استمرار نتنياهو يقود الى الكارثة

الاثنين 16 مارس 2015 02:03 ص

في بداية كانون الاول الماضي عُقد في واشنطن مؤتمر سبان السنوي، وقد شاركت فيه شخصيات كثيرة رفيعة المستوى، من هيلاري كلينتون حتى بوجي هرتسوغ. لكن اغلبية المشاركين سيذكرون أول ما سيذكرون ظهور نفتالي بينيت. رئيس البيت اليهودي ظهر في مقابلة مع مارتن اينديك الذي لم تنجح 30 سنة مع الاسرائيليين في اعداده لهذه الساعة. هاجمه بينيت، صرخ عليه وبعيون اسرائيلية ضربه ضربة قاضية مدوية.

في الجمهور كان يجلس عدد غير قليل من اليهود الامريكيين ذوي الميل الليبرالي. ما لم تستطع السنوات الست من ولاية نتنياهو أن تقوم به قامت به ساعة واحدة من الجلوس فوق المنصة. الحركة لتغيير الحكم تلقت في تلك الأمسية الكثير من الاموال. نعم سيدي الرئيس، أنت على حق، القوى التي تعمل على ازاحتك عظيمة، معظم وسائل الاعلام مشغولة بذلك، مبالغ ضخمة تتدفق للوصول الى الهدف، منذ 1999 لم يكن الامر سهلا. جنرالات سابقون ورجال اعمال وموظفون كبار، كلهم يحلمون بالاحتفال المتواضع الذي ستترك فيه الوظيفة.

هل هذه الظاهرة محظورة؟ الحركة لابقاء نتنياهو في السلطة تقوم بنفس الشيء بالضبط. "اسرائيل اليوم زادت من توزيعها بـ 100 – 150 ألف نسخة في اليوم. اموال كبيرة من وراء البحار أكثير بكثير مما يتم توظيفه في "V 15" يتم ضخها لنشر الدعاية لنتنياهو تحت غطاء صحيفة. حركة اليمين "اذا شئتم" تقوم بالضبط بما يقوم به إيال فارد. وفي نفس الوقت تستدعى المؤسسة الدينية القومية والمعاهد الدينية الموقعة على الاتفاق والمؤسسات التي تعيش على ميزانية الدولة من قبل رؤساء البيت اليهودي لانقاذ سلطة اليمين. وهذا لا يحدث في اليسار.

إن حقيقة أن اغلبية وسائل الاعلام ضد نتنياهو يتم النظر اليها بصورة تلقائية كظاهرة غير معقولة. لقد عودونا أن وسائل الاعلام يجب أن تكون متوازنة ومتناسبة، ولكن ماذا اذا كان الذي يحكمنا هو رئيس حكومة سيء جدا حيث أن استمرار حكمه يعرضنا جميعنا للخطر؟ هل حينها ايضا على وسائل الاعلام "من جانب واحد ومن جانب آخر"، نحن لا نحافظ على تناسب في تغطية فشل يوم الغفران ولا على الحماقة في حرب لبنان الاولى. لو كنا متوازنين بعد حرب لبنان الثانية (عندها لم يكن لنتنياهو مشكلة مع ذلك). ربما أن وسائل الاعلام تتصرف الآن كما لم تتصرف منذ ست سنوات نظرا لأن نتنياهو وصل الى مستوى قيادة غير ممكن؟.

صحيح. منذ شهرين و"يديعوت احرونوت" و"واي نت" تنظر الى الواقع الاسرائيلي فقط عن طريق نظارات "ما يضر نتنياهو"، ولكن معظم الصحف (ايضا الجنرالات السابقين والموظفين ورجال الاعمال) في الحقيقة يظنون أن نتنياهو هو رئيس الحكومة الاسوأ طوال عشرات السنين الماضية وذلك ليس لأنه لم يُخل مناطق. ولكن السبب الاساسي لهذا الشعور هو أنه يبدو في مكتب رئيس الحكومة يجلس شخص فقد القدرة على التنفيذ واتخاذ القرارات.

لقد تعهد نتنياهو بثورة تعليمية. لصالحه علينا القول إنه في ولايته الاولى ضخ ميزانيات من اجل ذلك. ثورة، ايضا نتنياهو يعترف بأنه لم يحققها. بالنسبة لفشل اسكان نتنياهو قيل ما يكفي. مع اقتراب الانتخابات فقد كشف تحقيق الشرطة (الذي تم تبطيئه بسبب الانتخابات) كم هي فاسدة اجهزة الحكم عندنا. لقد ألصقوا الفساد باسرائيل بيتنا (بحق) وقليلا بالبيت اليهودي، ولكن ماذا بشأن رئيس الحكومة؟ لقد ابتعد عن كل مثال للشفافية ولم يحارب الفساد وحتى لو كان ذلك ظاهريا. هل يمكن أن معايير كهذه مرفوضة بهذا القدر سادت لسنوات في مكاتب حكومية مختلفة، وفقط في المكتب الاهم لم يسمعوا عن ذلك.

الجهاز الصحي يتدهور، الانفاق الشخصي في هذا المجال ضرب رقما قياسيا ونتنياهو لا يعلم شيئا. مشروع النقل العام غوش دان معطل منذ سنوات، نتنياهو ليس له علاقة. سلبيته، اتخاذ قرارات غير صائبة، الطاقم الجديد الذي يحيط به، القدرة الادارية غير الموجودة – كل ذلك أعطى الطاقة لمحاولة تغيير نتنياهو، أكثر من فشله الذريع في المجال السياسي.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الصحافة الجنرالات السياسيين الدعوة الى التغيير نتنياهو

مسؤول خليجي: فوز «نتنياهو» يرجع لمخاوف أمنية من تنامي نفوذ إيران بالمنطقة

البيت الأبيض يوبخ «نتنياهو» الفائز في انتخابات (إسرائيل) بشأن سياسة الشرق الأوسط

«أسوشيتدبرس»: فوز «نتنياهو» يخلق تحديات للفلسطينيين لكنه يتيح فرصا لعزل (إسرائيل)

«نتنياهو» يتراجع عن رفض قيام دولة فلسطينية .. والبيت الأبيض يرد

بريطانيا: تصريحات «نتنياهو» مقلقة وقد تدفع العالم كله للاعتراف بدولة فلسطين