5 لقاءات سرية بين السعودية و(إسرائيل) على وقع الخوف من التهديد الإيراني

السبت 6 يونيو 2015 08:06 ص

قالت عدة صحف ومواقع إسرائيلية وعالمية أن لقاءا جري الخميس 4 يونيو/جزيران الجاري، بين مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية وأمين سر رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، «دوري غولد»، وبين مسؤول سعودي، اللواء المتقاعد «أنور عشقي»، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجدة في واشنطن، لمناقشة فرص التعاون بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية بخصوص التهديد النووي الإيراني.

وقد أكد تقرير لموقع «بلومبيرج» الخبر الذي نشرته أولا عدة صحف صهيونية، وذلك في تقرير نشره الخميس 4 يونيو/حزيران الجاري، مؤكدا أن أنه سبق هذا اللقاء الذي تم عقده في مجلس العلاقات الخارجية خمسة جلسات سرية عقدت منذ بداية عام 2014 بين ممثلين عن إسرائيل والمملكة العربية السعودية لمناقشة العدو المشترك، «إيران»، وأن اللواء «عشقي» شارك في بعض هذه اللقاءات الخمسة السابقة. 

وكشفت «بلومبيرج» أن اللقاءات الثنائية الخمسة السابقة عقدت عل مدار الـ17 شهرا الماضية في الهند وإيطاليا وجمهورية التشيك، ونقلت عن أحد المشاركين وهو جنرال إسرائيلي متقاعد: «لقد اكتشفنا أن لدينا نفس المشاكل ونفس التحديات وبعض الإجابات نفسها»، وقال«شابير»: «إن الجانبين بحثا عدة سبل سياسية واقتصادية، ولكن لن ندخل في أي تفاصيل أخرى».

وقال الجنرال الصهيوني: «قال لي عشقي (في لقاء سابق) أنه لا يوجد تعاون حقيقي سيكون ممكنا حتى يقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مبادرة السلام العربية لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني».

وقال التقرير أن لقاء واشنطن الاخير تضمن إلقاء «عشقي» خطابا بالعربية في المعهد وإلأقاء غولد خطابا بالإنجليزية، وأن «عشقي» كان قلقا من تاريخ إيران وإرهاب النظام الإيراني، وأنه طرح خطة من سبع نقاط عن منطقة الشرق الأوسط على قمتها تحقيق السلام بين إسرائيل والعرب، وفي المرتبة الثانية «تغيير النظام في إيران»، بخلاف الوحدة العربية الكبرى، وإنشاء قوة عسكرية إقليمية عربية، ودعوة لدولة كردستان المستقلة لتكون مكونة من أراضي في العراق وتركيا وإيران.

أما خطاب «غولد» فحذر من طموحات إيران الإقليمية، لكنه لم يدع لإسقاط حكومة طهران، وتمني إزالة الخلافات السعودية الاسرائيلية، وتمني معالجتها بشكل كامل في السنوات المقبلة.

وقالت «بلومبرج» أن اللقاءات السرية بين إسرائيل والسعودية تأتي لأن لديهما مصلحة مشتركة في إحباط نووي إيران، وأنها تأتي برغم عدم الاعتراف الرسمي بين البلدين، وبينما لا تزال السعودية لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود، لم تقبل اسرائيل بمبادرة السلام السعودية لإنشاء دولة فلسطينية.

بالمقابل زعمت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن اللقاء بين الجانبين، تم التخطيط له منذ مدة طويلة، في «مجلس العلاقات الخارجية» في واشنطن وفي إطار حدث يُتوقع فيه من كلا البلدين أخذ دور هام في «الحديث عن المصالح المُشتركة في مواجهة النووي الإيراني»، مشيره لأن التعاون بين البلدين معروف منذ سنين وهو أمر مُثير للفضول، على ضوء حقيقة أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية موجودتان في جبهة واحدة ضد مشروع النووي الإيراني.

و«دوري غولد» هو أمين سر «نتنياهو»، منذ عام 2013، وهو بمثابة مستشار سياسي مقرب لرئيس الحكومة الإسرائيلية. وتم تعيينه، من قبل سفيرًا لإسرائيل في الأمم المُتحدة في فترة ولاية «نتنياهو» الأولى كرئيس للحكومة بين عامي 1997-1999، وتم لاحقًا تعيينه رئيسًا لـ «مركز القدس لشؤون المواطنين والدولة»، وهو معهد أبحاث مُختص بالقضايا الاستراتيجية.

كما عمل «غولد» أيضًا مُستشارًا لرئيس الحكومة الصهيوني «أرييل شارون» بين عامي 2011و2003، وكان يدير الصلات بين إسرائيل والولايات المُتحدة فيما يخص مسألة «خارطة الطريق».

أما المسؤول السعودي «عشقي»، فكان مُستشار وأمين سر الملك الراحل «فيصل» ورافقه في لقاءات قمة عالمية ومؤتمرات كثيرة، وأسس عام 1988 (مركز الدراسات الاستراتيجية والقانونية في الشرق الأوسط)، ويمثل «عشقي» المملكة العربية السعودية في لقاءات أكاديمية مختلفة.

وسبق أن كتب «غولد»، في أحد مقالاته على صحيفة «إسرائيل اليوم» يقول: «فتحت حرب اليمن عام 1962 المجال لمصالح مشتركة بين إسرائيل والسعودية، حيث دعمت مصر، برئاسة جمال عبد الناصر، الانقلاب العسكري ضد حكم إمام اليمن، بينما كان السعوديون يدعمون الإمام ووفروا لقواته ملاذًا آمنًا على أراضيهم».

وقد أرسل جمال عبد الناصر قوة حربية، كان تعدادها أكثر من 60 ألف جندي، وهاجم سلاح الجو المصري أهدافا في المدن السعودية، بالقرب من الحدود اليمنية.

وزعم أن «السعودية توجهت إلى إسرائيل من أجل الحصول على مساعدة بهدف مساعدة قوات الإمام في اليمن، وتمت إدارة العملية تحت إشراف رئيس المخابرات السعودي، كمال أدهم، وقامت خلال تلك العملية طائرات نقل إسرائيلية بتوصيل الدعم لقوات الإمام بين عامي 1964 – 1966».

ولكنه قال أنه في عام 1970، أي بعد ثلاث سنوات من هزيمة الجيش المصري في حرب الأيام الستة، انسحبت القوات المصرية من اليمن، في تلك الفترة نمت سياسة النفور الأيديولوجي من السعودية بسبب وجود الدولة الصهيونية.

‏مراسيل الحب السعودية إلى تل أبيب

وكتب المغرد والمؤلف «سعود السبعاني» على حسابه علي فيس بوك يعدد ما أسماه مراسيل الحب السعودية إلى تل أبيب من «خاشقجي» إلي «عشقي»، يقول: «تعود آل سعود أن يتخذوا في السر بينهم وبين أشقائهم في تل أبيب طروداً ومراسيل، وبعد أن توارى عدنان خاشقجي وتم شواء الحريري ظهر أنور عشقي ليقوم بمهمة المطراش».

وقال أنه خلال الأشهر الماضية كشف موقع ويكيليكس عن وثيقة سرية كان فحواها أن الإسرائيليين اجتمعوا سراً عدة مرات مع وفد سعودي برئاسة اللواء المُتقاعد السعودي «أنور عشقي» لعقد مفاوضات واتفاقيات بشأن السلام المزعوم وتحييد سلاح غزة وتحويل حماس لحزب سياسي مُسالم وغيرها من أمور، وقد مرت تلك الوثيقة مرور الكرام أمام وسائل الإعلام العربية وخصوصاً قناة الجزيرة القطرية وقناة العربية السعودية، حيث تجاهلتا تلك الوثيقة تجاهلاً تاماً، وحتى الفلسطينيين تجاهلوها لأن أغلبهم مُشارك وله ضلع في تلك اللقاءات السعودية الإسرائيلية.

وأرجع تاريخ هذه العلاقات السرية الي عهد الملكين «فيصل» و«فهد» حيث كان الوسيط أو دينامو العلاقات السرية هو «عدنان خاشقجي» الذي كان يلتقي الإسرائيليين في أي مكان سواء في لندن أو جنيف ثم باريس مروراً بماربيلا وحتى تل أبيب، وكانت تلك العلاقات الحميمية واللقاءات السرية تتم وفق رغبة سعودية مُلحة والتي تمخضت لاحقاً عنها مُبادرة السلام مع إسرائيل والتي سبقت مبادرة الملك «عبد الله» بعقدين من الزمان.

الوسيط «رفيق الحريري»

وقال إنه ظهر لاحقا اسم الوسيط الجديد «رفيق الحريري» يتردد في كواليس وخبايا الدوائر الاستخبارية الإسرائيلية والغربية.

وقد ذكر الدبلوماسي اللبناني السابق «خالد خضر أغا» في برنامج زيارة خاصة الذي تعرضه قناة الجزيرة القطرية نقلاً عن أحد القياديات الفلسطينية أن طائرة «رفيق الحريري» قد حطت في مطار نهاريا في إسرائيل حيث قال «هاني الحسن» أحد القيادات الفلسطينية: «نزلت طائرة الحريري بنهارية في إسرائيل».

 وقد استطاع «رفيق الحريري» أن يسد الغياب الذي خلفه الوسيط «عدنان خاشقجي» وقام «الحريري» بعقد صفقات أسلحة باسم السعودية لصالح العراق إبان الحرب العراقيةالإيرانية ومن خلال تلك الصفقات المليارية أصبح صديقاً حميماً للرئيس الفرنسي الشره «جاك شيراك».

وقال المغرد «سعود السبعاني»: أخبرني الصديق «مشعل المطيري» الذي كان يعمل دبلوماسياً في الثمانينيات في السفارة السعودية في باريس، أنهم في السفارة قد خصصوا جناح خاص لـ«رفيق الحريري» لأنهُ كان يقوم بعقد تلك الصفقات السرية، ولهذا كانوا يستقبلونه وكأنهُ أحد أفراد الأسرة الحاكمة السعودية.

وأضاف أن الاميرين «بندر بن سلطان» و«تركي الفيصل» كانت مهامهم تختص بالالتقاء بالمنظمات الصهيونية واليهودية في الغرب فقط، سواء كانت تلك المنظمات في أمريكا أو في أوربا بحجة أن أولئك اليهود هم في الواجهة مواطنون غربيون مع أن تلك المنظمات والجمعيات اليهودية كانت صهيونية حتى النخاع بل ميول أعضائها إسرائيلية عدوانية أكثر تطرفاً قادة تل أبيب.

وأضاف: «وثق بندر بن سلطان علاقات وطيدة مع منظمة إيباك الصهيونية في أمريكا وجلب عدة وفود صهيونية لزيارة السعودية ونقل رسائل المحبة إلى لتل أبيب, وربما كان آخر أولئك الزوار هو الصهيوني الأمريكي دانيال إبرامز المُقرب جداً من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، الذي زار الرياض في عام 2008، والتقى شخصياً بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وذكر لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أنهُ بكى فرحاً حينما استمع للملك السعودي عبد الله وهو يخبره بكل عزم وتصميم أنه سيعترف بدويلة إسرائيل ويؤيد حقها الشرعي في أرض فلسطين بمجرد أن يوافق الإسرائيليون على حدود عام 1967 لكي يسكت ألسنة بقية المُتبرمين من القادة العرب والمفاجئة المبكية لدانيال كانت عندما أبلغه الملك أنهُ يرضى ويوافق على تبادل الأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين».

الوسيط «توماس فريدمان»

وحينما انتهى دور «رفيق الحريري» أصبح التواصل السعودي مع إسرائيل من خلال يهود وصهاينة أمريكا، فتارةً عبر الصحفي اليهودي «توماس فريدمان» من نيويورك تايمز، وأخرى عبر الصحفية الإسرائيلية «أورلي أزولاي» مندوبة صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية التي قال المغرد أنها «تصول وتجول في الرياض».

الوسيط «أنور عشقي»

وقال إن آل سعود اضطروا أن ينتدبوا اللواء المُتقاعد «أنور عشقي» مؤخرا ليقوم بتلك المهمة، وقد فعل كما جاء في وثيقة ويكيليكس، ولهذا شاهدنا كيف أن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي في حينه «داني أيالون» وبعد أسابيع قليلة من لقاء «أنور عشقي» والوفد الإسرائيلي، قام لكي يُصافح تركي بن فيصل في مؤتمر ميونخ الأمني في ألمانيا مؤخرا.

وينقل عن وثيقة «ويكليكس» قول «عشقي» للإسرائيلي «مائير هيرشفيلد»: «أن مُشاركته في هذا الاجتماع والأفكار التي عرضها ليست بتوجيهات رسمية من قبل الحكومة السعودية لكن الحكومة السعودية على علم وقبول لكل ما يفعل وأنهُ يرسل تقارير دورية عن تعاملاته مع الإسرائيليين».

والجديد في أمر تلك اللقاءات السرية أنها كتنت تتم تحت رعاية رعاية نايف بن عبد العزيز الذي أصبح ولياً للعهد السعودي وليست عن طريق جهاز الاستخبارات، لأن «أنور عشقي» هو لواء أمني مُتقاعد من سلك وزارة الداخلية السعودية، وقد أنشأ له محمد بن نايف مركز الدراسات الاستراتيجية (مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية).

  كلمات مفتاحية

السعودية إسرائيل بندر بن سلطان أنور عشقي النووي الإيراني

مقتل أميركي يكشف تعاونا عسكريا بين السعودية وإسرائيل!

«جيروزالم بوست»: ”علاقات الخفاء“ بين السعودية وإسرائيل من المرجح أن تستمر بعد رحيل الملك

العلاقات «السعودية - الإسرائيلية» مرة أخرى

السعودية تبحث عن التحالف مع إسرائيل

هل ستقع حرب بين السعودية وإيران؟

«المونيتور»: السعودية لا تجد مشكلة في التعاون مع «إسرائيل» للحد من الممارسات الإيرانية

«عشقي» ينفي تطبيع السعودية مع «إسرائيل» ويؤكد عدم لقائه أي مسؤول رسمي لها

اللقاءات السعودية الاسرائيلية على أي مستوى هي الخطر الاكبر على الرياض

استطلاع «إسرائيلي»: السعوديون يرون إيران العدو الأكبر تليها «الدولة الإسلامية»

مسؤول إيراني: السعودية هُزمت في اليمن ولم تحصد سوى الكراهية

«إيكونوميست»: هل يجمع عداء إيران بين السعودية و(إسرائيل)؟

كاتب سعودي يدعو للتطبيع مع (إسرائيل) لمواجهة «المد الصفوي الإيراني»

مع اقتراب الوصول لاتفاق بشأن إيران .. (إسرائيل) تؤكد أهمية التوافق الإقليمي

«ميدل إيست مونيتور»: العائلة الحاكمة «الليكودية»

معهد الأمن القومي الإسرائيلي: منع نفوذ إيران أدي لتقارب كبير بين السعودية و(إسرائيل)

«عشقي»: السعودية تريد تعايش عربي إسرائيلي.. و«نتنياهو» قوي وعقلاني

هل صمت السعودية الرسمي على اتصالات الجنرال «عشقي» بالإسرائيليين دليل موافقة؟

«تركي الفيصل»: لن نتعاون مع (إسرائيل) طالما بقيت فلسطين محتلة

لقاء علني يجمع الأمير «تركي الفيصل» ومسؤول استخباراتي إسرائيلي في واشنطن

«تركي الفيصل» لـ«هآرتس»: العرب الآن يريدون السلام وإسرائيل هي من يقول (لا)

«كوارتز»: المملكة العربية السعودية تعاني من خذلان حلفائها الإقليميين

روابط (إسرائيل) بدول «مجلس التعاون الخليجي» بعد 25 عاما من حرب الخليج الأولى

«واشنطن بوست»: العلاقات الخليجية مع (إسرائيل) تشهد تطورات لافتة

باستثناء السفير السعودي كان السفراء العرب على استعداد للتحدث معي

أوهام الشراكة مع «إسرائيل»

«هآرتس»: أعداء (إسرائيل) يصرفون أبصارهم عنها وتضعفهم الحرب فيما بينهم

التطبيع مع العرب: أبرز مكاسب (إسرائيل) من الاتفاق النووي

توازن القوى .. (إسرائيل) تواصل الضغط لإلغاء صفقات أسلحة أمريكية إلى الخليج

كيف وقع العرب في غرام (إسرائيل)؟

«الفيصل - عميدور»: أول لقاء يجمع شخصيات من السعودية و(إسرائيل) منذ نقل الجزر المصرية

العلاقات السعودية الإسرائيلية: آمال التحالف الزائفة

«و.س. جورنال»: علامات التغيير الكبير في زيارة الوفد السعودي إلى القدس

«ناشيونال إنترست»: العلاقات العربية مع (إسرائيل) لم تصب في مصلحة القضية الفلسطينية

«مجتهد» يكشف دور «سلمان» و«الجبير» في العلاقات مع (إسرائيل)

مغردون عرب يدينون تطبيع «بن سلمان» مع (إسرائيل)