متفرج أو منحاز.. موقف الأوروبيين من العدوان على غزة

الأربعاء 19 مايو 2021 12:22 م

تضاءل دور الأوروبيين ونفوذهم في السنوات الأخيرة في الصراع العربي الإسرائيلي، وهو ما بدا واضحا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والأراضي المحتلة.

وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن رفع المستشارية الفيدرالية النمساوية علم إسرائيل في الوقت الذي قامت فيه الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف غزة الأسبوع الماضي، يسلط الضوء على انحياز عام أوسع للعديد من الدول الأوروبية لصالح حكومة "بنيامين نتنياهو"، إذ قاومت إسرائيل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار لإنهاء أسوأ نزاع لها مع الفلسطينيين منذ سنوات.

وأشارت الصحيفة إلى الاجتماع المنعقد بحضور وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، لإجراء محادثات بشأن الأزمة، وذلك بعد أن أجرى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد "جوزيب بوريل"، محادثات مع ممثلين عن إسرائيل والفلسطينيين ومصر والأردن وتركيا، حيث أعرب "بوريل" عن قلقه بشأن "العدد غير المقبول للضحايا المدنيين"، ووعد بمناقشة "أفضل السبل التي يمكن أن يسهم بها الاتحاد الأوروبي في إنهاء العنف الحالي".

دور المتفرج

وقالت الصحيفة إن "القليلون يتوقعون حدوث أي انفراج، بالنظر إلى الخلافات الداخلية للكتلة الأوروبية المكونة من 27 دولة حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وعدم وجود تأثير على الجهود المبذولة لحلها".

وفي تعقيب للصحيفة، قالت "كريستينا كو" زميلة أولى في مكتب بروكسل لصندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، إن الأوروبيين "من المرجح أن يلعبوا الدور الذي لعبوه في الأزمات السابقة في هذا الصراع، وهو دور المتفرج".

وأضافت: "سيتعين عليهم أن يقولوا ما هي خطتهم لدعم حل مستدام يتجاوز نقاط الحوار التي كرروها على مدى العقدين الماضيين".

ومنذ ما يقرب من 30 عامًا، كانت أوروبا تساعد في إبرام اتفاقيات أوسلو، وهي علامة فارقة في الجهود الدولية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي الذي طال أمده، لكن في السنوات الأخيرة، تضاءل دور الأوروبيين ونفوذهم.

تركة "ترامب"

وسلطت الصحيفة الضوء على مساعدة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" على توثيق العلاقات مع زعماء أوروبيين يمينيين، بما في ذلك "سيباستيان كورتس"، رئيس الوزراء النمساوي، الموالي بشدة لإسرائيل، و"فيكتور أوربان" رئيس وزراء المجر.

وأوضح زميل السياسة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "هيو لوفات"، أن أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين يضغطون باتجاه دعم حقوق الفلسطينيين، مثل أيرلندا والسويد ولوكسمبورج، واجهوا "وسطًا صامتًا ومجموعة صاخبة تقاوم"، من بينهم: المجر، والنمسا، وجمهورية التشيك.

وأضاف "لوفات": "لقد منحتهم إدارة ترامب زخمًا ودعمًا، والأمر يتجاوز القضية الفلسطينية، وذلك لأن ترامب قاد تحالفًا جديدًا من الحكومات العرقية القومية التي تميل لدعم نتنياهو.. إنهم يرون صلات أيديولوجية معينة مشتركة فيما بينهم، لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية، بل برؤيتهم للعالم".

وأكدت "فايننشال تايمز"، أن قدرة الاتحاد الأوروبي على لعب دور أكثر فاعلية في وقف العنف الحالي ما زالت أكثر صعوبة لأنه، مثل الولايات المتحدة، يعتبر حماس منظمة إرهابية، وبالتالي ترفض التحدث إلى الجماعة الإسلامية ولذلك ليس لديها نفوذ كبير عليها.

وقالت الصحيفة، إن ألمانيا تواجه توترات واضحة وعديدة بشأن الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية، إذ إن برلين حريصة على أن تبدو عادلة وتؤيد الحل الدبلوماسي، كما وجهت انتقادات شديدة لبناء المستوطنات الإسرائيلية، لكن في الوقت نفسه، كان على ألمانيا أن تتعامل مع المظاهرات المناهضة لإسرائيل التي قام بها بعض الشباب المسلمين والتي امتدت إلى أعمال معاداة للسامية، ولأن ألمانيا دولة ما زالت تكفّر عن ماضيها النازي وجرائم الهولوكوست، فإن الشعارات المعادية لليهود أثارت إحساسًا عميقًا بالخزي والقلق.

وفي فرنسا التي تضم أكبر عدد من السكان من كل من اليهود والمسلمين في أوروبا الغربية، قالت الصحيفة إنها حذرت منذ فترة طويلة من المشاركة القوية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" إلى محادثات سلام وقدم تعازيه للقادة الفلسطينيين والإسرائيليين في مقتل ضحايا الجانبين.

أما في المملكة المتحدة، فترتكز الإدانة العلنية لحماس ودعم إسرائيل على القلق من اختفاء مساحة حل الدولتين، إذ قالت إحدى الشخصيات البارزة في الحكومة: "هناك إحباط واضح لأن السلطة الفلسطينية وحماس غير قادرتين على تقديم القيادة وإسرائيل لا تريد التحرك أيضًا.. ولا يبدو أن إسرائيل تستمع إلينا كثيرًا".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أوروبا إسرائيل غزة الصراع العربي الإسرائيلي حماس فلسطين

ظريف يلغي زيارته إلى النمسا بسبب رفع العلم الإسرائيلي

رئيس جنوب أفريقيا: دعم الشعب الفلسطيني مسألة مبدأ