«الفيصل - عميدور»: أول لقاء يجمع شخصيات من السعودية و(إسرائيل) منذ نقل الجزر المصرية

السبت 7 مايو 2016 04:05 ص

«حوار مبتكر» بين خصمين هما المملكة العربية السعودية و(إسرائيل)، يضم اثنين من كبار قادة الأمن القومي. هكذا وصف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، ذي التوجه الصهيوني، الحوار الذي نظمه المعهد أمس 7 مايو/أيار بين الأمير «تركي الفيصل» رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، والسفير السابق لبلاده في واشنطن، وبين اللواء المتقاعد في جيش الدفاع الإسرائيلي الجنرال «يعقوب عميدرور»، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو».

ويعد هذا اللقاء هو الأول من نوعه منذ أن أصحبت السعودية طرفا في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية بعد حصولها على جزيرتي تيران وصنافير المشمولتين ضمن إطار المعاهدة.

وقد جاء اللقاء ليتوج سلسلة لقاءات سرية وأخري علنية كان الأمير «الفيصل» ورجل الأمن السابق «أنور عشقي» هما نجماها أمام مسؤولين صهاينة ضمن جلسات استماع ونقاش استضافتها العديد من المراكز البحثية الأمريكية.

تاريخ اللقاءات

ففي فبراير/شباط عام 2010، صافح الأمير «تركي الفيصل»، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي في مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية، وفي يوليو/تموز 2014، كتب مقالا بصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، دعا خلاله الإسرائيليين إلى السعودية قائلا: «أهلاً بكم في منزلي».

وقال «الفيصل» في مقال نشر في الطبعة الإنجليزية للصحيفة الإسرائيلية، إنه يرغب بزيارة المتحف الإسرائيلي «ياد فاشيم»، وحائط «المبكى»، كاشفا أنه زار متحف المحرقة في واشنطن.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015، ألتقي «تركي الفيصل» مع زعيم حزب «هناك مستقبل» الإسرائيلي «يائير لبيد» في نيويورك، بعد دعوة أطلقها الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» في 27 سبتمبر/أيلول الماضي إلى «توسيع السلام» مع (إسرائيل) من جانب دول عربية أخري.

وسبق للفيصل أن أجري لقاءات سابقة مع مسئولين إسرائيليين، وفي السنوات الأخيرة التقى «الفيصل» مسؤولين إسرائيليين كباراً بينهم الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» اللواء احتياط «عاموس يدلين» الذي يترأس الآن«معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، وفي العام الفائت نشر مقالاً خاصاً قبل «مؤتمر إسرائيل للسلام».

السعودية شريك في اتفاقية السلام

وقد انضمت السعودية رسميا، بتوقيعها علي اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع مصر، إلي اتفاقية كامب ديفيد بين مصر و(إسرائيل)، بعدما أوضحت القاهرة أن الاتفاق سيكون بمثابة «تعديل إضافي» لمعاهدة كامب ديفيد.

وقد عزز هذا خطاب بعث به ولي ولي عهد السعودية، الأمير«محمد بن سلمان»، لرئيس الحكومة المصرية «شريف إسماعيل»، وصلت نسخة منه إلى (إسرائيل)، جاء فيه أن «السعودية ستحترم تنفيذ الالتزامات التي كانت على مصر وفقا للمعاهدة، بعد التصديق على الاتفاقية».

كما أكد وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير» إن جزيرتي تيران وصنافير دخلتا ضمن اتفاقية كامب ديفيد، وأنه قد تم طمأنة (إسرائيل) بطريق غير مباشر تجاه الالتزام السعودي بشأن المسائل الأمنية الخاصة بالجزيريتين.

تطبيع بدون حل قضية فلسطين

وقد كشف اللقاء أن الهدف الصهيوني هو التطبيع بدون مقابل، كما كشف عن ربط الدولة العبرية بين قبولها أجزاء من المبادرة العربية للسلام (مبادرة سعودية)، مقابل التطبيع. بينما جاء الرد السعودي أنه لا تطبيع قبل حل القضية الفلسطينية وقبول مبادرة السلام كاملة.

لذلك فقد اختلف المسؤولان السعودي والإسرائيلي بشأن رؤية كل منهما للمرحبة القادمة في العلاقات بين (إسرائيل) والسعودية. فبينما قال «عميدرور» إن «المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة تعاون بين دول الشرق الأوسط»، فقد أكد «الفيصل» أن الطريق نحو التعاون يجب أن تبدأ بحل الصراع بين (إسرائيل) والفلسطينيين.

وقد حاول «عميدور» التخفيف من تحفظات «الفيصل» عبر القول إنه لا يقصد أن تهمل السعودية أو الدولة العربية القضية الفلسطينية، «وإنما أن تختار مسارا مغايرا من أجل الوصول إلى الحل، وهو أن تتعاون مع إسرائيل بهدف التوصل إلى صيغة متفق عليها وليس فرض إملاءات على إسرائيل بأن تقبل المبادرة العربية للسلام».

ولكن «تركي الفيصل» قد كرر دعوته إلى قبول المبادرة العربية للسلام، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وصرح بجملة أثار قدرا كبير من الجدل حيث أكد أنه «يمكننا أن نصنع الكثير إذا اجتمع المال اليهودي مع العقل العربي».

وقال «الفيصل» بوضوح: «لن يتحقق التطبيع بين السعودية وإسرائيل ما لم يتحقق حل الدولتين لشعبين، وللأسف لا أرى هذا يحصل في حياتي».

زيارة القدس

وقد كرر «عميدرور» دعوة صهيونية سابقة لـ«تركي الفيصل» لزيارة القدسب عدما قال الفيصل «إن حلمه الكبير هو أداء الصلاة في القدس، لكن هذا لن يحصل قبل التوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين».

وكان الأمير «الفيصل» قد دعا جمهور المتابعين إلى زيارة السعودية في بداية الحديث، فسأله «عميدرور» إن كانت الدعوة موجهة إليه أيضا، فأجاب الأمير السعودي: «وقعوا على اتفاقية سلام أولا وسنرحب بك أيضا».

لا بديل عن أمريكا

وبرغم الخلاف السعودي الأمريكي عقب الكشف عن «عقيدة أوباما» التي تؤكد انتهاء الحماية الأمريكية للسعودية، وترك إيران لتمارس نفوذها في المنطقة، أكد «الفيصل» في اللقاء على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة من أجل الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط، رغم الخلاف في وجهة النظر مع الإدارة الحالية في البيت الأبيض. وقال «عيمدرور»: «لا يوجد بديل للولايات المتحدة في الشرق الأوسط».

وقد اتفق الطرفان على أن إيران نووية تمثل مصدر تهديد لتل أبيب والرياض على حد سواء. حيث قال الجنرال الإسرائيلي: «من وجهة نظر إسرائيل فإن القلق من الملف الإيراني هو أن إيران ستصبح بيوم من الأيام قدرة نووية، سواء عبر خرق للاتفاق أو في نهاية الاتفاق بعد عشرة أو 15 عاما».

ويكتسب لقاء «الفيصل - عميدرور»، أهميته من أنه أول لقاء علني يجمع بين شخصيات من السعودية و(إسرائيل)، في أعقاب توقيع اتفاقية نقل الجزيرتين الذي أدخل ضمن إطار تدابير اتفاقية كامب ديفيد، لتصبح طرفا في ترتيبات أمنية إسرائيلية مصرية سعودية مرتقبة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية (إسرائيل) تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية تركي الفيصل تيران وصنافير

معهد الأمن القومي الإسرائيلي: منع نفوذ إيران أدي لتقارب كبير بين السعودية و(إسرائيل)

«إيكونوميست»: هل يجمع عداء إيران بين السعودية و(إسرائيل)؟

5 لقاءات سرية بين السعودية و(إسرائيل) على وقع الخوف من التهديد الإيراني

«فورين أفيرز»: السعودية و(إسرائيل) .. متنافسان تجمعهما المصالح

صحيفة عبرية: السعودية و(إسرائيل) تواجهان إيران ولا يمكنهما إقامة علاقات مفتوحة

القناة العاشرة الإسرائيلية: السعودية تعرض تعديل مبادرة السلام حول «الجولان واللاجئين»

مغازلة «نتنياهو» بتعديل مبادرة السلام العربية!!

«تطبيع العبيكان».. جدل حول قيام دار نشر سعودية بتوزيع أعمال مؤلف إسرائيلي

«إسرائيل هيوم»: التحالف السري بين الرياض والقاهرة وتل أبيب يتحول إلى «عقد زواج»

العلاقات السعودية الإسرائيلية: آمال التحالف الزائفة

«معاريف» العبرية: اتساع العلاقات الاستخبارية السرية بين (إسرائيل) والسعودية

موسم اقتناص الفرص الإقليمية