اعتقلت الاجهزة الامنية في السلطة الفلسطينية في الأيام الماضية في الضفة الغربية نحو خمسين نشيطا من «حماس» و«الجهاد الاسلامي». وتستهدف موجة الاعتقالات احباط امكانية عملية ارهابية في الاسبوع القريب القادم، خشية أن يكون لمثل هذه العملية تأثير حاسم على نتائج الانتخابات في (اسرائيل).
وقدرت مصادر أمنية في (اسرائيل) بان حملة الاعتقالات في المدن الفلسطينية وفي القرى المختلفة في كل ارجاء الضفة تتم حسب تعليمات اصدرها مكتب رئيس السلطة «محمود عباس» إلي كبار رجالات أجهزة الأمن الفلسطينية.
معظم المعتقلين هم رجال «حماس» وبعضهم رجال «الجهاد الاسلامي». الكثيرون من بين المعتقلين هم أعضاء في الأذرع العسكرية للمنظمتين. ونشرت مواقع «حماس» على الانترنت بأن بين المعتقلين يوجد أيضا طلاب، أكاديميون وشخصيات عامة.
يبدو ان قيادة السلطة تخشى أن تؤدي عملية فتاكة في توقيت سياسي حساس بهذا القدس الى انتقال الاصوات الى اليمين مما يؤدي الى حسم الانتخابات في صالح الليكود. ولمثل هذا التطور توجد سوابق معروفة: إلقاء زجاجة حارقة على الباص في «أريحا» عشية الانتخابات للكنيست في تشرين الثاني 1988، الحادثة التي قتل فيها خمسة اسرائيليون، بينهم أم وثلاثة اطفالها.
وعلى مدى سنوات بعد ذلك ذكرت هذه الحادثة كحدث كلف حزب العمل الانتصار في الانتخابات ونقل في اللحظة الاخيرة المصوتين من العمل الى الليكود. وادعى المرشح لرئاسة الوزراء في حينه «شمعون بيرس» بعد ذلك بان العملية أدت إلى ضياع مقعدين – ثلاثة مقاعد من اليسار وأنه لولا العملية لكان العمل انتصر في الانتخابات في تلك السنة.
ووصفت مصادر فلسطينية الاعتقالات بانها أعمال وقائية ضد التحريض في مناطق السلطة، أما في «حماس» فيدعون بأن هذا دليل على استمرار التنسيق الامني مع (اسرائيل) عشية الانتخابات، وكذا رد على اعتقال كبير فتح من قبل أجهزة أمن حماس في القطاع.
ونشر ناشط كبير من «حماس» في قطاع غزة، «اسماعيل الاشقر»، أمس بيان تنديد بالسلطة ادعى فيه بان «استمرار التنسيق الامني مع اسرائيل يشكل خيانة وطنية من جانب السلطة وغرس سكين في ظهر الشعب الفلسطيني».
وكان جهاز الأمن العام والجيش الاسرائيلي اكتشف في الاونة الاخيرة سلسلة خلايا لتنفيذ عمليات في الضفة من جانب الذراع العسكري لحماس. قبل نحو اسبوعين افاد جهاز الامن العام «الشاباك» بأنه في شهر يناير كانون الثاني من هذا العام اعتقلت خلية لحماس من الخليل خططت لعمليات مختلفة، بينها عملية انتحارية وكذا عمليات اطلاق نار وزرع عبوات ناسفة. وفي هذه القضية اعتقل 11 مشبوها من سكان منطقة الخليل.