بعد خسائر 2020.. أرباح قوية لشركات النفط الكبرى في الربع الأول

السبت 1 مايو 2021 03:51 م

بعد خسائر هائلة تكبدتها في 2020، بدأت شركات النفط الكبرى مسار الصعود بفضل تحسن أسعار الذهب الأسود وتخفيف بعض الدول القيود المفروضة لمكافحة وباء "كورونا" ما سمح بتحسن النشاط الاقتصادي.

واستفادت أسعار النفط من هذا الانتعاش؛ إذ بلغ متوسط سعر برميل برنت نفط بحر الشمال في الربع الأول من العام الجاري 61.1 دولارا مقابل 50.1 دولارا في الفترة نفسها من العام السابق و44.2 دولارا في الربع الأخير من 2020.

وهذا ما سمح للمجموعات النفطية الكبرى بتحقيق أرباح كبيرة، من الأمريكية "إكسون موبيل" التي بلغت أرباحها 2.7 مليار دولار بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار، إلى الأمريكية "شيفرون" (1.38 مليار دولار) والإيطالية "إيني" (856 مليون يورو)، حسب نتائج أدائها التي نُشرت خلال الأسبوع الجاري.

والأمر نفسه ينطبق على المجموعة الأوروبية النفطية العملاقة الأخرى مثل "بريتيش بتروليوم" (4.7 مليارات دولار) أو "شل" (5.7 مليارات دولار) و"توتال" (3.3 مليارات دولار).

ونجم هذا التحسن عن ارتفاع أسعار النفط، وكذلك خفض التكاليف في بعض الأحيان عبر عمليات تسريح جماعي للعمال وانخفاض حاد في الاستثمارات.

وقال "ستيوارت جليكمان" الخبير في قطاع النفط في مكتب "سي اف ار آ" إن كل هذه الشركات "تتنفس الصعداء على الأرجح في مواجهة انعكاس مسار الأسعار في السوق التي لا سيطرة فعلية لهم عليها".

وكانت أكبر خمس مجموعات خاصة في العالم (بريتش بتروليوم وشيفرون وإكسون موبيل وشل وتوتال) تكبدت خسائر صافية بلغت 77 مليار دولار العام الماضي.

وقال "دارين وودز" رئيس مجلس إدارة "إكسون موبيل" في مؤتمر عبر الهاتف: "طوال هذه الفترة لم نبتعد إطلاقا عن الأساسيات الطويلة الأمد لأعمالنا".

وأضاف: "كنا نعلم أن الاقتصادات ستتعافى وأن السكان ومستويات المعيشة ستستمر في النمو، الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى الطلب على منتجاتنا وانتعاش القطاع".

ومع ذلك، بدت "إيني" حذرة في توقعاتها للأشهر المقبلة؛ إذ أنها تعتقد أن "إعادة التوازن إلى سوق النفط العالمية واستئناف استهلاك الوقود في 2021 يخضعان لمخاطر ما زالت قائمة مرتبطة بتأثير وباء كورونا على عدد من الاقتصادات العالمية الكبرى".

وفي كل الأحوال، سمحت القفزة في أسعار النفط والغاز الطبيعي لـ"إكسون موبيل" و"شيفرون" بالتعويض عن الصعوبات في التكرير ونشاط تحويل المنتجات الخام إلى بنزين أو ديزل أو كيروسين.

وقالت "إكسون موبيل"، التي أنفقت مبالغ كبيرة في هذا المجال في آخر أربعة فصول، إن الهوامش "ما زالت أقل من معدلها في السنوات العشر الماضية بسبب العرض المفرط والمستويات المرتفعة للمخزونات".

وتعاني شركة "شيفرون" أيضا من الأمر نفسه؛ فعائدات أنشطتها التكريرية بلغت 5 ملايين دولار في الربع الأول مقارنة بـ1.1 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2020.

وخسرت المجموعتان الأمريكيتان أموالا بسبب موجة البرد التي ضربت جنوب الولايات المتحدة في فبراير/شباط، وعرقلت استخراج النفط والغاز ونشاط المصافي الواقعة على طول سواحل خليج المكسيك لأيام.

وقال "جليكمان" إن "إكسون موبيل" و"شيفرون" لم تخططا بعد لزيادة إنفاقهما الاستثماري بقوة "ربما لإعطاء الوقت لخفض ديونهما".

وأشار إلى أن "إكسون موبيل تقول بشكل أساس إنها تفضل، لمحاربة تغير المناخ، التركيز على الأنشطة المرتبطة بأعمالها الأساسية مثل احتجاز الكربون“.

وبين أنه "تحت ضغط مستثمرين ناشطين (في مكافحة تغير المناخ)، تحاول المجموعات أن توضح بشكل أفضل قليلا ما تفعله في الأسواق".

وتبدو المجموعات الأمريكية الكبرى متخلفة عن ركب نظيراتها الأوروبية في استثماراتها في الطاقات المتجددة.

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

النفط أسعار النفط إكسون موبيل شيفرون إيني بريتش بتروليوم شل توتال

هبوط الدولار يدفع أسعار النفط لأعلى مستوى خلال أكثر من شهر

أسعار النفط تستقر قرب أعلى مستوى في شهر

زيادة أسعار النفط ترفع أرباح شركة شل لثلاثة أضعافها

مع ارتفاع أسعار النفط.. إكسون موبيل وشيفرون تحققان أرباحا هائلة