نفى أستاذ علم الميكروبيولوجي والمناعة بجامعة الخليج العربي "خالد مبارك بن دينة" ما أشيع مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي من التوصل إلى متحور بحريني لفيروس كورونا "كوفيد-19".
وقال إن الدراسة الأكاديمية التي أعدها بالتعاون مع الدكتور "هشام عزت" والدكتور "عبدالحليم ضيف الله"، ونشرت في مجلة Microbial Pathogensis لم تتوصل إلى تحور جيني خاص بمملكة البحرين إنما بحثت في السلالات الجينية والطفرات الموجودة في البحرين وتوصلت إلى أنها تطابق السلالات الجينية المنتشرة في أنحاء العالم.
وأضاف "بن دينة" أنه بدراسة حوالي 150 عينة وجدنا تحور E484K في ست عينات وهو تحور له قدرة أكبر على الالتصاق بالجهاز التنفسي والتهرب من الأجسام المضادة وبالتالي انتشار المرض، إلا أن هذا التحور لا يمكن أن يطلق عليه بأي شكل من الأشكال بالتحور بحريني، بل هو تحور منتشر في عدة دول من بينها جنوب أفريقيا، البرازيل، وبريطانيا.
وأوضح "بن دينة" أن معرفة نوع السلالات الجينية المنتشرة في البحرين وأبرز التحورات المقلقة يتيح لنا فهم أوسع للإصابات وبالتالي مساعدة المجتمع الصحي على تحديد العلاج واللقاح الأكثر فعالية للتعامل مع هذه الفيروسات، مما يدعم الكفاح العالمي للتصدي لفيروس كورونا.
كما أوجدت الدراسة أن السلالات الجينية للفيروس الموجودة في البحرين تأتي من عدة دول أغلبها آسيوية المنشأ.
وعن أسباب التحورات ، قال "بن دينة": "تحدث هذه التحورات بشكل عشوائي، حتى أن منها ما قد يضر الفيروس نفسه. لكن تحورات أخرى قد تجعل الفيروس أكثر عدوى وخطرا، وهي التحورات التي تسود في النهاية. وإذا اكتسب الإنسان مناعة عن طريق اللقاحات أو الإصابة السابقة، يتحور الفيروس مغيراً شكله للتحايل على جهاز المناعة".
وأشار إلى انتشار آلاف السلالات من فيروس كورونا حول العالم. وأهم هذه التحورات، هي: السلالة البريطانية، أو سلالة كِنت، وتُعرف كذلك بـ B.1.1.7، وتنتشر بشكل أكبر في بريطانيا حيث رُصد أكثر من مئتي ألف حالة. كذلك انتشرت السلالة في أكثر من 50 دولة، ويبدو أنها تتحور مرة أخرى.
كما يوجد سلالة جنوب أفريقيا B.1.351 ورُصدت في 20 دولة أخرى على الأقل، من بينها المملكة المتحدة وسلالة البرازيل P.1 وانتشرت في أكثر من عشر دول أخرى، من بينها المملكة المتحدة.
كما رصدت السلالة الهندية B.1.617.2 في المملكة المتحدة بأكثر من 500 حالة إصابة بها، بعضها له علاقة بحركة السفر.
وبسؤاله عن إذا ما كانت السلالات الجديدة أكثر خطراً، قال "بن دينة": "لا يوجد دليل على أن أي من هذه السلالات قد تُسبب ضررا أكبر لأغلب المصابين".
وتابع: "أما بالنسبة للسلالة الأصلية، يظل الخطر أكبر لدى كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة. لكن كون الفيروس أكثر عدوى ومساوي في الخطورة للنسخة الأصلية، من الممكن أن يتزايد خطر الوفيات بين المجموعات التي لم تتلقى اللقاح. لذا فإن الحصول على اللقاح المتوفر يمنع الإصابة بهذه التحورات، أو تكون الأعراض خفيفة عند المصابين".