وصف المحلل السياسي "بوبي جوش" موقف الرئيس الأمريكي "جو بايدن" من الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة بأنه "متأخر وأعرج"، مشيرا إلى أن زيادة حرارة المواجهة بين إسرائيل والمقاومة في القطاع دفعت البيت الأبيض إلى "ما يشبه العمل، ولكنه ليس على مستوى الحدث".

ونوه "جوش" إلى سلسلة من المحادثات الهاتفية أجراها "بايدن" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، ووزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" مع رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"، ومستشار الأمن القومي "جيك سوليفان" مع وزير الخارجية القطري "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني"، وفقا لما أوردته وكالة "بلومبرج".

وأضاف أن كلام "بايدن" الحذر واختياره لكلماته أفصح عن "التردد العميق بعدم التورط في النزاع"، فـ "الحديث عن توقعات وآمال يساوي الدعاء والتفكير، وهو الخطاب المفضل للساسة الأمريكيين عندما يواجهون مشكلة مستعصية (مثل عنف السلاح) التي لا يريدون مواجهتها" حسب قوله.

وتابع: "يبدو أن خجل الرئيس وحذره نابع من عدم وجود أوراق نفوذ لديه للتأثير على هذا النزاع".

واستطرد "جوش": "على بايدن ألا يلوم أحداً، بل نفسه؛ لأنه لم يتحرك ويعيد الموقف الأمريكي القائم على دعم حل الدولتين. ولم يسمّ بعد سفيرا إلى إسرائيل ولا قنصلا لدى الفلسطينيين. وهو ما يعد إهمالا فاضحا للدبلوماسية في منطقة من العالم يطلب من أمريكا وبشكل متكرر التدخل فيها".

وأشار المحلل السياسي إلى أن إدارة "بايدن" تجاهلت مكالمات من حكومات عربية حذرت من الوضع الملتهب في القدس.

ورغم كل هذا الإهمال، يرى "جوش" أن الولايات المتحدة لا يزال لديها دورا مهما كي تلعبه في خفض التوتر بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، معتبرا أن "رهان بايدن القوي هو وضع ثقله وراء الجهود المصرية، الدولة التي تحتفظ بعلاقات مع حماس وإسرائيل".

ولكن العبء الأكبر على إدارة "بايدن"، في هذا الصدد، هو منع قتل المزيد من المدنيين، وهو ما يحتاج لأكثر من إرسال مساعد وزير الخارجية لمنع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" من شن حرب برية على غزة، حسبما يرى "جوش".

وأضاف: "هو (بايدن) بحاجة لأن يطلب من (وزير الخارجية أنتوني) بلينكن الاتصال هاتفيا وركوب الطائرة"، مشيرا إلى أن "الأولوية يجب أن تكون لوقف تبادل المقذوفات الصاروخية".

كما اعتبر "جوش" أن "بايدن" بات بحاجة لتحضير إجراء حوار مع "نتنياهو" أو خليفته حول إحياء الجهود الأمريكية بشأن حل الدولتين، مشددا على أن "الوضع لم يعد متعلقا بالتوقعات والآمال، بل يجب حله عاجلا أم آجلا".

ومنذ الاثنين، استشهد أكثر من 119 فلسطينيا، بينهم 27 طفلا و11 سيدة، وأصيب 600 بجروح جراء غارات إسرائيلية متواصلة على غزة، في حين ارتقى 4 شهداء وأصيب مئات الجرحى في مواجهات بالضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، وفق مصادر فلسطينية رسمية.

وتفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، وخاصة منطقة باب العامود والمسجد الأقصى ومحيطه، فضلا عن حي الشيخ جراح، حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.