تونس.. وثيقة سرية تكشف خطة سعيد للانقلاب على الغنوشي والمشيشي

الاثنين 24 مايو 2021 09:03 ص

  • تتضمن دعوة خصوم "سعيد" للقصر الرئاسي والإعلان عن الخطة بوجودهم مع عدم السماح لهم بالمغادرة.
  • سيتم بموجبها إلقاء القبض على عدد من كبار السياسيين الآخرين ورجال الأعمال.
  • لن يُسمح لـ"المشيشي" و"الغنوشي" بمغادرة القصر، الذي سيتم إدخاله في حالة عزلة كاملة عن الخارج.
  • تتضمن إبقاء منطقة القصر الرئاسي، قبل وبعد ذلك، منفصلة مؤقتا عن شبكات الاتصال والإنترنت.
  • سيوجه الرئيس خطابا تلفزيونيا إلى الأمة للإعلان عن انقلابه.
  • سيتم نشر القوات المسلحة "على مداخل المدن والمؤسسات والمرافق الحيوية".

كشفت وثيقة مسربة من مكتب مديرة الديوان الرئاسي التونسي "نادية عكاشة"، عن تدبير خطة لانقلاب دستوري مكتمل الأركان ينفذه رئيس البلاد "قيس سعيد" ضد رئيسي الحكومة "هشام المشيشي" والبرلمان "راشد الغنوشي"، عبر السيطرة على كافة السلطات بالبلاد.

والوثيقة نشرها موقع "ميدل إيست آي" البريطاني ومهمورة بعبارة "سري مطلق" ويعود تاريخها إلى 13 مايو/أيار 2021 وتتحدث عن تدبير خطة لـ"دكتاتورية دستورية" في تونس.

وتتضمن الخطة انتزاع السيطرة على البلد من الحكومة المنتخبة، عبر دعوة خصوم الرئيس السياسيين إلى القصر الرئاسي والإعلان عن الخطة بوجودهم، مع عدم السماح لهم بالمغادرة، وفي الوقت ذاته سيتم إلقاء القبض على عدد من كبار السياسيين الآخرين ورجال الأعمال.

وتوضح الوثيقة كيف سيفعّل الرئيس مادة في الدستور تمنحه -في حالة الطوارئ الوطنية- سيطرة كاملة على الدولة.

وبموجب الخطة التي تم تسريبها، فإن الرئيس سيدعو إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي في قصره بقرطاج تحت ستار الوباء والوضع الأمني والحالة المالية العامة للبلاد، وسيعلن "سعيد" بعد ذلك ما سمته الوثيقة بـ"الدكتاتورية الدستورية"، التي يقول واضعو الوثيقة إنها أداة "لتركيز كل السلطات في يد رئيس الجمهورية".

ووصفت الوثيقة الوضع بأنه "حالة طوارئ وطنية" تنص على ما يلي: "في مثل هذه الحالة يكون دور رئيس الجمهورية أن يجمع كل السلطات في قبضته حتى يصبح مركز السلطة التي تمكنه حصريا من كل السلطات".

بعد ذلك، سيعلن "سعيد" للحاضرين، الذين من بينهم "المشيشي" ورئيس البرلمان زعيم حزب النهضة "راشد الغنوشي"، أنه سيفعّل الفصل 80 من الدستور الذي يسمح للرئيس بالاستيلاء على السلطات في حالة طوارئ وطنية.

وتنص الوثيقة على أنه لن يُسمح لـ"المشيشي" و"الغنوشي" بمغادرة القصر، الذي سيتم إدخاله في حالة عزلة كاملة عن الخارج، وفي تلك الأثناء سيوجه الرئيس خطابا تلفزيونيا إلى الأمة للإعلان عن انقلابه.

تنص الوثيقة أيضا على تعيين اللواء "خالد اليحياوي" وزيرا للداخلية بالإنابة، وسيتم نشر القوات المسلحة "على مداخل المدن والمؤسسات والمرافق الحيوية".

وفي الوقت ذاته سيتم وضع الأشخاص الرئيسيين تحت الإقامة الجبرية، منهم من حركة النهضة: "نور الدين البحيري، ورفيق عبدالسلام، وعبدالكريم الهاروني، وسيد الفرجاني"، ومن نواب حزب قلب تونس: "غازي القروي، وسفيان طوبال"، بالإضافة إلى رجال أعمال ومستشارين في ديوان رئيس الوزراء وغيرهم.

ولجعل الانقلاب شعبيا، تقول الوثيقة إن جميع مدفوعات الفواتير أو الكهرباء والمياه والهاتف والإنترنت والقروض المصرفية والضرائب سيتم تعليقها لمدة 30 يوما، وسيتم تخفيض أسعار السلع الأساسية والوقود بنسبة 20%.

وجاء في الوثيقة أيضا أن "الجلسة ستنتهي بعد ذلك دون السماح للحاضرين بمغادرة قصر قرطاج، مع إبقاء منطقة القصر الرئاسي، قبل وبعد ذلك، منفصلة مؤقتا عن شبكات الاتصال والإنترنت".

وتتضمن الخطة مقترحات لمنع أي برلماني مطلوب للمحاكم التونسية من مغادرة البلاد، وإعفاء جميع المنتمين إلى الأحزاب السياسية من مناصبهم في البلاد.

وسيجري الرئيس "تعديلا وزاريا شاملا مع الاحتفاظ برئيس الوزراء فقط دون غيره"، وسيتم نصحه من قبل مجموعة من لجان الطوارئ.

وعن سبب رغبة "سعيد" في الإبقاء على رئيس الوزراء أثناء استبدال جميع وزرائه، قال مصدر سياسي تونسي كبير له علاقات وثيقة بالرئاسة إن هذه ستكون وسيلة لتحييده دون الاضطرار إلى إقالته على الفور، وهو إجراء معقد، إذ ينطوي على تصويت لازم من البرلمان.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن "المشيشي" سيبقى مؤقتا رئيسا للوزراء لتجنب الاضطرار إلى اتخاذ كل هذه الخطوات، وفق شبكة "الجزيرة القطرية.

وقال المصدر المقرب من مستشاري "سعيد" إن الخطة نوقشت من قبل دوائر مقربة من الرئيس منذ أبريل/نيسان 2021، لكن لم يتم تسليمها له بشكل مباشر.

وتعاني تونس في الوقت الحالي أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، فاقمتها تداعيات جائحة كورونا؛ حيث شهدت البلاد مظاهرات اجتماعية متفرقة خلال الفترة الماضية.

كما يسود خلاف بين "سعيد" و"المشيشي"، منذ 16 يناير/كانون الثاني الماضي، عقب إعلان الأخير تعديلا حكوميا جزئيا، حيث لم يوجه الأول دعوة إلى الوزراء الجدد لأداء اليمين الدستورية أمامه، معتبرا أن التعديل شابته "خروقات".

ومؤخرا، قال مقربون من الرئيس التونسي إنه يريد استقالة "المشيشي" (المدعوم من الغنوشي) وحكومته تماما، كشرط لبداية حوار سياسي، علاوة على رغبته في تغيير النظام السياسي في البلاد ليكون رئاسيا محضا.

وقد اتُهم الرئيس التونسي، الذي تولى السلطة في عام 2019، من قبل بإرساء الأساس لـ"انقلاب ناعم" داخل تونس.

وفي وقت سابق من هذا العام، وصف دوره الرئاسي بأنه "القائد الأعلى للقوات المسلحة العسكرية والمدنية" خلال كلمة حضرها كل من "المشيشي" و"الغنوشي".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تونس ديكتاتورية دستورية انقلاب دستوري قيس سعيد راشد الغنوشي حركة النهضة هشام المشيشي

بين سعيد والمشيشي والنهضة.. إلى أين تسير الأزمة السياسة في تونس؟

الرئاسة التونسية تنفي صحة وثيقة انقلاب سعيد على الغنوشي والمشيشي

ساسة ومسؤولون: الفوضى السياسية في تونس تهدد اتفاق صندوق النقد

"الأعلى للقضاء" بتونس يقصي القضاة من المناصب السيادية

مستشار رئيس النهضة التونسية: الداخلية أبلغت الغنوشي بوجود تهديد جدي لاغتياله

الرئيس التونسي يدعو لتعديل دستوري وإصلاحات سياسية

السلطات التونسية تبدأ تحقيقا في رسالة مزيفة من سعيد إلى تبون