أكسيوس: هذه تفاصيل مكالمات بايدن لوقف إطلاق النار في غزة

الأحد 23 مايو 2021 08:57 ص

كشفت 3 مصادر أمريكية وإسرائيلية تفاصيل مكالمات الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، التي سبقت اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، بعد 11 يوما من المواجهات العسكرية.

وذكرت المصادر أن "بايدن" أجرى 6 مكالمات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، ومكالمة مع الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، وأخرى مع رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"، وفقا لما أورده موقع "أكسيوس".

وأورد الموقع الأمريكي أن مسؤولين وخبراء حذروا البيت الأبيض في أواخر أبريل/نيسان الماضي، من أن تأجيل الانتخابات البرلمانية الفلسطينية، إلى جانب الاحتجاجات على عمليات الإخلاء للأسر الفلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، يمكن أن ينذر بأزمة جديدة.

لكن البيت الأبيض لم يأخذ التحذيرات في البداية على محمل الجد، وكان يرى أن الصراع الإسرئيلي الفلسطيني لا يزال ذا أولوية منخفضة.

ومع بدء المواجهات التي تصاعدت بسرعة، اتصل مستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان" بنظيره الإسرائيلي "مئير بن شبات"، في حين تحدثت نائبة وزير الخارجية "ويندي شيرمان" إلى المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية "ألون أوشبيز".

وكان لإدارة "بايدن" 3 مطالب فورية لإسرائيل، هي: وقف عمليات الإخلاء في الشيخ جراح، وخفض التوتر في جبل الهيكل، وإلغاء العرض السنوي لعلم يوم القدس، الذي يحتفل خلاله القوميون الإسرائيليون بتوحيد القدس تحت السيطرة الإسرائيلية.

وبحسب المصادر، فإن "بن شبات" رفض طلبات "سوليفان"، معتبرا ذلك سيكون مكافأة لمن سماهم "الإرهابيين"، قبل أن يمتثل "نتنياهو" في 10 مايو/أيار ويطلب من المحكمة العليا تأجيل حكمها بشأن عمليات الإخلاء، وحظر زيارات اليهود إلى جبل الهيكل، وتحويل موكب العلم حتى لا يمر عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة في القدس.

لكن ذلك جاء بعد فوات الأوان، حيث بدأت حركة حماس في إطلاق الصورايخ بعد انتهاء المهلة التي حددتها لإخراج القوات الإسرائيلية من باحة المسجد الأقصى.

اتصل مساعدو "نتنياهو" بالبيت الأبيض وبعثوا برسالة واضحة: "لقد تغيرت اللعبة وستنفذ إسرائيل الآن عملية عسكرية في غزة".

وإزاء ذلك، قرر "بايدن" اعتماد نهج مختلف عن حرب 2014، وقال لكبار مستشاريه إن الولايات المتحدة ستتعامل هذه المرة مع الأزمة من خلال دبلوماسية مكثفة ولكنها هادئة مع إسرائيل ومصر.

ودعم "بايدن" إسرائيل علنا، وفي الوقت نفسه حث "نتنياهو" سرا على إنهاء العملية العسكرية في أقرب وقت ممكن وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، كما أعلم فريق البيت الأبيض أن واشنطن لن تدعو علنا إلى وقف إطلاق النار أو تعالج القضية في مجلس الأمن الدولي.

نقطة التحول كانت قصف مبنى في غزة يضم مكاتب وكالة "أسوشيتد برس" وغيرها من وسائل الإعلام، وعندها أجرى "بايدن"، تحت ضغط داخلي متزايد، مكالمة ثانية مع "نتنياهو"، ركزت على خفض التصعيد، كما اتصل بـ"عباس" وحثه على إرسال قوات الأمن الفلسطينية للعمل كعازل بين الجنود الإسرائيليين والمتظاهرين الفلسطينيين لضمان عدم انتشار أزمة غزة إلى الضفة الغربية، وهو ما التزم به الرئيس الفلسطيني.

ومع مرور الأحداث، أدرك فريق البيت الأبيض أن مصر هي الوسيط الفعال الوحيد الذي يمكنه تسهيل وقف إطلاق النار، خاصة بعدما توصلت القاهرة إلى تفاهم سري مع حماس لوقف إطلاق النار، واستمرت فترة الهدوء غير المعلنة 18 ساعة، ما أثبت للبيت الأبيض أن مصر قادرة على إقناع حركة المقاومة الفلسطينية.

ودفع هذا التطور "بايدن" للاتصال بـ"نتنياهو"، الإثنين الماضي، وإصدار بيان يدعم وقف إطلاق النار للمرة الأولى.

وبينما رغب المسؤولون الإسرائيليون في استمرار العمليات لضرب القدرات العسكرية لحماس، ألمح كبار ضباط الجيش الإسرائيلي لنظرائهم الأمريكيين أن العملية حققت أهدافها الأساسية.

وبحلول الأربعاء، اتصل "بايدن" بـ"نتنياهو" للمرة الرابعة للضغط بقوة أكبر، بعد أن أظهر تقييم للبيت الأبيض إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار.

كان "بايدن" أكثر حزما في المكالمة الرابعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقال له: "لا يمكنك السيطرة على الأحداث. المصريون لديهم اقتراح جيد. أعتقد أن الوقت قد حان لإنهاء ذلك".

وحاول "نتنياهو" تحدي ضغوط "بايدن" ونشر في اليوم التالي فيديو بالعبرية يقول فيه إنه لن يكون هناك حد زمني للعملية.

وفي صباح الخميس، اتصل "بايدن" في أول مكالمة له كرئيس بالرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، وتلقى من القاهرة ضمانا بأنه إذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار، يمكن لمصر أن تضمن توقف حماس عن إطلاق الصواريخ.

وبعد إبلاغ الرسالة إلى "نتنياهو" قبل وقت قصير من انعقاده لاجتماع لمجلس الوزراء الأمني، صوت المجلس لصالح وقف إطلاق النار.

وبعد ذلك، اتصل "نتنياهو" بـ"بايدن" لإطلاعه على آخر المستجدات وتقديم تحذير واحد: "إذا أطلقت حماس في الساعتين ونصف المتبقية على الاتفاق صواريخ، فإن إسرائيل سترد بكامل قوتها، وقد ينهار الاتفاق".

وقبل ساعة من بدء وقف إطلاق النار، اتصل "نتنياهو" مرة أخرى ببايدن وأعلمه بتلقيه تأكيدات من المصريين بأن حماس لن تطلق الصواريخ.

وهنا أدلى "بايدن" بتصريح متلفز من البيت الأبيض، أشاد فيه بـ"نتنياهو" بدعوى أنه "دعم وقف إطلاق النار".

المصدر | الخليج الجديد + أكسيوس

  كلمات مفتاحية

بايدن غزة إسرائيل نتنياهو فلسطين مصر عبدالفتاح السيسي حماس عباس

بايدن: حل الدولتين لا بد منه.. وطلبت من إسرائيل وقف العنف بالقدس وسنعيد بناء غزة

ضغوط ديمقراطية جديدة على بايدن لمحاسبة إسرائيل