بينما تتشارك (إسرائيل) والسعودية مصالح أمنية فإن هذا لم يؤد إلى روابط ثنائية، وتوضح د. «ميشال يعاري» من الجامعة المفتوحة والخبيرة بالشأن السعودي كيف أن السعودية ترفض تطوير العلاقات.
هناك أشخاص يرفضون العلاقة بالتأكيد وبالنسبة لهم الاحتلال الإسرائيلي والمسجد الأقصى هي أشياء كبيرة وأيضا وجود «إسرائيل» في يهودا والسامرة والمواقع الأخرى في الأرض المقدسة.
وبما أن مكة والمدينة هم أقدس مدينتين في الإسلام تبدو السعودية خارج نطاق التساهل مع (إسرائيل) التي تحتل المدينة الثالثة في الإسلام وهي القدس.
الطريقة الوحيدة التي يمكن للسعوديين أن يكونوا أكثر عمومية في العلاقة مع (إسرائيل) ليست في المواجهة مع إيران بل في سياق إقليمي يتعلق بعلاقة «إسرائيل» بجيرانها.
تقول «يعاري» أن ما يمكن أن تقوم به السعودية محدود والتغيير يكون في السياق الإقليمي كله وليس في العلاقات الثنائية مع الرياض.
يعتقد معظم الخبراء أن العلاقات الثنائية بين البلدين مستقرة في الجانب الأمني حتى لو بدت غير ذلك علنا، والشائعات في (إسرائيل) حول هذا الموضوع حماسية وعلى سبيل المثال أن «نتنياهو» قام بدعوة السفراء العرب إلى حديثه في الكونغرس مؤخرا.
يبدو موضوع الدعوة مبالغا فيه لكن هناك اتفاقا تقريبا حول ما جاء في الخطاب من أفكار، ولكن من خلال الصحف السعودية التي لا تعكس الرأي العام، ولكن تبدو الحكومة هناك تسمح للصحف بالنشر حول خطاب «نتنياهو» من أجل أن تسجل نقاط على إيران.
السعودية غاضبة من واشنطن بسبب مواقفها من «مرسي» وعدم دعم «مبارك» وعدم توجيه ضربة لـ«الأسد»، كما ها هي تترك طهران على أعتاب البرنامج النووي.
وتشير «يعاري» أن البلدين الذين لا يمكنهما إقامة علاقات مفتوحة يقفان معا أمام إيران وأمام سياسة «أوباما».
التحضير لتراجع أمريكا
هناك تغيير في مواقف الرياض من واشنطن لكن لن تستطيع الرياض معاقبة واشنطن لأنها معتمدة عليها في الجانب الأمني.
لا أحد ممكن أن يحمي السعودية مثل واشنطن وتجربة السعوديين مع الأمريكان مؤخرا تبدو سيئة وتحديدا المخاوف متعلقة بقوة أمريكا، وإذا أرسلت أمريكا قوات لمحاربة «الدولة الإسلامية» في العراق فإنهم أي السعوديون سيأخذون السياسة الأمريكية من محمل جدي.
وتقول الخبيرة «يعاري» أنها لا تستبعد ذلك في المستقبل ولكن فيما يتعلق بتسليح السعوديين فأنهم تجاوزوا الهند كأكبر مستورد للأسلحة، وترى «يعاري» أن الأسلحة لا تذهب لوكلاء بل هي للسعوديين أنفسهم.
السعوديون لديهم عداء متصاعد لما يجري في اليمن والعراق وسوريا وربما ننتظر يوما ممطرا إذا اتخذ السعوديون القرار، وفي الوقت الحاضر السعودية تخزن وليس لديها قرار بالانخراط المباشر، وليس هناك خطة لحشد وإرسال قوات عبر الحدود غدا.
وردا على التقارير الأخيرة عن سماح المملكة العربية السعودية لـ«إسرائيل» باستخدام مجالها الجوي لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، اعتبرت «يعاري» أن مثل هذه الخطوة لن تثير بالضرورة انتقاما عسكريا مباشرا من طهران ضد المملكة العربية السعودية.
وأشارت أن السعودية ليست قلقة بشكل خاص إزاء هجوم إيراني في حد ذاته، فهي أكثر قلقا حول سمعتها.
قلقهم الرئيسي هي «القنبلة الشيعية» التي تعزز طموحات إيران الإقليمية، مع مخاطر السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي.