(إسرائيل) بدأت دفع ثمن خطاب نتنياهو في الكونجرس

الأربعاء 11 مارس 2015 05:03 ص

عندما عين الرئيس «اوباما» د. «روف مالي» مسؤولا عن الشرق الاوسط في البيت الابيض، فقد وجه بذلك اشارة اصبع ثلاثية ليس فقط لنتنياهو بل ايضا للمؤسسة اليهودية في الولايات المتحدة. «د. مالي» هو النقيض المطلق لدنيس روس في كل ما يتعلق بالعملية السياسية.

لم يقدم أي تسهيلات لإسرائيل فيما يتعلق بدورها في فشل المحادثات في عهد كلينتون، وهو يعتقد أن المحادثات مع حماس أمر حيوي للتوصل الى اتفاق شامل مع الفلسطينيين، وليس مستغربا أن المؤسسة اليهودية في الولايات المتحدة خافت منه. رغم أن أوباما أراده في البيت الابيض إلا أنه اضطر الى التفكير بالحملة التي شنها رؤساء الجالية اليهودية ضد تعيينه. أما الآن وهو محرر من القيود الانتخابية، وإزاء تحدي نتنياهو له، فهو يوضح لاسرائيل ولمؤيديها أن: الحفل انتهى. المعالجة الرئاسية للموضوع الفلسطيني في السنوات القريبة ستأخذ وجهة جديدة أكثر تشددا.

في المقابل، في اسرائيل تتبلور رؤيا تقول إن الامر يدور حول رئيس يقترب جدا من وضع "البطة العرجاء". منذ الآن هناك من يزعمون هنا أنهم لا يحسبون له حسابا في واشنطن، وأنه بعد ثلاثة اشهر ستبدأ عملية الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي لاختيار المرشح القادم للرئاسة – وبدءً من هذه اللحظة أصبح اوباما من التاريخ. كل العيون تصبح شاخصة نحو مقر انتخابات السيدة هيلاري كلينتون. اذا لا حاجة للقلق، يقولون هنا. يجب محاولة اجتياز الاشهر الثلاثة القادمة بهدوء، أن نشكل حكومة، وبعد ذلك يكون بالامكان تعويق كل أمر يقرره.

فيما يتعلق بالمواضيع الداخلية، ومع الكونغرس الحالي، صحيح أن اوباما لا يستطيع تمرير أي تشريع. ولكن فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فقد قرر اوباما أن يوظف ما بقي لديه من اعتماد سياسي من اجل "تحقيق السلام العالمي"، وأن يضع توقيعه في كتاب التاريخ. أحد جهوده المركزية يتركز في المكان الذي فشل فيه الآخرون: الشرق الاوسط، وفي الاساس النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

على الطاولة في قسم الشرق الاوسط في البيت الابيض هناك مسارين للعمل. الاول، "المبادرة الاوروبية" التي تبلور اقتراحا لمجلس الامن بخصوص الحل الدائم في الشرق الاوسط. حاليا يعمل الاوروبيون على ورقتي عمل: الاولى تتحدث عن "قرار ضعيف" يحدد جدولا زمنيا لانهاء الاحتلال. الورقة الثانية "الاكثر سمنة" والاكثر تفصيلا وتحدد معايير الاتفاق. يدور الحديث عن صيغة تجيب على اغلبية المطالب المناطقية والسياسية للفلسطينيين، تعطيهم دولة مستقلة في حدود 1967 مع عاصمة في القدس، ومن جهة اخرى تأخذ في الحسبان الاحتياجات الامنية لاسرائيل – بما في ذلك المطالبة ألا يغرق الفلسطينيون اسرائيل باللاجئين – وتطلب منهم الاعتراف بالدولة اليهودية. الفلسطينيون طلبوا من الامريكيين اتفاقا دائما يتم تنفيذه خلال سنتين، في حين أن الصيغة الاوروبية تتحدث عن ثلاث سنوات من المفاوضات قبل التنفيذ.

الامريكيون لا ينوون التطرق للوثائق التي تتم بلورتها في أوروبا إلا بعد الانتخابات في إسرائيل. فقط بعد ذلك عندما يتضح أي حكومة ستكون هنا، يقوم الامريكيون بالدخول الى تفاصيل الوثائق حتى لا يحتاجوا في المستقبل الى فرض الفيتو على الاقتراح الاوروبي حتى لو لم يصوتوا معه. 

المسار الثاني الموضوع على الطاولة ينتظر نتائج الانتخابات في اسرائيل. الحديث عن تجديد المبادرة الامريكية السياسية التي يقف من خلفها كما هو معروف رجل ضليع ومصمم جدا ولا يؤيد فعليا الحكومة الحالية: الرجل الجديد للرئيس في الشرق الاوسط. 

في اسرائيل يقولون إن اوباما لا يستطيع تجاهل وجهة نظر هيلاري كلينتون – التي كما يبدو هي المرشحة الاوفر حظا في المنافسة على الرئاسة. كما أن هيلاري كلينتون عليها الأخذ في الحسبان عنصر التصويت، وبالتأكيد أن لها مقاربة مختلفة عن اوباما تجاه دولة اسرائيل. على أمل أن السيدة كلينتون، حتى لو لم تنتخب، ستعيق مبادرة أوباما.

وهكذا فانهم يعيشون عندنا في وهم. لكن لأنه من المشكوك فيه أن اوباما – بعد أن قرأ في كتاب كلينتون ما تفكر فيه حول فترة ولايته - يشعر بالتزام عميق بأن يأخذ في الاعتبار مواقفها وحاجاتها السياسية. 

  كلمات مفتاحية

أوباما الضغط الانتخابي نتنياهو إسرائيل معالجة الموضوع الفلسطيني روبرت مالي

«نتنياهو» يقول إنه يرى «خطرا حقيقيا» من خسارته الانتخابات

مسمار فلسطيني في نعش «أوسلو»

قائمة عربية موحدة .. مفاجأة الانتخابات الإسرائيلية القادمة

صحيفة عبرية: السعودية و(إسرائيل) تواجهان إيران ولا يمكنهما إقامة علاقات مفتوحة

«مارزيل» في الكنيست: شرعنة الإرهاب في (إسرائيل)

«نتنياهو» يقول إنه يرى «خطرا حقيقيا» من خسارته الانتخابات

إيران على طريق إسرائيل .. نوويا !

قيادات عسكرية إسرائيلية تهاجم نتنياهو: حوّل أميركا لعدو .. واغتيال جهاد مغنية خطأ

«نتنياهو» يكثف حرب الكلمات بعد تراجع فرصه في استطلاعات الرأي العام

بريطانيا: تصريحات «نتنياهو» مقلقة وقد تدفع العالم كله للاعتراف بدولة فلسطين

تقرير أمريكي: «إسرائيل» طورت رموزا لإنتاج قنابل هيدروجينية

وزير المخابرات الإسرائيلي: راضون عن الحل الوسط للكونغرس بشأن ملف إيران النووي

الحرب بين «أوباما» و«نتنياهو» على الأبواب و(إسرائيل) هي الخاسرة

«هاموند» يلتقي «نتنياهو» الخميس لتبديد المخاوف من الاتفاق مع إيران

تحركات سيئة: الارتداد العكسي للاستراتيجية الإسرائيلية تجاه إيران

«نتنياهو» يهاجم «خامنئي» من لندن ويصفه بـ«الطاغية»

تل أبيب وواشنطن تسعيان لإحباط مشروع قرار عربي يراقب النووي الإسرائيلي

«نتنياهو» هدد بتدخل عسكري لإنقاذ دبلوماسيين حاصرهم متظاهرون بالقاهرة في 2011