في كل ركن بطرابلس.. فاجنز الروسية نشرت ألغاما مميتة قبل مغادراتها

الأحد 6 يونيو 2021 11:43 ص

في الأحياء الجنوبية التي دمرتها الحرب في طرابلس الليبية، يكتشف خبراء إزالة الألغام قذائف غير منفجرة وقذائف هاون من ترسانات الزعيم الراحل "معمر القذافي".

لكن أكثر الاكتشافات دموية كانت ألغام روسية الصنع، بحسب خبراء إزالة الألغام، تعود إلى قوات "فاجنر" المدعومة من الكرملين، والتي كانت تشارك قائد الجيش في الشرق "خليفة حفتر"، للاستيلاء على العاصمة، وفق صحيفة "الإندبندنت".

وأكدت الصحيفة أن المئات وربما الآلاف من العائلات ما زالت غير قادرة على العودة إلى ديارها بسبب هذه الألغام والمتفجرات.

ومع فرار "فاجنر"، بعد فشل الحملة على طرابلس، في 2019، تركوا وراءهم منازل وساحات ملغمة.

ويقول خبراء إزالة الألغام الليبيون، إنهم وضعوا متفجرات في مقاعد المرحاض، كما صمموا أبوابا للانفجار عند اللمس.

وذكرت الصحيفة، أنهم وضعوا الألغام في كل مكان حتى علب المشروبات الغازية الفارغة، التي يحب العديد من الشباب الليبيين اللعب بها، وتم تصميمها للانفجار عند اللمس.

يقول "ربيع الجواشي"، رئيس مؤسسة "الحقول الحرة" وهي وكالة ليبية لإزالة الألغام: "لقد درسونا، حتى كيف كان أطفالنا يلعبون.. إنهم يعرفون كيف نفكر".

ويتابع "الجواشي"، أنهم اكتشفوا 107 عبوات ناسفة بدائية الصنع في شارع واحد في جيب صلاح الدين الجنوبي بطرابلس.

والآن، تجوب فرق إزالة الألغام في ليبيا، التي دمرتها الحرب لتخليصها من هذا الإرث القاتل، وتجد مجموعة من الذخائر غير المنفجرة التي خلفتها وراءها سواء عن قصد أو بغير قصد، وليس فقط من قبل المرتزقة الروس، الذين دعموا "حفتر"، ولكن من خلال موجات سابقة من الصراع.

ويضيف مدير العمليات في مؤسسة الحقول الحرة "معاد العربي": "من بين جميع النزاعات في ليبيا منذ عام 2011، كان هذا الصراع هو الأسوأ بالنسبة لنا".

في الصيف الماضي، كانت فرق مؤسسة "الحقوق الحرة" من بين أوائل خبراء إزالة الألغام الذين دخلوا المناطق، التي كانت تحت سيطرة المرتزقة الروس من مجموعة "فاجنر".

وداخل المنازل، اكتشف خبراء إزالة الألغام معدات كمال الأجسام وزجاجات مياه مستوردة وعلب من الحليب مفخخة.

كما وجدوا كتابات على الجدران باللغتين الروسية والصربية حول كيفية فتح الأبواب أو الذهاب إلى الحمام دون تفجير الأفخاخ المتفجرة التي صممها المرتزقة.

ويشيرون إلى أن المرتزقة الروس صمموا مرحاض مفخخ يحتوي على 9 أرطال من مادة (تي إن تي)، ينفجر عندما يجلس شخص على المقعد.

كما عثروا أيضًا على دمية دب متصلة بـ6 أسلاك، تعثر بحيث تنفجر عندما يسير شخص ما باتجاهها من أي اتجاه.

ويقول "العربي": "لم تكن المشاكل التي واجهناها هي الأشياء، ولكن الطريقة التي وضعت بها. كل العناصر مفخخة بطريقة جديدة لم نواجهها من قبل".

وأفاد خبراء إزالة الألغام أيضًا، بأنهم عثروا على مجموعة من الألغام المبتكرة، بما في ذلك لغم روسي ينشر نفسه ويدمر نفسه في غضون 100 ساعة، ولغم مضاد للأفراد بأشعة الليزر كأسلاك تفجير.

وأرسل خبراء إزالة الألغام صوراً إلى مستشارين في الولايات المتحدة وأوروبا.

وقال مستشار أوكراني إنها تشبه تلك المستخدمة في الصراع في شبه جزيرة القرم، حيث قاتلت قوات فاجنر أيضًا.

ووفق تقرير لخبراء الأمم المتحدة، صدر في مارس/آذار الماضي، فإن مجموعة "فاجنر" الروسية قدمت دعما فعالا لقوات "حفتر"، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وكان عدد أفراد "فاجنر"، في ليبيا أوائل 2019 يتراوح بين 800 و1200 مقاتل، وكان نشرهم بمثابة قوة مضاعفة لميليشيات "حفتر".

وخلص التقرير إلى أن "الدعم اللوجستي العسكري الروسي المباشر إلى مجموعة فاجنر، وربما شركات عسكرية خاصة أخرى مقرها الاتحاد الروسي (...) زاد بشكل كبير من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران 2020".

وانزلقت ليبيا إلى أتون الفوضى والاضطرابات بعد الإطاحة بـ"معمر القذافي" بدعم من حلف شمال الأطلسي في 2011.

ومنذ 2014، انقسمت البلاد مع سيطرة حكومة معترف بها دوليا على العاصمة طرابلس والشمال الغربي بينما يحكم حفتر الشرق.

ومؤخرا، شهدت الأزمة الليبية، انفراجة، عقب تمكن الفرقاء السياسيين والعسكريين من التصديق على سلطة انتقالية موحدة، تسلمت مهامها في 16 مارس/آذار الماضي، تميهدا لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية نهاية العام الجاري.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فاجنر قوات حفتر حفتر متفجرات طرابلس الأزمة الليبية

للمرة الأولى.. فاجنر الروسية تنشر منظومة إس-300 المتقدمة في ليبيا