من الإشارة إلى أنّ بين «إسرائيل» ودول الخليج روابط دبلوماسية واقتصادية على حد سواء، ومن المؤكد أن الاتصالات السياسية تخضع لحركة مد وجزر، فمن الصعب أنْ نتصور أنّ اغتيال جهاز «الموساد» الإسرائيلي للقيادي في حركة «حماس»، «محمود المبحوح»، في دبي عام 2010 كان مجرد حدث بسيط.

لكن الروابط التجارية وتلك الخاصة بالأعمال تنمو باطراد، وهي علاقات هامة على الأقل مع بعض الدول؛ إذْ أنّ إحدى الإحصائيات التي أطلعني على نتائجها أحد المسؤولين الخليجيين هذا العام كانت مدهشة، هذا ما أكّده «سايمون هندرسون»، وهو زميل بيكر في معهد واشنطن ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد، ومتخصص في شؤون الطاقة والدول العربية المحافظة في الخليج.

وفي دراسة جديدة نشرها على موقع المعهد الالكترونيّ، كشف «هندرسون» النقاب عن أنّه قام وعدد من زملائه بزيارة العراق في العام 2004، أيْ بعد مرور سنة على غزو أمريكا لبلاد الرافدين، واحتسى الجعّة الإسرائيليّة من نوع «غولدستار».

ولفت إلى أنّ فقرة من كتاب «حليف: رحلتي عبر الانقسام الأمريكي-الإسرائيلي»، للسفير الإسرائيليّ السابق لدى واشنطن «مايكل أورين» تكشف ما يلي: من بين الامتيازات الخاصّة بسفير «إسرائيل» لدى واشنطن القدرة على لقاء شخصيات عربية ودبلوماسيين عرب بشكل غير رسمي، وبعيدًا عن الأنظار. وبغضّ النظر عن السفير السعودي الذي شكّل استثناءً ملحوظًا، كان كل نظرائي العرب تقريبًا على استعداد للتحدث. وقد كان هؤلاء الأشخاص استثنائيين، وتمّ تعيينهم فقط لقدرتهم على التفوق في الدوائر الأمريكية.

وأضاف الباحث الأمريجكيّ: لا يدل مؤشر الكتاب على تهور مؤلفه السفير السابق «أورين»، وعليكم قراءة الكتاب لاكتشاف ذلك. ومع ذلك، فإن صراحة «أورين» تسمح لي بالكشف عن حكاية ثانية.

ففي خلال لقاء على إفطار عمل في فندق في وسط واشنطن العاصمة، أتى ما قاله لي سفير خليجي كشكوى تقريبًا؛ إذ أوضح أنّ «أورين» استمرّ في إرسال الدعوات للمشاركة في احتفالات العيد الوطني الإسرائيليّ.

وقد أشار كتّاب المقالة إلى التداخل ما بين وجهة نظر بلاده المشككة بإيران والمواقف التي اتخذتها «إسرائيل» و«لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية» موضحين أنّ مسؤولاً أمريكيًا رفيع المستوى أضاف أنّ السفير الإماراتي لدى واشنطن، «يوسف العتيبة»، والسفير الإسرائيلي هناك، «رون ديرمر»، قريبان جدًا، إذْ رأى أنهما متفقان على كل شيء تقريبًا، موضحًا أن ذلك لا يشمل الفلسطينيين.

ويضيف المقال أنّ مسؤولاً رفيع المستوى في السفارة الإسرائيلية أكّد على قيمة هذا التحالف الاستراتيجيّ، مُعتبرًا أنّ وقوف «إسرائيل» والعرب معًا يُشكّل الورقة الرابحة الأكيدة. لأنّه يتخطى السياسة والإيديولوجية، فعندما تقف «إسرائيل» والدول العربية إلى جانب بعضها البعض، تصبح قوية، على حدّ تعبيره. ومع ذلك، لفت الباحث الأمريكيّ إلى أنّ الشك متواجد من الطرفين. إذ قال  مسؤول أمريكيّ: إنّ هذا الانفراج في العلاقات ما بين دول الخليج و«إسرائيل» ليس حقيقيًا، وإذا كان الطرفان أصدقاء مقربين، ربمّا يمكن أن يبدآن بالاعتراف بـ«إسرائيل»، بحسب تعبيره.

أمّا الحدث الرئيسي الآخر خلال الصيف فقد تجلى في فضح الاتصالات السعودية الإسرائيلية، لافتًا إلى أنّه كتب ذات مرة أنّه تمّ تأسيس قناة خلفية سعودية إسرائيلية في الثمانينات عندما ألقى العاهل السعودي الراحل الملك «فهد» هذه المهمة على عاتق رئيس المخابرات السعودية آنذاك، الأمير «تركي الفيصل». ولكن جهة اتصال إسرائيلية صححت لي ذلك. فهذه القناة السرية كانت قائمة بالفعل وعُهدت إلى الشيخ «كمال أدهم» عندما كان رئيساً لـ «مديرية المخابرات العامة» السعودية ما بين عامي 1965 و1979، قبل تولي الأمير «تركي» هذا المنصب.

وتمّ تحريض بعض الاتصالات الدبلوماسية من قبل الولايات المتحدة، ويستند ذلك على ما يبدو على المنطق القائل أنه إذا كانت واشنطن ودية مع كلا الطرفين، يجب على هؤلاء التحدث مع بعضهما البعض على الأقل في بعض الأحيان. وقد قال لي مسؤول إسرائيلي ذات مرة إنّه زار عاصمة خليجية لعقد اجتماعات أعطى خلالها كل جانب وجهة نظره حول مجموعة متنوعة من المواضيع.

ولم يكن هناك دائمًا اتفاق على نطاق واسع، ولكن كان الأمر عبارة عن تبادل لوجهات النظر، كما أنّ الدول المعنية سمحت للزوار باستخدام جوازات السفر الإسرائيلية لدخولها ومغادرتها. على الرغم من ذلك، قال الباحث الأمريكيّ، إنّه يبدو أن القوة الدافعة تتجلى في تداخل المصالح الذاتية.

ولفت إلى أنّ إن فترة النمو الأكثر وضوحاً في الاتصالات الإسرائيلية، والتي تؤخذ من المستوى الاستخباراتي إلى المستوى الدبلوماسي، تعود إلى التسعينات وإلى اتفاقيات أوسلو التي سمحت على الأقل لبعض الدول الخليجية بتخطي ترددها السابق بسبب غياب السلام بين «إسرائيل» والفلسطينيين.

وفي عام 1994، ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي، آنذاك، «إسحق رابين»، إلى عُمان والتقى بالسلطان «قابوس». وبعد ذلك بعام، بعد اغتيال «رابين»، أتى وزير الخارجية العماني، «يوسف بن علوي»، إلى القدس للاجتماع بالقائم بأعمال رئيس الوزراء في ذلك الحين، «شمعون بيريس».

وفي عام 1996، وقعت الدولتان اتفاقًا يفتح بموجبه كل منهما مكاتب تمثيل تجارية. وفي العام نفسه، اتفقت قطر و«إسرائيل» على فعل الأمر نفسه. ولكنّ مسقط والدوحة لم تنفذا جهتهما من الاتفاق القائمة على إنشاء مكاتب في
«إسرائيل».

ربما على العكس من ذلك، يُعتقد أن استمرار علاقات «إسرائيل» الهادئة مع سلطنة عمان أفضل من صلاتها بقطر. وفي هذه الأيام يبدو أنّ العائلة القطرية الحاكمة تفكر في أنّ الموجة التي يجب عليها ركوبها تتجلى في دعم جماعة «الإخوان المسلمين»، وهو رأي معادٍ لـ«إسرائيل»، على حدّ تعبيره.

  كلمات مفتاحية

الاحتلال الإسرائيلي دول الخليج روابط تجارية اتصالات دبلوماسية قطر السعودية سلطنة عمان العتيبة

«واشنطن بوست»: العلاقات الخليجية مع (إسرائيل) تشهد تطورات لافتة

«عشقي»: السعودية تريد تعايش عربي إسرائيلي.. و«نتنياهو» قوي وعقلاني

سفيرا الإمارات و«إسرائيل» لدى واشنطن متفقان في كل شيء تقريبا

5 لقاءات سرية بين السعودية و(إسرائيل) على وقع الخوف من التهديد الإيراني

توغل إسرائيلي هائل في اقتصاد الإمارات .. وشركات الأمن يديرها ضباط الموساد

«جهاد الفيفا» ضد السعوديين

عضو بـ«الشورى» السعودي: بعض سفراء المملكة تفرغوا للمجاملات الدبلوماسية