كشفت مصادر إعلامية، أن الاتحاد الأوروبي يعارض التحرير المؤقت للملكية الفكرية لصناعة معظم اللقاحات ضد فيروس كورونا، واستثنى من ذلك فقط  لقاح أسترازينيكا البريطاني.

ويعارض الاتحاد نقل تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي "ARN" المستعمل في لقاحات مثل فايزر وموديرنا إلى دول مثل الصين وروسيا؛ خشية تفوق الدولتين على الاتحاد في إنتاج هذه اللقاحات.

وأمام صعوبة إنتاج شركات الأدوية ما يكفي العالم من اللقاحات لتلقيح نصف العالم على الأقل سنة 2021، طالبت عدد من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة والهند وجنوب أفريقيا، بضرورة تحرير الملكية الفكرية لصناعة اللقاحات، عبر تمكين دول العالم وخاصة التي تتوفر على مختبرات متقدمة بإنتاج هذه اللقاحات.

ويهدف المخطط إلى اختيار تمكين دول إقليمية كبرى لتغطية المناطق المجاورة لها، كما يرمي إلى تسريع مناعة عالمية، وعودة الحياة إلى طبيعتها حتى لا تعاني الدول الفقيرة وتزداد فقرا، لا سيما بعدما بدأ فيروس كورونا في غزو دول مثل الهند.

وكان العالم يعتقد أن الولايات المتحدة عقبة أمام تحرير الملكية الفكرية لإنتاج اللقاحات ضد فيروس كورونا بسبب قوة لوبي صناعة الأدوية، لكن كانت المفاجأة بإعلان الرئيس الأمريكي "جو بايدن" منذ أيام تأييد التحرير المؤقت للملكية الفكرية، بينما جاءت المعارضة من طرف الاتحاد الأوروبي.

في هذا الصدد، أوردت صحف أوروبية ومنها جريدة "الباييس"، الأحد، تصريحات رئيس المجلس الأوروبي "شارل ميشيل" الذي قال: "لا نعتقد أن هذا هو الحل السحري على المدى القريب، سنكون مستعدين لمناقشة الأمر عند وجود مقترح واضح".

ويخلق موضوع تحرير الملكية الفكرية للقاحات نقاشا شائكا وسط الاتحاد الأوروبي. فقد أعلنت دول مثل إسبانيا وإيرلندا ضرورة تسريع عملية التحرير، بينما تزعمت ألمانيا المعارضة وصرحت "أنجيلا ميركل" مؤخرا بأن "حماية الملكية الفكرية هو مصدر للابتكار ويجب أن تستمر كذلك في المستقبل".

وتهدف ألمانيا من وراء التشدد لحماية مصالح الشركات الألمانية مثل "بيونتيك تكنولوجي" و"كورفك" التي ساهمت في إنتاج اللقاحات، رفقة "مودرنا" و"فايزر"، وتعتمد الحمض النووي الريبوزي، وفق صحيفة "القدس العربي".

وتعد تقنية الحمض النووي الريبوزي قفزة نوعية في تاريخ الطب وصناعة الأدوية، حيث تمنح للغرب تقدما في هذا المجال، ويعتقد أنها ستساهم في معالجة عدد من الأمراض المستعصية.

ونقلت جريدة "الباييس" عن مصدر دبلوماسي أوروبي: "لا نقوم بخداع أنفسنا، مع كل الاحترام، في حالة تحرير الملكية الفكرية لصناعة اللقاحات فلن تقدم دول مثل بوليفيا والكاميرون على إنتاج اللقاح؛ بل منافسونا المباشرون"، في إشارة إلى الصين وروسيا.