«إسرائيل هيوم»: التحالف السري بين الرياض والقاهرة وتل أبيب يتحول إلى «عقد زواج»

الثلاثاء 31 مايو 2016 05:05 ص

قال تحليل لصحيفة «إسرائيل هيوم» إن الاعتماد العربي المستمر على (إسرائيل) لمواجهة القضايا والتحديات الإقليمية يتزايد، وإن توجه العرب إلي الدولة الصهيونية هذه المرة ليس من أجل تحميلها مشاكل داخلية أو حل القضية الفلسطينية، وإنما من أجل مشاكل أكبر تهدد الأنظمة مثل الخطر الإيراني والأخطار التي يمثلها كل من تنظيم «الدولة الإسلامية» وحركة حماس وجماعة الإخوان.

وأكد البروفيسور الإسرائيلي «آيال زيسر» في مقال بصحيفة «إسرائيل هيوم» تحت عنوان «نظام إقليمي جديد»، أن التحالف الاستراتيجي السري بين القاهرة والرياض وتل أبيب قد يتحول لعقد زواج بسبب المشاكل الإقليمية. زاعما أن الهدف بعيد المدى، بالنسبة لمصر والسعودية والأردن، وربما تركيا في المستقبل، أكثر من تطلعات (إسرائيل) نفسها، وأنه يتجاوز القضية الفلسطينية وأنه «عقد زواج بكل ما تحمل الكلمة من معان».

واعتبر «زيسر» المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب، أن الهدف من وراء مبادرة السلام المصرية التي يبلورها الرئيس «السيسي» بدعم سعودي هو «إنشاء إطار جديد من التعاون تعتمد فيه القاهرة والرياض على إسرائيل في كثير من الملفات الشائكة، وليس مجرد حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني».

وأكد الكاتب إن «الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يعمل في الأسابيع الأخيرة بلا كلل، وبدعم وتأييد سعودي لدفع خطوة سياسية هدفها إنشاء قناة اتصال بين القيادة الإسرائيلية والفلسطينية، بهدف ضمان الهدوء في أراضي السلطة الفلسطينية واستمرار التنسيق الأمني بين الجانبين». مشيرا إلى أن هدف الخطوة المصرية السعودية، التي وصفها بالمتفردة والهامة، لا يقتصر فقط على القناة الفلسطينية، وإنما «وضع الأسس لإنشاء إطار للتعاون الإقليمي مع إسرائيل في مواجهة التحديات التي تواجهها دول المنطقة».

واعتبر الكاتب هذا التحرك المصري والسعودي «دليل جديد على التغير الاستراتيجي الذي شهدته منطقتنا في السنوات الأخيرة، ففي الماضي، ولدى مواجهة أية أزمة داخلية، اعتاد الزعماء العرب تحويل الأضواء تجاه إسرائيل، بل وفي الماضي البعيد إشعال الحدود معها بهدف صرف انتباه الجماهير المحلية عن المشاكل الداخلية».

وتابع: «اليوم، وحيال التحديات الداخلية، تعلق الدول العربية أبصارها تجاه إسرائيل، ولكن ليس لكونها كيس لكم يضربونه للتنفيس ولتليين الرأي العام المحلي، وإنما العكس هو الصحيح، حيث يلجئون لإسرائيل كحليف يمكن التعاون معه والاستعانة به في مواجهة التحديات الكثيرة التي تتربص بالدول العربية».

تحديات مصرية سعودية

وحصر الكاتب الصهيوني التحديات التي تواجه مصر في «التهديد المتزايد من قبل الإرهاب الإسلامي الراديكالي ممثلا في فرع تنظيم الدولة الإسلامية بسيناء، الذي يتسلل تدريجيا داخل مصر، وتشهد على ذلك سلسلة طويلة من الهجمات الإرهابية في أعماق مصر، بعيدا عن سيناء».

ويضاف له، بحسب زعمه: «مواصلة جماعة الإخوان المسلمين تقويض جهود السيسي لضمان الاستقرار الاقتصادي والازدهار العام داخل مصر»، مشيرا لأن إلى «التجاهل الذي يتعامل به الأمريكيون مع نظام السيسي في وقت شدته» كمبرر للجوئه إلى (إسرائيل).

أما السعودية، فزعم الكاتب أنها تحتاج الدعم الإسرائيلي في المواجهة المباشرة بينها وبين إيران حاليا، حيث انقطعت العلاقات بين الدولتين، وهما تنغمسان اليوم في حرب بالفناء الخلفي للسعودية (اليمن)، التي وجد الإيرانيون فيها موطئ قدم، وأيضا الحرب بالوكالة في ميادين القتال بالعراق وسوريا.

ويضاف لها الصراع بين تنظيم «الدولة الإسلامية» والمملكة السعودية، حيث يعمل مقاتلو التنظيم على زعزعة الاستقرار داخلها.

وزعم الكاتب أنه «نظرا لأن مستقبل المنطقة كلها بات على المحك، بين طموحات الهيمنة الإيرانية وبين خطر الدولة الإسلامية، تتزايد أهمية إسرائيل لمصر والسعودية».

ودلل على التوجه المصري السعودي نحو (إسرائيل) بقوله إن «جهود مصر والسعودية لم تعد موجهة كما في السابق، مثل السبعينيات من القرن الماضي، لإزالة تهديد حرب محتملة من شأنها زعزعة الاستقرار الإقليمي، أو حل القضية الفلسطينية التي لم تعد تمثل هدفا أسمى لهما»، بحسب زعمه.مؤكدا أنه «هذه المرة يدور الحديث عن تعاون موسع وعميق في كل ما يتعلق بالمواجهة في ظل التحديات لأمن واستقرار المنطقة».

وأرجع الكاتب الفتور المصري السعودي في حل القضية الفلسطينية لأنهما لم يعودا يمتلكان حلا سحريا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو حتى الصراع الفلسطيني الفلسطيني بين حماس والسلطة في رام الله، والأهمية الوحيدة لذها الصراع الآن هي أهميته للرأي العام العربي ولهذا يسعون إنجاز هدنة على هذه الساحة.

وزعم «زيسر» أن الأردنيين أدركوا أهمية تل أبيب منذ وقت طويل لحل مشاكلهم، لذلك يعتمدون الآن على (إسرائيل) في تزويدهم بمياه الشرب، وكذلك الغاز من حقول الغاز التي ظهرت على الشواطئ الإسرائيلية.

ويدعي أنه حتى الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، بدأ «يعمل اليوم بشدة على تحسين علاقات أنقرة بتل أبيب في ظل التهديد الإرهابي المتزايد من قبل الدولة الإسلامية، ومخاطر قيام إيران وروسيا بإحداث تحول في الساحة السورية التي بذل أردوغان فيها جهدا كبيرا في السنوات الماضية»، وفق قوله.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية (إسرائيل) مصر السيسي العلاقات السعودية الإسرائيلية التطبيع نتنياهو مبادرة السلام

«تطبيع العبيكان».. جدل حول قيام دار نشر سعودية بتوزيع أعمال مؤلف إسرائيلي

«الفيصل - عميدور»: أول لقاء يجمع شخصيات من السعودية و(إسرائيل) منذ نقل الجزر المصرية

«تركي الفيصل»: بالعقل العربي والمال اليهودي يمكننا المضي قدما لمواجهة إيران

«أنور عشقي»: السعودية ستبني سفارة لها في تل أبيب إذا قبلت مبادرة السلام

أمين عام منظمة التعاون الإسلامي.. والتطبيع مع الاحتلال!

هل صمت السعودية الرسمي على اتصالات الجنرال «عشقي» بالإسرائيليين دليل موافقة؟

«لاريجاني»: السعودية زودت «إسرائيل» بمعلومات استخباراتية خلال عدوانها على لبنان في 2006

(إسـرائيل) فى مناهج وزارة التعليم المصرية

استحالة دور (إسرائيل) شرطيا في العالم العربي