قال رئيس أركان الجيش الفرنسي الجنرال "فرانسوا لوكوانتر" إن العالم يشهد الآن تشكل نظام جديد قائم على التنافس بين الولايات المتحدة والصين، متوقعا أن تكون الصراعات الكبرى أكثر مما هي عليه اليوم، مع احتمال انزلاقات أكبر، خلافا لما اعتقده البعض بسذاجة حول "نهاية التاريخ" عند نهاية الحرب الباردة.
وأضاف "لوكوانتر"، في مقابلة مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أن هذا النظام العالمي الجديد يمثل خطرا، تضاف له عودة ظهور القوى التي تتحدى الاستقرار والقانون الدولي، وعلى رأسها روسيا وإيران.
واعتبر رئيس الأركان الفرنسي أن بلاده وأوروبا لا مصلحة لهما في نظام عالمي ثنائي القطبية بين أمريكا والصين، "ما يوجب على الأوروبيين أن يمثلوا طريقا للتوازن من خلال الاعتماد على شركاء استراتيجيين" حسب قوله.
ونبّه "لوكوانتر" إلى أن حالة أوكرانيا تدعوهم كأوروبيين إلى أخذ مخاوف دول أوروبا الشرقية في الاعتبار، بشأن حقيقة إعادة تسلح كبيرة تقوم بها روسيا، التي أصبحت، مثل الصين، منافسا شديد الضراوة، لديه مساحات تحت الماء وفي الغلاف الجوي الخارجي.
وفي سياق متصل، اعتبر رئيس الأركان الفرنسي أي وجود لروسيا أو تركيا أو الصين في أفريقيا "مقلق ومزعزع للاستقرار"، قائلا إن أعداء فرنسا "يبذلون قصارى جهدهم لتقويض الأسس الديمقراطية (..) ولا يترددون في التدخل في العمليات الانتخابية ونشر معلومات مضللة حول عملياتنا العسكرية في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي".
وتابع: "هناك مصلحة كبرى تتمثل في الحفاظ على حرية المناورة بالفضاء في مواجهة التطورات لدى قوى معينة، ولا سيما الصين وروسيا، فيما يتعلق بقدرات تعطيل أو إعاقة أو حتى تدمير التجهيزات الفضائية".
وأشار إلى حاجة فرنسا للحفاظ على حرية التصرف في قاع البحر، مضيفا: "يجب أن نكون قادرين على الرد -حتى بالهجوم- عبر الإنترنت، للحفاظ بشكل دائم على السيطرة على وسائل القتال التي أصبحت رقمية بشكل متزايد".
