انتقد نائب رئيس الوزراء البريطاني «نيك كليج» تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» الرافضة لحل دعم الدولتين، مؤكدا أنه إن لم يتراجع «نتنياهو» عن تصريحاته فلن تجد بريطانيا بد من الاعتراف بدولة فلسطينية، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تدعو للقلق.
كما أشار «كيلج» إلى أن «ما قام به «نتنياهو» لم يقم به أي سياسي إسرائيلي من قبل، معتبرا أن استبعاده حل إقامة دولتين أمر مثير للقلق».
وأضاف: «إذا استمر «نتنياهو» في إبعاد حل الدولتين، وفي التوسع في بناء المستوطنات غير الشرعية، فإن العالم أجمع بما في ذلك البرلمان البريطاني لن يكون أمامه خيار آخر سوى الاعتراف بدولة فلسطين».
وقال «كليج» أنه سيكون هناك «تحرك رسمي للاعتراف بدولة فلسطين ناجما عن استفزاز نتنياهو الشديد».
وفي السياق ذاته اتصل رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون» برئيس الحكومة الإسرائيلية وهنأه بعد فوز حزبه في الانتخابات الأخيرة، بحسب قوله.
وصوّت مجلس العموم البريطاني، في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لصالح الاعتراف بدولة فلسطين بجانب دولة إسرائيل.
وكان «نتنياهو» قد أكد الإثنين أثناء حملته الانتخابية، أنه لن يعترف بدولة فلسطينية في حال فوزه، وهو ما اُعتبر تنصل واضح من خطابه عام 2009، الذي أيد فيه إقامة دولتين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ما أثار انتقادات عدة لتلك التصريحات، قبل أن يتراجع أمس الخميس وينفي تخليه عن التزامه بقيام دولة فلسطينية.
لكن البيت الأبيض لم يتأثر بمحاولات نتنياهو للتراجع بعد الانتخابات ووجه للزعيم الإسرائيلي انتقادات جديدة ولمح الى أن واشنطن قد تعيد النظر في السياسة التي تتبعها منذ فترة طويلة والتي تنطوي على حماية اسرائيل من الضغوط الدولية في الأمم المتحدة.
وقال «نتنياهو» في مقابلة مع محطة «إم.اس.ان.بي.سي» التلفزيونية بعد يومين من الفوز في الانتخابات الاسرائيلية التي شهدت منافسة محتدمة «لم أغير سياستي. لم أتراجع أبدا عن كلمتي في جامعة بار ايلان منذ ست سنوات داعيا الى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية».
وقال «نتنياهو» مشيرا الى رفض السلطة الفلسطينية الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية واستمرار حركة حماس في السيطرة على قطاع غزة «ما تغير هو الواقع».
وبعد بث مقابلة «نتنياهو» بقليل أوضح مسؤولون أمريكيون أنهم لا يقتنعون بتصريحاته. وحذر البيت الأبيض من أن اسرائيل ستواجه «عواقب» بينما تعيد إدارة أوباما تقييم استراتيجيتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط وتراقب تشكيل الائتلاف الحاكم الجديد بزعامة «نتنياهو».