استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«نتنياهو» في مواجهة «تسونامي نزع الشرعية»

الاثنين 1 يونيو 2015 05:06 ص

إن كان هناك ثمة من يبحث عن دليل آخر على تسارع وتيرة مظاهر نزع الشرعية عن الكيان الصهيوني، فإن ما شهدته اجتماعات اللجنة التنفيذية لاتحاد كرة القدم الدولي «فيفا» نهاية الأسبوع الماضي يوفر هذا الدليل.

صحيح أن الجانب الفلسطيني تراجع عن مطالبته بطرد الكيان الصهيوني من صفوف الاتحاد، لكن هذه النتيجة لم تأت إلا بعد أن قدمت إسرائيل تنازلات كبيرة، ولو من ناحية نظرية. فقد أجبرت اللجنة التنفيذية لـ»فيفا» إسرائيل على القبول بتشكيل لجنة مكونة من «الفيفا» للإشراف على رفع القيود التي تفرضها إسرائيل على تحركات الرياضيين الفلسطينيين، علاوة على تعهدها بالسماح بإدخال العتاد الرياضي للضفة الغربية.

اللافت أن الأمور انتهت عند هذا الحد بعدما بذلت القيادة الإسرائيلية ابتداءً من رئيس الوزراء نتنياهو ووزارات الخارجية والرياضة جهوداً هائلة، ناهيك عن توظيف الكونغرس والمنظمات اليهودية في الضغط على الإدارة الأمريكية لتحرص على توظيف تأثيرها في مؤازرة إسرائيل. إن نتنياهو الذي يدرك أن بطاقة الائتمان التي يمنحها المجتمع الدولي لحكومته توشك على النفاد حتى قبل أن تشرع هذه في العمل، وذلك بسبب مواقفها المتطرفة، يحاول أن يخفف من ردة فعل العالم على سياسات الحكومة ومواقفها السياسية.

فقد أقدم «نتنياهو» على إطلاق عدة تصريحات سياسية في مسعى لطمأنة الغرب بشأن مستقبل تعاطي حكومته الجديدة مع الملف الفلسطيني، فضلاً عن اتخاذه سلسلة من الإجراءات الإدارية لتحسين قدرة تل أبيب على مواجهة حركة المقاطعة الدولية «BDS». فخلال لقائه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي «فردريكا موغريني» أواخر الأسبوع الماضي عرض نتنياهو فكرة الشروع في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية حول حدود التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، وهذا ما فسر على أنه استعداد إسرائيلي لعدم البناء خارج هذه التجمعات، ضمن تسوية مؤقتة مع السلطة الفلسطينية.

في الوقت ذاته، فقد وافق «نتنياهو» على مقترح «موغريني» بأن يتم تعيين مندوب خاص للاتحاد الأوروبي بحيث يقيم بشكل دائم في القدس لتنسيق جهود الوساطة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. ونظراً لتعاظم المخاوف من اشتداد فاعلية «BDS»، فقد قررت الحكومة الإسرائيلية تكليف وزير الأمن الداخلي يغآل أردان، ثاني أهم وزير ليكودي في الحكومة بعد «نتنياهو» بالمسؤولية عن تنسيق جهود «الدولة» ومؤسساتها في مواجهة «BDS». لكن معضلة «نتنياهو» تتمثل في أنه ليس بوسعه أن يذهب بعيداً في طمأنة المجتمع الدولي بسبب الطابع المتطرف لحكومته، وهذا ما جعله يرسل برسائل ذات مضامين متضاربة، لذا فهو يسحب بشماله ما قدمته يمينه.

وتدلل التعيينات التي قام بها مؤخراً داخل الحكومة ومؤسساتها، على أن آخر ما يعنيه هو الدفع نحو حل الصراع مع الفلسطينيين فقد تم تعيين زئيف إلكين وزيراً للقدس، مع العلم أنه من أكثر الوزراء حماساً لمشاريع التهويد والاستيطان، وهذا ما عبر عنه بمجرد أن تم تكليفه بإدارة شؤون الوزارة.

ليس هذا فحسب، فقد قام «نتنياهو» بتعيين النائب الليكودية المتدينة والمتطرفة «تسيفي حوطبيلي» نائبة لوزير الخارجية ومسؤولة عن تسويق مواقف إسرائيل للمجتمع الدولي. وفي أول لقاء مع سفراء إسرائيل في أرجاء العالم طالبتهم «حوطبيلي» بعدم إبداء أي ليونة في الدفاع عن مواقف حكومتها الأكثر يمينية. ونقلت «هارتس» عن حوطبيلي قولها للسفراء أن عليهم أن يقولوا أن «كل أرض إسرائيل تعود لشعب إسرائيل بحكم الوعود الإلهية في التوراة».

وإن كان هذا لا يكفي، فقد عين نتنياهو سفير إسرائيل الأسبق في الأمم المتحدة دوري غولد، الذي يعتبر أكثر النخب اليمينية تطرفاً وكيلاً لوزارة الخارجية، ومسؤولاً عن التواصل مع وزارات الخارجية في أرجاء العالم، على اعتبار أن نتنياهو كوزير للخارجية ليس لديه الوقت للتفرغ لمثل هذه الأنشطة.

ويكفي المرء أن يطلع على الدراسات التي يصدرها «مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة»، الذي يرأس غولد مجلس إدارته، حيث تجمع على الاستنتاج بأنه يستحيل تسوية الصراع مع الفلسطينيين سياسياً وأن الحل يكمن في تكريس الحقائق الاستيطانية على الأرض، ناهيك عن أن هذا المركز هو أكثر مراكز التفكير الإسرائيلية احتفاءً بالثورات المضادة في العالم العربي والأشد حماساً لدعم نظام السيسي.

وحتى لو افترضنا أن «نتنياهو» تحت وطأة الخوف من العقوبات الأوروبية والمقاطعة الدولية اقتنع بإبداء مرونة على مواقفه، فإنه ببساطة لا يستطيع لأن حكومته تستند إلى أغلبية ضيقة جداً، حيث أنه لا يمكنه اغضاب شركائه في اليمين، سيما حزب «البيت اليهودي»، الذي يعد الذراع السياسي للمستوطنين في الضفة الغربية.

وهذا ما يفسر صمت «نتنياهو» عن التصريحات بالغة الخطورة التي صدرت مؤخراً عن النائب «بتسلال سموتريش»، القيادي في حزب «البيت اليهودي»، وأبرز القيادات الشابة للمستوطنين، الذي أبلغ «هارتس» بتاريخ 14-5 أن المستوطنين سيشرعون في تدشين مستوطنات جديدة وسيوسعون المستوطنات القائمة دون الرجوع للحكومة والتشاور معها، على اعتبار أن نتائج الانتخابات الأخيرة تدلل على أن هذا ما يؤيده الجمهور الإسرائيلي. قصارى القول، التركيبة بالغة التطرف لحكومة «نتنياهو» تقلص من قدرته من تقديم مواقف مرنة تسهم في صد حملات نزع الشرعية عن الكيان الصهيوني.

  كلمات مفتاحية

نتنياهو الكيان الصهيوني نزع الشرعية فيفا حركة المقاطعة الكتل الاستيطانية BDS

الأمم المتحدة قد تستبعد (إسرائيل) من قائمة منتهكي حقوق الأطفال

«نتنياهو»: مبادرة السلام العربية لم تعد تتلاءم مع تطورات المنطقة

«نتنياهو» يشكر أمريكا على «عرقلة» حملة تقودها مصر لحظر «النووي» بالمنطقة

«نتنياهو» يوقع اتفاقا مع حزب «شاس» اليميني لتشكيل ائتلاف

بريطانيا: تصريحات «نتنياهو» مقلقة وقد تدفع العالم كله للاعتراف بدولة فلسطين