قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، «ميخائيل بوغدانوف»، إن العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، سيزور موسكو قبيل نهاية العام الجاري، دون مزيد من التفايل عن موعد الزيارة وأهدافها.
وأضاف «بوغدانوف» خلال مؤتمر صحفي عقده في مبنى الخارجية الروسية، أمس الأحد: «في منتصف شهر أغسطس الجاري، ستستقبل موسكو وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، الذي سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف، ويبحث معه العلاقات الثنائية السعودية الروسية، والقضايا الاقليمية والدولية الساخنة»، بحسب وكالة الأناضول للأنباء.
وأوضح: «سيناقش الوزيران التحضيرات الجارية للزيارة، التي سيقوم بها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، إلى روسيا قبيل نهاية العام الحالي».
وأشار «بوغدانوف» إلى أن «الجبير» الذي يزور روسيا، لأول مرة بعد توليه المنصب، سيبحث مع «لافروف»، آفاق التسوية السلمية في كل من سوريا واليمن وليبيا.
كما سيبحث الجانبان «المقترح الروسي» المتعلق بإقامة تحالف رباعي ضد الإرهاب، يضم السعودية وتركيا والأردن، بالإضافة إلى «بشار الأسد»، وفق المسؤول الروسي ذاته.
وكان الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، طرح خلال زيارة وزير خارجية النظام السوري، «وليد المعلم»، إلى موسكو في شهر يونيو/حزيران الماضي، إقامة تحالف رباعي، يضم كل من السعودية وتركيا والأردن وسوريا لمواجهة الإرهاب، وجدد هذا الطلب في تصريحات أخرى.
وكان ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان»، زار روسيا في يونيو/حزيران الماضي، استجابة لدعوة الحكومة الروسية وتوجيه العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز».
وكثفت موسكو والرياض، خلال الشهور الأخيرة اتصالاتهما، وزار «ميخائيل بوغدانوف»، جدة في مايو/أيار الماضي، حيث استقبله الملك «سلمان بن عبدالعزيز» وتسلم رسالة خطية كان يحملها من الرئيس الروسي.
وأجرى «بوغدانوف»، محادثات موسعة تطرقت إلى القضايا الإقليمية والدولية وسبل تعزيز العلاقات مع كل من ولي العهد، الأمير «محمد بن نايف»، ووزير الخارجية «عادل الجبير»، كما تلقى خادم الحرمين الشريفين، آنذاك دعوة من «بوتين» لزيارة روسيا.
وتأتي زيارة الأمير «محمد بن سلمان» إلى روسيا ولقائه مع الرئيس «فلاديمير بوتين»، بعد حوالي أربع سنوات من تجميد العلاقات بين موسكو والرياض على خلفية الأزمة السورية .
ويرى الباحث الروسي «قسطنطين دوداريف» الخبير في العلاقات الروسية السعودية الذي عمل في المملكة العربية السعودية لعدة مرات، أن الأمير «محمد بن سلمان» يشغل مواقع حساسة في أعلى هرم السلطة منها رئاسة لجنة الاقتصاد والتنمية ووزارة الدفاع الأمر الذي يضفي على زيارته الأولى لروسيا أهمية استثنائية.
ويشير مراقبون إلى أن موسكو تحاول أن تعقد صفقة أو تهيئ الأوضاع لصفقة تشمل اليمن وسوريا من خلال مبادرة روسية تستبق انهيار النظام السوري بشكل مفاجئ بعد تقدم المعارضة السورية وتكبح من خلالها التقدم السعودي في اليمن حيث تشعر أيضا أن الرياض لا تريد توسيع نطاق عملياتها في اليمن وتريد التوصل لصيغة سياسية تحفظ التوازن لصالحها في حديقتها الخلفية.