تسعى الحكومة الإسبانية إلى نزع التوتر الحالي مع المغرب على خلفية وجود "إبراهيم غالي" زعيم جبهة "البوليساريو" التي تعمل لاستقلال الصحراء الغربية، على أراضيها.

وخلال الساعات الأخيرة، منعت إسبانيا، طائرة جزائرية من دخول مجالها الجوي، حيث كانت متجهة إلى لوجرونو، المدينة التي يقيم فيها زعيم جبهة البوليساريو، "إبراهيم غالي".

ورفضت المراقبة الجوية الإسبانية منح الإذن للطائرة الجزائرية بدخول المجال الجوي الإسباني، بناء على تعليمات من الجيش وسلطة الملاحة الجوية.

وكان "غالي" قد أدخل في أبريل/نيسان الماضي إلى المستشفى في لوجرونو بسبب مضاعفات جراء إصابته بفيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19).

كما دعت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية "ماريا خيسوس مونتيرو"، الثلاثاء، المغرب إلى استعادة العلاقات الطبيعية بين الجانبين، وذلك في أول تصريح إسباني تعقيبا على رفض محكمتها العليا "غالي"

وكانت المحكمة العليا قد رفضت محكمة إسبانية طلبا لاحتجاز "غالي" في دعاوي رفعت ضده بتهمتي "التعذيب" وارتكاب "مجازر إبادة"، بعدما أثار استقباله في هذا البلد بداعي العلاج أزمة بين الرباط ومدريد.

وقالت "مونتيرو"، إن إسبانيا تأمل في عودة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب إلى طبيعتها "في غضون ساعات".

وأشارت المتحدثة إلى أن الحكومة تتوقع أن يعود "غالي"، الذي يتلقى العلاج حاليا في مستشفى إسباني بعد إصابته بـ"كوفيد-19"، من حيث أتى فور تحسن حالته الصحية، وتمنت له الشفاء العاجل.

وكانت الخارجية المغربية أكدت في بيان رسمي مساء أمس الإثنين، أن مثول "غالي" أمام محكمة إسبانية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب، لن ينهي الأزمة المتصاعدة بين الرباط ومدريد.

والصحراء الغربية إقليم محل نزاع يسيطر المغرب على معظم أراضيه منذ انتقلت إليه السيطرة عليه من إسبانيا في منتصف السبعينات.

وتقاتل جبهة "البوليساريو" المدعومة من الجزائر من أجل استقلال الإقليم منذ ذلك الحين.

واتهم البيان السلطات الإسبانية بتهريب "غالي" إلى أراضيها خلسة وبطريقة غير مشروعة رغم أنه كان متابعا قضائيا من قبل المغرب.

وأشار بيان الخارجية المغربية إلى أن الخطوة الإسبانية تهدف إلى حماية "غالي" من المتابعة القضائية على جرائم ارتكبت جزئيا على الأراضي الإسبانية.

وأكد بيان الخارجية المغربية أن الأزمة الحالية بين الرباط ومدريد تتمثل في أن الثقة انهارت بين الشريكين.

وكان "غالي" قد وصل من الجزائر بجواز سفر دبلوماسي جزائري، وردا على ذلك، خفف المغرب من التدابير الأمنية الحدودية ما سمح لآلاف المهاجرين بالعبور إلى جيب سبتة الواقع تحت الإدارة الإسبانية.

ووصف مسؤولون مغاربة ذلك بأنه رد على السماح بدخول غالي مستشفى إسباني.

وقالت إسبانيا إنها وافقت على دخول "غالي" المستشفى "كلفتة إنسانية".