السعودية اليوم

الجمعة 13 مارس 2015 06:03 ص

تعد السعودية من الدول المركزية في تقرير سياسة دول الخليج العربي الإقليمية والدولية، ويمكن القول إنها ذات ثقل سياسي كبير في مجمل السياسات العربية والإقليمية، وربما يكتسب دورها ثقلا إضافيا من خلال ما تتمتع به من ثراء مالي وبترولي، إضافة إلى علاقة جيدة مع الولايات المتحدة الأميركية. ومع ذلك فثمة من يقول إن المملكة خسرت بعض نفوذها في اليمن، والعراق، وسوريا، في السنوات الأخيرة ، حيث تقدم في هذه الدول دور خصوم المملكة ، بغض النظر عن تصنيفات هؤلاء الخصوم.

إننا إذا تأملنا الفترة القصيرة التي تولى فيها الملك «سلمان بن عبد العزيز» الحكم، نجد أن تغيرا مهما بدأ يطرأ على السياسة الخارجية للسعودية، بقيادة الملك نفسه، و«سعود الفيصل» الذي يقف على رأس هرم وزارة الخارجية.

جوهر التغيير بكلمات محددة يقول إن السعودية قررت أن تستعيد دورها في البلاد المذكورة آنفا، وفي غيرها أيضا. وهنا يمكننا أن ننظر إلى مفردات من الأداء الجديد، ومنها:

1 - استعادة المملكة لعلاقاتها الإيجابية مع تركيا، على المستوى الاقتصادي، والسياسي، وتنسيق المواقف في الأزمة السورية، والعراقية، واليمنية، وقد كانت زيارة الرئيس «أردوغان» للرياض لثلاثة أيام مؤشرا مهما على عودة الدفء للعلاقات التركية السعودية. ومن مؤكدات ذلك زيارة رئيس الأركان في الجيش التركي إلى الرياض بعد زيارة «أردوغان»، وربما زيارة أخرى متبادلة للمسئولين من الطرفين.

2- حرص المملكة على تفعيل المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، وتجديد المملكة تأييدها لشرعية الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، ومطالبتها الحوثيين بالانسحاب من العاصمة صنعاء، ثم موافقة السعودية على استضافة جلسات الحوار اليمنية بين جميع الأطراف في الرياض برعاية الأمم المتحدة، وهو ما وافقت عليه الأحزاب والمكونات اليمنية، عدا الحوثيين.

3- تحاول السعودية الآن التنسيق مع تركيا سياسيا وعسكريا من أجل مواجهة تنظيم الدولة من ناحية، ومن أجل زيادة الدعم للمعارضة السورية المصنفة عند الطرفين بالمعتدلة.

4- محاولة المملكة الخروج من الأزمة الناتجة عن وضع الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب، حيث تعددت مؤشرات تدل على قرب حدوث مصالحة ما بين الإخوان والحكم الجديد في المملكة، فالمملكة خسرت قوة إسلامية معتدلة هي القوة الأكبر بين الحركات الإسلامية المعاصرة، أعني حركة الإخوان المسلمين. وهذا يعني أن المملكة ربما تقبل الفصل بين موقفها وموقف الإمارات و النظام المصري من الإخوان، لتكون أقرب إلى الموقف الأردني والمغربي، وربما تعطينا زيارة «راشد الغنوشي» القيادي الإخواني التونسي إلى الرياض للتعزية ولقائه بـ«الملك سلمان» مؤشرا جيدا يؤكد ما نقول.

إن مجموع هذه المتغيرات هي في صالح البلاد العربية، ولها انعكاسات إيجابية على القضية الفلسطينية، وعلى حماس، وسكان القطاع. إن تعافي العلاقات السعودية التركية الفلسطينية، ستفتح آفاقا جديدة للتعافي في عواصم المنطقة بعد أن تمزقت تمزقا عنيفا أدخل الغبطة والسرور في (تل أبيب). 

  كلمات مفتاحية

السعودية الخليج فلسطين حماس قطاع غزة العلاقات السعودية التركية

مجلة إسرائيلية: السعودية تستعد لليوم الذي يلي الاتفاق مع إيران

«ستراتفور»: لماذا نتوقع نمو التعاون العسكري بين السعودية وباكستان؟

«أسوشيتدبرس»: السعودية تبتعد عن مصر وتوثق علاقتها بقطر وتركيا

صحيفة عبرية: السعودية و(إسرائيل) تواجهان إيران ولا يمكنهما إقامة علاقات مفتوحة

السعودية .. أي التحالفين أجدى: مع تركيا أم مصر؟

رياح التغيير في السياسة السعودية

لماذا يجب على السعودية أن تعيد النظر في علاقتها بالإخوان المسلمين؟