قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية؛ إن ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" يؤيد إجراء محادثات سرية مع إيران، وأدرك أن الوضع قد تغير في الشرق الأوسط، ويمد يده لإيران راغبا في أن تكون له "علاقة جيدة" مع ألد خصم للمملكة في الشرق الأوسط.

وفي تقرير ترجمه موقع "عربي 21"؛ ذكرت الصحيفة أن "بن سلمان" أعلن مساء الثلاثاء، في مقابلة مطولة مع صحفي سعودي في قناة تلفزيونية محلية، أن "إيران دولة مجاورة وكل ما نتمناه هو (أن تكون لدينا) علاقة جيدة ومميزة معها، لا نريد مشاكل مع إيران، على العكس من ذلك، نريد أن تنمو البلاد (..) وتقود المنطقة إلى الازدهار".

واعتبرت الصحيفة هذه التصريحات تصالحية بعد فترة طويلة من التهديدات التي أطلقها "بن سلمان" حتى الآن ضد "مخططات زعزعة الاستقرار" لإيران التي اعتبرها "الراعي الرئيسي للإرهاب" في الشرق الأوسط.

ووفق الصحيفة؛ عقدت في مارس/آذار الماضي، محادثات سرية بين السعودية وإيران في بغداد، عاصمة دولة حريصة على الظهور كوسيط بين جارتيها، وهو ما نفته الرياض وطهران، بينما أكده مسؤول عراقي للصحيفة الفرنسية.

وقال المسؤول إن نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "علي شمخاني"، التقى رئيس الاستخبارات السعودية "خالد بن علي الحميدان"، مضيفا أنه "سيعقد اجتماع جديد قريبا، لكن هذه المرة بمشاركة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والسعوديون هم من أرادوا هذه اللقاءات، واقترحوا باكستان لكن إيران رفضت، وعندما اقترحت السعودية العراق قبلت طهران، لأن لها نفوذا حقيقيا هناك".

وحسب المسؤول العراقي؛ فإن "بن سلمان" قلق لأنه حاليا في مرمى نيران الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، الذي يريد إضعافه وربما يشكك في توليه العرش بعد وفاة والده الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، كما أن السعوديين يعتقدون أن التقدم في المنطقة -بما في ذلك مبادرة طريق الحرير الصينية- لا يمكن أن ينجح إذا لم تجتمع ضفتا الخليج.

وكشفت الصحيفة أن المحادثات السعودية الإيرانية في بغداد تعنى بمسألتين؛ أولا، الحرب في اليمن والتهديد الذي تشكله الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لإيران، فيما أشار المسؤول العراقي إلى إن "إنهاء الصراع الذي أشعله بن سلمان في اليمن هو أولوية للرياض".

ووفق الصحيفة، فإن المسألة الثانية هي الميليشيات الموالية لإيران التي تطلق الصواريخ وتشن هجمات بالطائرات من دون طيار من جنوب العراق تستهدف السعودية.

وفي لقاء تليفزيوني بث مساء الثلاثاء، قال ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" إن إيران دولة جارة والمملكة تطمح أن تكون لديها علاقة جيدة معها، متمنيا من "الحوثيين" الجلوس إلى طاولة الحوار لإنهاء الحرب.

وأوضح "بن سلمان" أن إيران دولة جارة لبلاده وأن ما تسعى له السعودية هو علاقة طيبة ومميزة معها بما يخدم مصالح البلدين، مشيرا إلى أن بلاده تسعى مع شركائها إلى حل ما وصفها بالإشكاليات القائمة مع طهران حول بعض المواضيع.