«المونيتور»: السعودية لا تجد مشكلة في التعاون مع «إسرائيل» للحد من الممارسات الإيرانية

السبت 6 يونيو 2015 04:06 ص

بعض السياسيين الإسرائيليين يعربون عن ارتياحهم العميق، البعض الآخر يبدو معجبا بالهجوم السعودي على اليمن. هل يجب أن يكون العداء هو رد الفعل التلقائي والطبيعي لإسرائيل تجاه ميليشيا «أنصار الله» على الرغم من أننا لا نعرف شيئا عن حقيقة الأمر؟ يمثل أنصار الله الفصيل الشيعي، ما يجعله أقرب إلى حد كبير إلى أن يكون أحد وكلاء إيران المتعددين. وإذا كانت إيران هي عدو إسرائيل فإنه يمكننا أن نفترض بأمان أن أي جماعة تقع تحت رعايتها هي عدونا، أيضا. نقف دائما مع الأخيار، وفي هذه الحالة، فإن الأخيار هم السعوديون.

ولكن الحقيقة تبدو مختلفة بعض الشيء، وتشير التقارير الاستخباراتية الغربية إلى الدور المحوري الذي تقوم بع المملكة العربية السعودية في تأسيس ودعم الميليشيات السنية في عراق ما بعد «صدام حسين». تورطت ذات الميليشيات في مذابح للمدنيين الأبرياء، في كثير من الأحيان عبر تفجير السيارات المفخخة في مناطق مكتظة بالسكان. وفي الوقت نفسه وفي سوريا، قادت المملكة العربية السعودية الحرب ضد النظام البعثي، وقامت بتمويل تلك الجماعات المعارضة للرئيس السوري «بشار الأسد» وتنسيق العمليات البرية مع الولايات المتحدة ووكالات الاستخبارات الفرنسية.

دائما ما تنتهج المملكة العربية السعودية نهجا متطورا، فهي تعمل دوما عبر التحكم عن بعد تزامنا مع حملات علاقات عامة ناجحة، فقد كانت السعودية عمليا لاعبا سياسيا في كل الصراعات الدموية في المنطقة خلال العقد الماضي. فبدون الدعم الذي توفره السعودية، فربما يكون من المشكوك فيه أن جماعات مثل تنظيم القاعدة في العراق أو جبهة النصرة في سوريا ستكون قادرة على لعب مثل هذا الدور في سفك الدماء، وقد وبخ الأمين العام لحزب الله السوري «حسن نصر الله» السعوديين في خطبة جمعة بتاريخ 27 مارس/أذار الماضي بقوله «أنتم تدمرون دولة بأكملها فقط لأجل إسقاط النظام السوري».

بدلا من تحتفي إسرائيل بالهجوم السعودي على اليمن ينبغي أن تشعر بالنفور العميق تجاهه، وتبين التجربة أن زعزعة استقرار أي دولة عربية لا يؤدي إلا إلى المزيد والمزيد من الإرهاب، وأن هذا له آثاره السلبية على إسرائيل في نهاية المطاف. ينبغي على إسرائيل العودة واتخاذ موقف أخلاقي تجاه ما يحدث في قتل للمدنيين في اليمن، حتى لو كانت الأهداف الفعلية للعملية هي أهداف عسكرية. إضافة إلى ذلك، لا يزال هناك بضع عشرات من اليهود في البلاد في حاجة ماسة لحماية الحكومة، عدم الاستقرار يضع حياتهم للخطر.

الحكومات الإسرائيلية لديها سمعة في دعم الحكام المستبدين، عندما يكون شريكك ديكتاتورا فإن هناك عنوان واحد لكل الاتصالات والاستثمارات اللازمة لتعزيز هذه العلاقة، هذا يقع أيضا لكون المستبد المذكور لا يخضع لأي سلطة أو إلزام من شعبه بشأن شفافية الحكم، بعبارة أخرى، فإنه ليس لديه أي مخاوف بشأن التعاون بتحفظ مع أي شريك حتى لو كان هذا الشريك يعد عدوا من قبل ناخبيه، الشفافية سوف تؤدي حتما إلى تحقيقات من قبل المعارضين أو الصحفيين الفضوليي، من ناحية أخرى، أي نظام استبدادي هو نظام فاسد، وليس هناك وسيلة لوقف الفساد عند حدود البلاد، التسريبات لا محالة ستخرج، وستغمر العلاقة بين المستبد وجيرانه.

النظام السعودي على ما يبدو لا يجد أي مشكلة بالتعاون مع إسرائيل في أي من الساحات الدولية للحد من التصرفات الإيرانية. كانت هناك عدة تقارير تتحدث لسنوات عن اتصالات سرية بين القدس والرياض. ومع ذلك، فإن السعوديين ساهموا في تقويض النظام في سوريا باستمرار على مدى السنوات الأربعة الماضية، على الرغم من أن هذا يمكن أن يؤدي إلى جبهة إرهابية خطيرة جديدة على طول الحدود الشمالية لإسرائيل في هضبة الجولان. مع مزيد من الأصدقاء من هذه النوعية فإننا ربما نغرق عما قريب.

تستفيد المملكة العربية السعودية بشكل ممتاز من علاقاتها العامة في حملتها ضد أنصار الله. الولايات المتحدة، الصديقة والحليفة، هي من تحدد النغمة في منطقتنا، هم يدعمون السعوديين تلقائيا، بل ويوفرون لهم معلومات استخباراتية حول مقاتلي الميليشيات. حتى فرنسا تقوم ببيع  المعدات العسكرية والأمنية بمليارات الدولارات للسعوديين، وبطبيعة الحال، سوف تواصل فرنسا أيضا العمل في خدمة السعوديين، مصر تدعم العملية بشكل مستقل، ولكن أيضا من خلال الجامعة العربية، التي تلعب دورا قياديا، ويساور القاهرة القلق من احتمال أن مضيق باب المندب عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر قد يقع تحت سيطرة الموالين لإيران، هذه المضائق ضرورية لحركة النقل البحري من وإلى قناة السويس، إن فقدان الشحن عبر القناة سوف يكون ضربة اقتصادية قاضية لمصر.

عندما ظهرت الميليشيا الشيعية في اليمن لأول مرة منذ عقدين، كان هدفهم هو الفوز بحصة من الكعكة الحكومية، التي كانت تقع تحت سيطرة السنة  على وجه الحصر. ومن المشكوك فيه، أنهم وحتى في أوج قوتهم، كانوا يعتقدون أنهم يوما ما سينتقلون إلى القصر الرئاسي. الحملة هناك في اليمن ليست صراعا بين السعوديين الأخيار والشيعة الأشرار. إنه صراع على السلطة، السلطة والثروة، في العالم القديم، كان هذا النوع من الصراعات معروفا تحت مسمي «الحروب القبلية».

 

** جاكي هوجي هو محلل الشؤون العربية في راديو الجيش الإسرائيلي ومراسل الشؤون العربية في صحية معارييف.

  كلمات مفتاحية

السعودية اليمن العراق عاصفة الحزم سوريا بشار الأسد العلاقات السعودية الإسرائيلية

5 لقاءات سرية بين السعودية و(إسرائيل) على وقع الخوف من التهديد الإيراني

«جيروزالم بوست»: ”علاقات الخفاء“ بين السعودية وإسرائيل من المرجح أن تستمر بعد رحيل الملك

العلاقات «السعودية - الإسرائيلية» مرة أخرى

السعودية تبحث عن التحالف مع إسرائيل

تركي الفيصل لمؤتمر إسرائيل للسلام: السلام ممكن بالعودة للمبادرة العربية

اللقاءات السعودية الاسرائيلية على أي مستوى هي الخطر الاكبر على الرياض

«إيكونوميست»: هل يجمع عداء إيران بين السعودية و(إسرائيل)؟

كاتب سعودي يدعو للتطبيع مع (إسرائيل) لمواجهة «المد الصفوي الإيراني»

«هآرتس»: إسرائيليون يستثمرون في شركات بالسعودية والإمارات

معهد الأمن القومي الإسرائيلي: منع نفوذ إيران أدي لتقارب كبير بين السعودية و(إسرائيل)