هل يمكن أن تشتري دول الخليج القبة الحديدية من (إسرائيل)؟

السبت 17 أكتوبر 2015 02:10 ص

أثير جدل كبير على خلفية تقرير لقناة «سكاي نيوز» الأمريكية يؤكد أن عدد من دول الخليج يفكر في عروض لشراء منظومة القبة الحديدية الصهيونية، حيث أكدت صحف أمريكية وإسرائيلية النبأ الذي نفاه وزير الإعلام البحريني ومسئول عسكري كويتي بينما قالت الصحف أن التفاوض يجري عبر وسيط أمريكي لا مع الدولة الصهيونية ذاتها، في حين لم ينف المسئولون الخليجيون حاجتهم لنظام دفاعي ضد الصواريخ.

وكانت قناة سكاي نيوز الأمريكية قد نشرت تقريرا تضمن تصريحات منسوبة لوزير الخارجية البحريني «خالد بن محمد آل خليفة» عن نية بلاده شراء منظومة دفاعية أكبر من «القبة الحديدية» الإسرائيلية، ونقل موقع القناة الأمريكية عن مسؤول خليجي رفيع قوله: «لو تصرّف بنيامين نتنياهو بحكمة أكثر، واقتدى بالرئيس المصري أنور السادات، لكنّا سعداء باقتناء منظومة الصواريخ.. فورا».

واعترف مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع الكويتية لصحيفة الرأي الكويتية، الخميس، أن هناك دراسة مطروحة لشراء منظومة دفاع مضادة للصواريخ من الولايات المتحدة وليس من إسرائيل، وقال إنه مجرد عرض، ولم نصل إلى مرحلة التفاوض، فنحن ندرس الفكرة لتطوير قدراتنا الدفاعية ضد هجمات الصواريخ. مؤكدا استحالة التفاوض مع إسرائيل في هذا الإطار، فيما قالت سكاي نيوز أن التفاوض يتم وسيط أمريكي هو شركة رايثون.

وتشير هذه التقارير إلى نجاح الدولة الصهيونية في استغلال القلق الخليجي من التهديد الإيراني في التقرب مع الخليج سياسيا بادعاء توافق المصالح فيما يخص محاربة إيران و«داعش»، وتحولت مرة أخري لاستغلال هذه المخاوف في الترويج لمنتجات صهيونية عسكرية لحماية الخليج، وباتت تسعى في هذه الأيام لبيع الخليج منظومة لاعتراض الصواريخ استخدمتها إسرائيل في صد صواريخ غزة ولبنان.

اتفاق قديم يتجدد

وسبق أن كشف صحيفة «رأي اليوم» التي تصدر من لندن في مايو/أيار الماضي، أنه عقب إطلاق الحوثيين صواريخ لأول مرة علي مدينة جيران السعودية، قدمت إسرائيل عرضا للسعودية يتوريد تقنية القبة الحديدية لحماية جيزان.

وقالت أن شخصيات سعودية تلقت خلف الستارة والأضواء عرضا إسرائيليا بنقل تقنية القبة الحديدية للحفاظ على عمق الأمن الاستراتيجي لمنطقة جيزان السعودية المحاذية لليمن والتي تعرضت لقصف صاروخي عدة مرات.

وقالت «رأي اليوم» أنها اطلعت علي (تقارير دبلوماسية غربية) عن مصدر واثق الاطلاع تقول بأن أطرافا سعودية، وعلى هامش لقاءات عقدت في العاصمة الأردنية عمان مؤخرا واستضافتها السفارة الأمريكية في الأردن، تلقت عرضا من الجانب الإسرائيلي بإمكانية العمل على تطوير منظومة القبة الحدودية الدفاعية والصاروخية للجانب السعودي.وتزامن العرض مع تأكيد الإذاعة الإسرائيلية حينئذ مشاركة سعوديين وإسرائيليين في لقاء استشاري عقد في عمان، فيما لم تصدر بلاغات رسمية عن انعقاد مثل هذه اللقاءات.

وتطرقت عدة تقارير في الصحافة العالمية والإسرائيلية مؤخرا لاتصالات من هذا النوع تجري عن بعد.

لم تثبت نجاحا

والغريب أن الحديث عن هذه الصفقة لشراء منظمة القبة الحديدية يأتي في الوقت الذي أثبتت فيه هذه القبة فشلها، في صد صواريخ أقل تطويرا مثل صواريخ «حماس» وحزب الله، ما يثير تساؤلات حول قدرتها علي صد صواريخ سكود والصواريخ المتطورة التي تمتلكها إيران وأطلق الحوثيون بعضها على السعودية.

وعقب العدوان الصهيوني الأخير على غزة كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن منظومة القبة الحديدية التي تقوم بصد صواريخ المقاومة التي تسقط فوق مدن إسرائيل أثبتت أنها غيرفعالة، وفشلت في اعتراض 687 صاروخا ضمن 3245 صاروخا أطلقت فوق مدن إسرائيلية بخلاف أخري سقطت في مناطق مفتوحة.

وأظهرت إحصاءات أعلنها جيش الاحتلال الإسرائيلي حول سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية على المدن الإسرائيلية، العام الماضي، أنه تم إطلاق 3356 قذيفة هاون وصاروخ من غزة خلال العملية العسكرية، سقط 2648 منها في المناطق الإسرائيلية أو أطلقت باتجاه الجيش الإسرائيلي في غزة. وأن2532 قذيفة منها سقطت في مناطق مفتوحة و116 في مناطق مبنيّة، واعترضت منظومة «القبة الحديدية» 578 قذيفة فقط.

وفي مقابلة له مع مجلة سلاح الجو في مارس/أذار الماضي قال قائد سلاح الجو: «يشعر الإسرائيليون بالخذلان من القبة الحديدية»، مشيرا لأنه «لن نتمكن من الدفاع عن دولة إسرائيل بشكل كامل».

الوسطاء

وقالت صحف أمريكية وبريطانية وإسرائيلية في مايو/أيار الماضي أن «السعودية، الإمارات، البحرين، عُمان، قطر والكويت» تعمل على شراء منظومة القبة الحديدية كوسيلة دفاعية ضدّ التهديد الإيراني، وقالت شبكة سكاي نيوز الأربعاء الماضي أن تكلفة الشراء، في حال تمت الصفقة، ستصل إلى عشرات بل ، مئات مليارات الدولارات.

وتقدر قيمة كل وحدة من هذه التكنولوجيا بنحو خمسين مليون دولار أمريكي، بينما تصل قيمة الصاروخ الواحد إلى 62 ألف دولار.

بحسب التقرير، تجري الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي (GCC) محادثات من خلال وسطاء أمريكيين، وأشارت وأن هذه الدول ترغب أيضًا بامتلاك منظومات اعتراض صواريخ للمدى البعيد، ومن بينها منظومة الدرع الصاروخية الإسرائيلية «مقلاع داوود» والمنظومة المضادة للصواريخ من طراز «حيتس 1» و«حيتس 2»، وقال مصدر مُطلع للشبكة إن المحادثات قد وصلت إلى «مرحلة متقدمة».

وأشارت «فوكس نيوز » إلى أن الوسطاء هم شركة رايثون أكبر مزود للمؤسسات العسكرية في الولايات المتحدة، وشركات أمريكية أخرى كانت عملت بالاشتراك مع شركة رافاييل الإسرائيلية في تطوير «القبة الحديدية» للحماية من ترسانة غزة الصاروخية وحزب الله اللبناني.

وقال وزير الخارجية «خالد بن أحمد آل خليفة» لدى زيارته إلى لندن إنّه «لدى الإسرائيليين القبة الحديدية الصغيرة، وستكون لدينا قبة كبيرة في الخليج أيضا». وأضاف قائلا إنّ «إيران حاولت تقويض وإسقاط حكومات في منطقتنا وبعد رفع العقوبات، ستستثمر إيران الكثير من المال لتطوير تقنيات وتكتيكات تهدف إلى هزيمة أنظمتنا الدفاعية».

أكدت هذا الأمر القناة السابعة الإسرائيلية التي قالت أن تلك المبيعات إذا تمت الموافقة عليها فستصل إلى دول الخليج عبر وسطاء وشركات أمريكية، محتفية بتقدم العلاقات بين دول الخليج وإسرائيل التي كانت متوترة، إلا أن الاتفاق النووي الإيراني والتخوف من امتلاك طهران للسلاح النووي وحد مصالحهم الدفاعية، بحسب القناة.

أيضا زعمت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أنها ليست المرة الأولى التي يناقش فيها اتفاق كهذا، فخلال السنوات القليلة الماضية، حاولت دول خليجية شراء «القبة الحديدية»، لكن حدث خلاف بينهم وبين تل أبيب، إلا أن هذه المرة وجدت دول الخليج وتل أبيب عدوًا مشتركًا وهو إيران.

  كلمات مفتاحية

القبة الحديدية (إسرائيل) الاتفاق النووي البحرين دول الخليج

البحرين تنفي نيتها شراء منظومة صواريخ إسرائيلية

معهد الأمن القومي الإسرائيلي: منع نفوذ إيران أدي لتقارب كبير بين السعودية و(إسرائيل)

صحيفة: السعودية تلقت عرضا إسرائيليا بنقل تقنية «القبة الحديدية» لحماية جيزان

صحيفة عبرية: السعودية و(إسرائيل) تواجهان إيران ولا يمكنهما إقامة علاقات مفتوحة

روابط (إسرائيل) بدول «مجلس التعاون الخليجي» بعد 25 عاما من حرب الخليج الأولى

«واشنطن بوست»: العلاقات الخليجية مع (إسرائيل) تشهد تطورات لافتة

الاستخبارات الإسرائيلية تحذر: إيران تقلص الفجوة الإلكترونية معنا «بسرعة»

أوهام الشراكة مع «إسرائيل»

توازن القوى .. (إسرائيل) تواصل الضغط لإلغاء صفقات أسلحة أمريكية إلى الخليج

إسرائيل توافق على نشر الولايات المتحدة بطاريات القبة الحديدية بدول الخليج