وصل وزير الخارجية المصري "سامح شكري"، الإثنين، مدينة رام الله، قادما من العاصمة الأردنية عمان، وعقد "اجتماعا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمقر الرئاسة".
جاء ذلك في إفادة مقتضبة لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
ويعد ذلك تحولا نسبيا في موقف القاهرة التي تجاهلت "عباس" خلال العدوان الإسرائيلي على غزة.
ولم يأت هذا التحول من فراغ، لكنه جاء بعد طلب إسرائيلي بضرورة إشراف السلطة الفلسطينية على إعادة الإعمار في غزة، وأن يكون ذلك بعيدا عن حركة "حماس".
وعقب هذا الطلب أفادت مصادر مصرية أن القاهرة أكدت وجوب أن تشرف السلطة الفلسطينية على إعادة إعمار قطاع غزة، عقب الدمار الذي سببته العملية العسكرية الإسرائيلية المعروفة باسم "حارس الأسوار".
ويتوافق التأكيد المصري والطلب الإسرائيلي على وجوب إشراف السلطة الفلسطينية على عملية إعادة الإعمار، مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"، الأحد، لشبكة "أي بي سي"، بأن الإدارة الأمريكية سوف تسعى لإعمار غزة عن طريق السلطة الفلسطينية وهيئات مستقلة وليس عن طريق "حماس".
وبدأ فجر الجمعة، سريان وقف لإطلاق النار برعاية مصرية بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل، تبعه وصول وفد من المخابرات العامة المصرية قطاع غزة الجمعة، ومشاورات مع القيادة الفلسطينية بمدينة رام الله السبت.
وفي وقت سابق الإثنين، التقى "شكري" في عمان وزير الخارجية الأردني "أيمن الصفدي"، وحذر الوزيران من انفجار الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية مجددا، وأكدا استمرار التنسيق بينهما لإيجاد أفق سياسي لحل القضية.
واعتبر "شكري" في مؤتمر صحفي "ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية يحتم على مصر التواصل مع الأردن"، لافتا إلى "أهمية بلورة موقف دولي لتثبيت التهدئة".
وأسفر العدوان على الأراضي الفلسطينية منذ 13 أبريل/نيسان الماضي عن 280 شهيدا بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا بجانب أكثر من 8900 مصاب، فضلًا عن تضرر 1800 وحدة سكنية وتدمير 184 برجا ومنزلا وعدد من المصانع والمرافق اقتصادية.