معهد الأمن القومي الإسرائيلي: منع نفوذ إيران أدي لتقارب كبير بين السعودية و(إسرائيل)

الأحد 2 أغسطس 2015 01:08 ص

قال معهد دراسات الأمن القوميّ الإسرائيلي «INSS»، التابع لجامعة تل أبيب، إنه رغم عدم وجود علاقات دبلوماسيّة عادية بين (إسرائيل) والسعودية، إلا أنّ المصالح المشتركة بينهما، وهي منع إيران من الوصول إلى القنبلة النوويّة أوالتحول لدولة عظمى في المنطقة، «أدّت في الآونة الأخيرة إلى تقارب كبير بين الرياض وتل أبيب»، مشيرا إلى أن كافة دول الخليج تتمتع بعلاقات «سرية» مع (إسرائيل).

وأضاف المعهد في دراسة جديدة عن العلاقات التي وصفها بـ«السرية» بين (إسرائيل) والسعودية، أنه رغم أنّ الأخيرة «تشترط التقدّم في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين لتحسين علاقاتها مع الدولة العبريّة، فإنّ هناك بوناً شاسعًا بين وجود علاقات دبلوماسيّة كاملة وبين القطيعة التامّة بين الدولتين (السعودية وإسرائيل)، الأمر الذي يمنحهما الفرصة للعمل سويةً بعيدًا عن الأنظار».

الدراسة التي نشرتها صحيفة «رأي اليوم»، ذهبت إلى أن «المبادرة السعودية، التي تحوّلت إلى مبادرة عربيّة، (عام 2005) كان هدفها الأساسيّ تحسين صورة المملكة بعد أحداث سبتمبر 2001، ورفضت السعودية جميع المحاولات الأمريكيّة للتقرّب من إسرائيل، كما فعلت في حينه كلّ من قطر وسلطنة عُمان، كما أعلنت المملكة في مناسبات عديدة عن أنّها لن تقوم بأيّ خطوة إيجابيّة نحو إسرائيل بعد المبادرة العربيّة، إلا إذا حدث الاختراق في المفاوضات بين تل أبيب ورام الله».

ولكنّ الدراسة لفتت إلى أنّ الإطلاع على وثائق «ويكيليكس» تؤكّد، على أنّه جرى بين الرياض وتل أبيب مفاوضات سرية ومتواصلة في القضية الإيرانيّة.

وتابعت الدراسة أن «الوثائق أثبتت أنّ العديد من الشركات الإسرائيليّة تقوم بمساعدة الدول الخليجيّة في الاستشارة الأمنيّة، وفي تدريب القوات الخاصّة وتزويدها لمنظومات تكنولوجيّة متقدّمة، علاوة على لقاءات سريّة ومستمرة بين مسؤولين كبار من الطرفين».

كما تبينّ أنّ «إسرائيل قامت بتليين سياسة تصدير الأسلحة إلى دول الخليج، بالإضافة إلى تخفيف معارضتها لتزويد واشنطن بالسلاح لدول الخليج، وذلك في رسالةٍ واضحةٍ لهذه الدول أنّه بالإمكان التعاون عوضًا عن التهديد، كما أنّ إسرائيل تتمتّع بحريّة في بيع منتجاتها في دول الخليج، شريطة ألا يُكتب عليها أنّها صُنّعت في الدولة العبريّة»، بحسب الدراسة.

ورأت الدراسة أنّ «السعودية والدول الخليجيّة تعرف مدى قوة إسرائيل في أمريكا ومدى تأثيرها على قرارات الكونغرس، وبالتالي فإنّ هذه الدول ترى أنّه من واجبها الحفاظ على علاقات معينّة مع تل أبيب، ولكن العلاقات الطبيعيّة لم تصل حتى الآن إلى موعدها، ذلك أنّه بدون إحداث اختراق في العملية السلميّة مع الفلسطينيين، لا يُمكن التقدّم أكثر في العلاقات».

وأوضحت أنه «لا يُمكن من اليوم التنبؤ فيما إذا حدث اختراق في العملية السلميّة، وهل هذا الأمر سيقود إلى ربيع سياسيّ بين إسرائيل والسعودية، وباقي دول الخليج أم لا»، لافتةً إلى أنّ «السعودية اشترطت تنفيذ طلبات الغرب بإجـراء الإصلاحات وتحسين العلاقة مع إسرائيل ولعب دور إيجـابيّ في المنطقـة بالتقـدّم على المسار الفلسطينيّ».

ونوهت الدراسة إلى أنّه «بحسب الرواية السعودية ودول الخليج الأخرى، فإنّ العلاقات الدبلوماسيّة العلنية مع إسرائيل في الوقت الراهن ستكون نتائجها سلبيّة أكثر بكثير من إيجابياتها، ذلك أنّ دول الخليج تتمتّع الآن بالعلاقات السريّة مع إسرائيل، دون أنْ تضطر لدفع الفاتورة للرأي العام العربيّ، الذي يرفض التطبيع مع الدولة العبريّة، ذلك أنّ الرأي العام العربيّ يرفض الآن أيّ نوع من العلاقات مع إسرائيل».

كما أنّ هذا الأمر ينسحب على (إسرائيل)، لأنّه من الأفضل لها أنْ تبقي العلاقات مع السعودية وباقي دول الخليج «سريّة وغير رسميّة لأنّ هـذه الـدول الرجعيّة لا تحترم حقوق الإنسان ولا تتماشى سياستها الداخليّة مع القيم الديمقراطيّة لإسرائيل»، على حد زعم الدراسة.

وبينت أنّه في «الفترة الأخيرة توطدت العلاقات بين الرياض وتل أبيب على خلفية الاتفاق النوويّ، ولكنّها أوصت صنّاع القرار في تل أبيب بعدم إقامة حلف مع السعودية ومصر ضدّ الرئيس أوباما (الأمريكي باراك أوباما)، لأنّ من شأن ذلك أنْ يُلحق الأضرار بالعلاقات الإسرائيليّة-الأمريكيّة، التي تمرّ في فترة حساسة».

وقالت الدراسة إنّ «السعودية تتمنّى أنْ تقوم إسرائيل بمهاجمة إيران، وفي نفس الوقت تبتعد عن الغمز أو اللمز بأنّها ستُساعد تل أبيب في الهجوم، خشية أنْ تضطر هي لدفع تكاليف الضربة العسكريّة».

ورأت أنّه «على الرغم من أنّ السعودية ترى في النزاع الفلسطينيّ-الإسرائيليّ عاملاً مؤثرًا جدًا في فقدان الآمان والأمن في المنطقة، فإنّ إيران بالنسبة للسعودية كانت وما زالت المشكلة الرئيسيّة والمفصليّة، كما أنّ قاعدة التعاون الإسرائيليّ-السعوديّ توسّعت بعد اتفاق الدول العظمى مع إيران، والذي لم يُقابل بموافقة في الرياض وتل أبيب».

بالإضافة إلى ذلك، بحسب الدراسه، فإن «هناك مصالح أخرى مشتركة بين الدولتين: وقف التغلغل الإيرانيّ في المنطقة، عدم منح الشرعيّة للنظام السوريّ، دعم السيسي ( الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي) بمصر، والتعاون المشترك مع أمريكا، ولكن مع ذلك فإن المصالح التكتيكيّة والاستراتيجيّة المذكورة بين السعودية وإسرائيل لا يُمكنها في الوقت الراهن الإعلان عن التوصّل لعلاقات دبلوماسيّة كاملة وعلنيّة، بل إلى تعزيز التفاهمات السريّة بينهما ومواصلة التنسيق السريّ بين الرياض وتل أبيب».

واستبعدت الدراسة «تحول العلاقات بين السعودية وإسرائيل إلى علنيّة، لأنّ من شأن ذلك أنْ يُلحق الأضرار الجسيمة بالمملكة»، مشدّدّةً على أنّ التقدّم الفعليّ في المسار الفلسطينيّ يؤدّي حتمًا إلى التعاون بين الرياض وتل أبيب لتطوير العلاقات بينهما.

  كلمات مفتاحية

السعودية إسرائيل العلاقات السرية إيران الاتفاق النووث علاقات التطبيع

«إيكونوميست»: هل يجمع عداء إيران بين السعودية و(إسرائيل)؟

استطلاع «إسرائيلي»: السعوديون يرون إيران العدو الأكبر تليها «الدولة الإسلامية»

«المونيتور»: السعودية لا تجد مشكلة في التعاون مع «إسرائيل» للحد من الممارسات الإيرانية

5 لقاءات سرية بين السعودية و(إسرائيل) على وقع الخوف من التهديد الإيراني

«جيروزالم بوست»: ”علاقات الخفاء“ بين السعودية وإسرائيل من المرجح أن تستمر بعد رحيل الملك

العلاقات «السعودية - الإسرائيلية» مرة أخرى

الملك «سلمان» يزور روسيا لأول مرة قبيل نهاية العام الجاري

السعودية وإيران: جغرافيا سياسية متقلبة من النفط والأقليات

«كوارتز»: المملكة العربية السعودية تعاني من خذلان حلفائها الإقليميين

هل يمكن أن تشتري دول الخليج القبة الحديدية من (إسرائيل)؟

التطبيع مع العرب: أبرز مكاسب (إسرائيل) من الاتفاق النووي

«الفيصل - عميدور»: أول لقاء يجمع شخصيات من السعودية و(إسرائيل) منذ نقل الجزر المصرية