استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تعقيدات تشكيل الحكومة الإسرائيلية

الجمعة 30 أبريل 2021 02:57 م

تعقيدات تشكيل الحكومة الإسرائيلية

هذا الطريق المسدود يعكس عجزا سياسيا لا ينافسه غير الجمود الذي يتهدد مستقبل النظام السياسي الإسرائيلي.

رغم إجراء أربع انتخابات عامة خلال عامين إلا أنها لم تقدم لإسرائيل حزباً أو تكتلاً قادراً على القيادة وتشكيل الحكومة.

عجز الطبقة الحاكمة عن التوافق اللازم لإدارة الدولة وانقسام حول مواجهة التحديات وبمقدمتها العلاقة مع أمريكا بسبب الاتفاق النووي الإيراني.

اضطرار للتحالف مع شريك عربي لحل أزمة تشكيل الحكومة بما يعنيه من إفلاس الطبقة الحاكمة المعبر عن نفسه بانقسامات متتالية حول التحديات الخارجية؟

*     *     *

لم تبق غير أيام معدودة أمام الرئيس «الإسرائيلى» رؤوفين ريفلين كى يحسم أمر «المتاهة» التي يعيشها النظام السياسي «الإسرائيلى» منذ إجراء الانتخابات الرابعة خلال أقل من عامين في الثالث والعشرين من مارس/ آذار الفائت، وهي المتاهة التي تتكشف يوماً بعد يوم، بسبب عجز رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو عن تشكيل الحكومة.

فالتكليف الممنوح لشخص نتنياهو مدته 28 يوماً بدأت يوم السادس من إبريل/ نيسان الجاري، وإذا أخفق خلال هذه المدة التي ستكتمل يوم الأحد المقبل فيمكنه مطالبة رئيس الدولة بالتمديد له لمدة أسبوعين.

وإذا استمر الإخفاق سيكون الرئيس مضطراً لتكليف مرشح آخر غيره، أو يطلب من البرلمان اختيار آخر، وإذا استمر الإخفاق ستكون الانتخابات الخامسة هي الحل بكل ما تعنيه من تأكيدات بأن الأزمة السياسية التي تعيشها «إسرائيل» لم تعد مجرد أزمة حكومية.

ولكنها تعدت ذلك بكثير، وأضحت أزمة تعني النظام السياسي الذي يتجه اندفاعاً نحو آفاق مسدودة في أوقات عصيبة مفعمة بإدراكات متفاقمة بكثافة التهديدات الداخلية والخارجية والتي ستفرض حتماً الاضطرار إلى مواجهة حقائق الواقع وتعقيدات المستقبل.

ويمكننا تحديد ثلاث حقائق بارزة تفاقم من تلك التعقيدات:

- أولها عجز الطبقة السياسية الحاكمة عن التوافق اللازم لإدارة الدولة،

- وثانيها جمود النظام السياسي ودخوله مرحلة فارقة قد تضطره إلى القبول بما لا يمكن القبول به، وهو التحالف مع طرف عربي- فلسطيني كشريك في الحكم وسط حالة غير مسبوقة من التطرف تنكر كل حقوق للشعب الفلسطيني وتدفع لفرض «قانون القومية» الذي يجعل فلسطين كلها من النهر إلى البحر دولة خالصة للشعب اليهودي دون غيره.

- الحقيقة الثالثة هي الانقسام حول مواجهة التحديات، وفي مقدمتها العلاقة مع الولايات المتحدة بسبب أزمة البرنامج النووي الإيراني.

ففي الوقت الذي نشرت فيه صحيفة «جيروزاليم بوست» أن المدعي العام في «إسرائيل» أفيخاى ماندلبليت اقترب أكثر من أي وقت مضى لإعلان رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو «غير مؤهل» لمواصلة قيادة البلاد بسبب قضايا الفساد العام والرشوة، فإن نتنياهو مُني مساء الاثنين (19-4-2021) بانتكاسة انتخابية صادمة داخل الكنيست بفشله في التمكن من انتخاب اللجنة المنظمة لعمل الكنيست على النحو الذي يريده.

والذي يمكنه وحزبه «الليكود» من فرض السيطرة الكاملة على الكنيست، حيث إن هذه اللجنة هي أهم لجان الكنيست، فهي المسؤولة عن تنظيم العمل، ووضع جداول البحث، وإقرار اللجان المستعجلة، مثل لجنة الخارجية والأمن ولجنة المالية.

وهي التي تحدد عدد ممثلي الكتل البرلمانية في كل لجنة من لجان الكنيست، وتعيين نواب رئيس الكنيست، وتحديد المواضيع والقوانين الأساسية التي ستطرح للمداولات وتحديد الأنشطة البرلمانية.

كان نتنياهو قد حسم أمر التحالف مع «الحركة الإسلامية» (القائمة العربية الموحدة) التي تمثل الحركة الإسلامية الجنوبية بزعامة منصور عباس، بعد أن اتفق مع حلفائه في تكتل اليمين على ذلك وضمن أغلبية 63 عضواً داخل الكنيست من إجمالي 120 عضواً.

ودخل نتنياهو بهذه الأغلبية اختيار تشكيل اللجنة المنظمة لعمل الكنيست لكن عند التصويت لم يحصل تكتل اليمين إلا على 58 صوتاً فقط مقابل 60 عضواً معارضاً، وهنا تقدمت كتلة «معسكر التغيير» التي يقودها «مائير لبيد» زعيم حزب «يش عتيد»، بمقترحها لتشكيل تلك اللجنة للتصويت.

وهنا تجددت صدمة نتنياهو بفوز «معسكر التغيير» بتشكيل اللجنة، وكانت كلمة السر في التصويتين هي الكتلة الإسلامية التي لم تصوت إلى جانب نتنياهو وصوتت لصالح منافسه مائير لبيد.

صدمة نتنياهو هذه وضعته أمام طريق مسدود حفزت منافسه داخل تحالف اليمين نفتالي بينيت زعيم حزب «يمينا» إلى التحرك لتشكيل كتلة يمينية بزعامته تحظى بتأمين تكليفه من جانب رئيس الدولة بتشكيل الحكومة بدلاً من نتنياهو، وذلك من خلال تجنب التحالف مع القائمة العربية الموحدة بنوابها الأربعة.

والسعي الدؤوب لاستعادة القيادي الليكودي السابق جدعون ساعر زعيم حزب «أمل جديد» لصفوف اليمين، وإعلان استعداده لتزعم حكومة وحدة وطنية بعد أن أدرك أن بنيامين نتنياهو «ليست لديه نية لاختيار بديل لتشكيل حكومة يمينية».

الأمر الذي رفضه نتنياهو بشدة واندفع لمهاجمة نفتالي بينيت واتهمه بأنه «يريد أن يكون رئيساً للوزراء بسبعة مقاعد فقط لحزبه»، وطرح بديلاً لذلك فكرة جديدة لتأمين استمراره رئيساً للحكومة، وهي انتخاب رئيس الحكومة انتخاباً مباشراً، ودون حاجة، لحل الحكومة واللجوء إلى انتخابات عامة خامسة.

هذا الطريق المسدود بما يعكسه من عجز سياسي، لا ينافسه غير الجمود الذي يتهدد مستقبل النظام السياسي. هذا الجمود له وجهان:

- أولهما أنه على الرغم من إجراء أربع انتخابات عامة خلال عامين إلا أن هذه الانتخابات لم تقدم لإسرائيل حزباً أو تكتلاً قادراً على القيادة وتشكيل الحكومة،

- ثانيهما الاضطرار إلى ما يمكن اعتباره «ابتلاع السم» بالتحالف مع شريك عربي لحل أزمة تشكيل الحكومة بكل ما يعنيه ذلك من إفلاس للطبقة الحاكمة، الذي يعبر عن نفسه حالياً بالانقسامات المتتالية حول التحديات الخارجية وسبل مواجهتها.

* د. محمد السعيد إدريس خبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام.

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

إسرائيل، تشكيل الحكومة، الطبقة الحاكمة، شريك عربي، نتنياهو، اليمين، القائمة العربية الموحدة،

نهاية نتنياهو تقترب.. بينيت يعلن التحالف مع لابيد لتشكيل حكومة إسرائيلية