الانتخابات الفلسطينية: من حل إلى مأزق؟

السبت 1 مايو 2021 07:03 ص

الانتخابات الفلسطينية: من حل إلى مأزق؟

بدأ أهل القدس نفسها معركة وقف الاستيلاء على عقارات حي الشيخ جرّاح وهذا يمكن البناء عليه لجعل هذه الهبة معركة الانتخابات ايضا.

الاشتباك مع حكومة الاحتلال التي تذرّعت بعدم قدرتها على القرار بهذا الموضوع أكثر منطقية لشعب فلسطين من استخدام هذا القرار لوقف الانتخابات.

مطلوب من القيادة الفلسطينية تحويل إجراء انتخابات بالقدس لمعركة مع الاحتلال فيصادر الصناديق ويقفل مراكز التصويت ويعتقل المرشحين والمصوّتين.  

الاتفاق على مركزية القدس في المشروع الوطني الفلسطيني لم ينعكس اتفاقا على تأجيل الانتخابات أو على عدم وجود طرق لإجراء انتخابات تضم المقدسيين.

*     *     *

حمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل مسؤولية تأجيل الانتخابات البرلمانية وذلك بعد ثلاثة أشهر من إعلانه البدء بتنظيم أول انتخابات فلسطينية عامة تجري منذ 15 عاما.

وهو إعلان زاد من الانتقادات للرئيس شخصيا، وللقيادة الفلسطينية، التي كانت تأمل، عبر إجراء هذه الانتخابات بتجديد شرعيتها وإعطائها مصداقية شعبية وخارجية.

عقدة الانتخابات، كما هو معلوم، كانت مسألة إجرائها في القدس، وهو أمر كان محلّ رفض إسرائيلي. لا ترغب تل أبيب، أصلا، في أي انتخابات فلسطينية.

فليس من مصلحتها إعطاء القيادة الفلسطينية الحاليّة (إن تحقّق إعادة انتخابها) سلاحا إضافيّا تستخدمه في صراعها السياسيّ معها، ولا من مصلحتها أن تأتي الانتخابات بنفوذ أكبر لحركة حماس، أو بقيادات فلسطينية جديدة ترغب في إثبات قدرتها على مواجهة إسرائيل أكثر من سابقتها.

هناك اتفاق بين الفلسطينيين على اختلاف آرائهم السياسية على أن حصول الانتخابات دون القدس، ولو كان ذلك عسفا واضطرارا، هو نوع من إعطاء إسرائيل صكّا رمزيّا بالملكيّة، وكما قال أحد قادة فتح، فهذا "تنازل عن السيادة، وانخراط في صفقة القرن".

غير أن الاتفاق على مركزية القدس في المشروع الوطني الفلسطيني، لم ينعكس اتفاقا، على تأجيل الانتخابات، أو على عدم وجود طرق لإجراء انتخابات تضم المقدسيين.

يُمكن، اعتبار قرار القيادة الفلسطينية وقف إجراء الانتخابات ضغطا سياسيا على إسرائيل، يضاف إلى الضغوط التي مورست عليها من قبل المنظومة الدولية، وقد يؤتي هذا الضغط، مرفوقا بالنضال الفلسطيني على الأرض، أكله قريبا، وينتصر منطق القيادة الفلسطينية الحالية.

رأى آخرون، من جهة ثانية، أن أهل القدس نفسها قد بدأوا معركة وقف الاستيلاء على العقارات في الشيخ جرّاح، وأن هذا يمكن البناء عليه لجعل هذه الهبة معركة الانتخابات ايضا.

وأن كل المطلوب من القيادة الفلسطينية هو تحويل مطلب إجراء انتخابات في القدس إلى معركة مع إسرائيل، بحيث يتحمّل الاحتلال مسؤولية مصادرة الصناديق أو إقفال مراكز التصويت أو اعتقال المرشحين والمصوّتين،

وبذلك يكون الاشتباك مع الحكومة الإسرائيلية، التي تذرّعت بعدم قدرتها على القرار في هذا الموضوع، أكثر منطقية للشعب الفلسطيني، من استخدام هذا القرار لوقف الانتخابات.

لقد بثّ قرار بدء الانتخابات ديناميّة حيويّة جديدة في الجسد الفلسطيني، وكان على القيادة الفلسطينية، التي بادرت إلى هذا القرار، واشتبكت مع المختلفين معها، أن تتوقع أن يقود قرارها إلى اشتباك مع إسرائيل التي سعت، بطرق واضحة متعددة، إلى التدخّل في هذه الانتخابات، وخصوصا في موضوع القدس.

غير أن الانتخابات، التي فتحت الباب للتفاؤل بتغييرات إيجابية في المشهد الفلسطيني، والتي علّقت كثير من القوى السياسية آمالها عليها، تحوّلت، على ما يظهر، من حلّ إلى مأزق، لن يخفف من وطأته إلا الحوار الداخلي الحقيقي وانخراط كافة القوى بالدفاع عن عروبة القدس والعمل على جميع الأصعدة لتأمين مشاركة المقدسيين بالانتخابات والفعاليات والمؤسسات الفلسطينية.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

فلسطين، القيادة الفلسطينية، إسرائيل، الانتخابات، السلطة، فتح، القدس، صفقة القرن، المشروع الوطني، حماس، فتح،

بعد وفاته الغامضة.. نزار بنات يكشف نهج السلطة لطمر قضايا من تغتالهم