لا تجد مطالب متصاعدة للمنظمات اليهودية في سويسرا، بتصنيف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" كمنظمة إرهابية، أية آذان صاغية لدى الدبلوماسية السويسرية.

والشهر الماضي، وفي ظل التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة، طالبت المنظمات اليهودية في سويسرا بتصنيف "حماس" كمنظمة إرهابية.

ووصف كل من اتحاد الجاليات اليهودية السويسرية، ومنصة اليهود الليبراليين بسويسرا، حركة "حماس" بأنها "شديدة التطرف، وإرهابية، ومعادية للسامية".

لذلك فإنه ليس من المقبول، حسب البيان أن "تتمتع حماس في سويسرا بحرية الحركة، وتقوم بجمع التبرعات، وتصريف شؤونها المالية".

كذلك طالبت السفارة الإسرائيلية، في برن، بنفس هذه المطالب.

يشار إلى أن هذا المطلب ليس بالأمر الجديد، ففي عام 2017، طالب النائب بمجلس الشيوخ (الغرفة العليا بالبرلمان الفدرالي) عن حزب الشعب السويسري (يمين محافظ) "كريستيان إمارك"،  الحكومة الفيدرالية آنذاك بحظر حركة "حماس" وتصنيفها كحركة إرهابية.

وحينما سُئل "إمارك"، عن موقفه إزاء التصعيد الأخير، صرح بأن "تصنيف حماس كمنظمة إرهابية يعتبر خطوة صحيحة، كما كان الحال من قبل".

وبالفعل، كانت سويسرا حتى الآن تعتبر فقط تنظيمي "القاعدة" و"الدولة" منظمات إرهابية.

بذلك لم يعد هناك مجال لإدارة حوار مباشر بينها وبين الحكومة السويسرية.

وهذا هو السبب الذي لأجله لم تستجب الحكومة الفدرالية حتى الآن للمطالب السالفة الذكر، بشأن "حماس"، ففي إطار سياستها الداعمة للسلام في المنطقة، فإنه من الأهمية بمكان الإبقاء على الحوار مع جميع الأطراف، والتمكن من تقديم المساعي الحميدة التي تسديها سويسرا.

سواء كان هذا بين إسرائيل والفلسطينيين، أم في الحوار الفلسطيني الداخلي، أي بين كل من "حماس"، ومنظمة "فتح".

وحتى بعد اندلاع التصعيد الإسرائيلي مؤخراً. قالت وزارة الخارجية السويسرية: "لقد أحيطنا علماً بالطلب الذي تقدم به اتحاد الطائفة اليهودية السويسرية، ولا يزال موقف سويسرا السابق ذكره سارياً".

على غرار الأمم المتحدة والأغلبية الساحقة من دول العالم، تدعم سويسرا منذ أمد بعيد حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

من جانبه، يلخص الخبير السويسري في شؤون الشرق الأوسط في حوار أجرته معه صحيفة  "لوتسيرنر تسايتونغ" (تصدر بالألمانية من مدينة لوتسيرن) "إريش غيسلينغ"، هذه المعضلة بالقول: "تعد حركة حماس هي الفائز السياسي على الجانب الفلسطيني".

وتابع: "لابد إذن من الإبقاء على الحوار معها. أما نعتُها بالجماعة الإرهابية فلن يصبّ في مصلحة أحد".

وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل، بوساطة مصرية ودولية، فجر 21 مايو/أيار الماضي، بعد عدوان على القطاع استمر 11 يوما، قتل الاحتلال خلاله 255 فلسطينيا، بينهم عشرات الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار هائل.