استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

وهم القبة الحامية وفعل السكين الحامي

الجمعة 30 أكتوبر 2015 01:10 ص

من وحي مقالين أرشدني إليهما أحد تلامذتي لقراءتهما، كانت هذه المقالة حول أسطورة الأمن الإسرائيلي. عنواناهما «الفعل والفاعلية في الهبة الشعبية» و«الهبة الفلسطينية.. تحديات وفرص»، وهما صادرتان عن واحد من أهم المواقع على شبكة التواصل الاجتماعي ذات الطابع المعرفي، يقوم بمهمة معرفية كفاحية ونضالية، تذكّرني بمقولة أستاذنا المرحوم الدكتور حامد ربيع، الذي تنبأ بالانتفاضات الفلسطينية، قبل أن تشتعل حول «الوظيفة الكفاحية للعلم والعالم والبحث والباحث»، واسمه «دائرة سليمان الحلبي للدراسات الاستعماريّة والتحرر المعرفي»، من رحم فلسطين السليبة والحبيبة.

إنها أسطورة الأمن الصهيوني التي تواصل السقوط، بأشكال متنوعة من المقاومة التي تشكل عبقرية المواجهة والمدافعة، في كل مرة تصرخ فيها (إسرائيل) وتولول وتستدعي مسانديها من كل جانب، ومن كل فج عميق، تنادى لإنقاذها في إطار غشم ممارستها وممارسة أقصى درجات قمعها وطغيانها.

ها هي انتفاضة الأقصى الأولى، انتفاضة الحجر، التي علمت الدنيا كيف يمكن أن يحدث التوازن بين الإرادة القوية وترسانة الأسلحة الصهيونية، وها هي صواريخ المقاومة والقسام، تمثل الردع الأقوى والتوزان الأكبر، وإلا قام الكيان الصهيوني بحملاته التأديبية والمتكررة، لكنه، في كل مرة، لقن درساً سيمر وقت طويل، حتى ينساه أو يتغافل عنه.

وتأتي هذه الانتفاضة في إرهاصاتها لتجعل من السكين رمزها، وسيقوم جيش المتواطئين مع الكيان الصهيوني والممررين لعربدته والمبررين مواقفهم الدنيئة والخائنة والعقيمة يصرخون إنه العنف، إنها السكاكين الإرهابية، ولا أحد منهم يتحدث عن ترسانة الكيان الصهيوني العسكرية، ولا عربدته السياسية بالمقدسات، وتدنيس ساحاتها بأفعالهم القذرة المستهدفة رمزية هذه المقدسات وعلامات الصمود فيها من المقاومين والمقاومات، ومن المرابطين والمرابطات الذين يستنفرون وينتدبون لحماية المسجد الأقصى وبيت المقدس.

وفى سدة الحكم والسلطة في العالمين، العربي والإسلامي، حكام لا يجيدون إلا سياسة الشجب والاستنكار، بل وفي سلسلة من التنازلات يمارسون سياسات الانبطاح والتبرير وضبط النفس والقلق العميق، بل ويصل الأمر ببعض المتصهينين من الحكام والمتنفذين أن يتبنى كل سياسات التطويق والحصار لأي فعل مقاوم ومناهض لتلك السياسات الصهيونية، بل إنها قد تدين، من طرف خفي، مثل أفعال المواجهة والمقاومة والمدافعة، أو تحاول التغبيش عليها، أو تشويهها.

وتقود الولايات المتحدة هؤلاء جميعاً بمقولات شديدة الخطورة، تدخل على الخط، بعد أن يصعد الكيان الصهيوني معربداً ومستهيناً بكل شيء، أن من حق (إسرائيل) أن تدافع عن نفسها، ثم تنتقل إلى لغة الإدانة لعنف الإرهابيين، مغفلة إرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني، وإرهاب المستوطنين في كل يوم وحين، ثم يتحلق المتصهينون حول هذا الموقف الأميركي الجائر واللئيم، ومن كل خوان أثيم تأتي المواقف الباهتة الباغية على حق المقاومة، ولكن كل هؤلاء الحالمين يتناسون أن إرادة الشعوب والمقاومة من الأمور التي تستعصي على الدخول في حساباتهم الغبية الوضيعة، ولا في حواسيبهم الذكية.

فما هي أسطورة الأمن الإسرائيلي والجدار العازل ووهم القبة الحديدية الحامية، وكيف ينال كل «الضفة والقدس والقطاع تلتقي على هدفٍ واحد ووطن واحد، يؤكد عليهما جيل الانتفاضة الثالثة بالدماء، والشهادة والإصرار» ذلك من كيان الأمن الصهيوني، ويُقوّض، تارة بالحجر من طفل صغير أو صاروخ يطلق يتحدى القبة الموهومة، أو سكين يطعن المستوطن العربيد أو الجندي الصهيوني المستقوي بغيره وبسلاحه.

فهذا قائد سلاح الجو الإسرائيلي يحذّر من أن منظومة «القبة الحديدية» الدفاعية الإسرائيلية المضادة للصواريخ، قصيرة ومتوسطة المدى، لن تكون قادرة على الدفاع عن (إسرائيل) بشكل مطلق، بوجه أي قذائف صاروخية محتملة في المستقبل من حركة حماس ومن كل الفصائل الفلسطينية.

حققت صواريخ المقاومة الفلسطينية إصابتها الأولى والأبرز، بإثبات عجز وإخفاق ما يسمونه فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية المتمثل بمنظومة القبة الحديدية، في اعتراض صواريخ المقاومة، فبعد الترويج الهائل سنوات لهذه المنظومة المضادة للصواريخ، باعتبارها عامل أمن وأمان لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وحامية منشآته ومستوطنيه من الصواريخ، كان استمرار سقوط الصواريخ الفلسطينية على الأراضي المحتلة، منذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي الهمجي المستمر على قطاع غزة كفيلاً بإظهار حقيقة القبة الإسرائيلية وهماً عاجزاً ومشلولاً.

الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، انتفاضة السكاكين وانتفاضة القدس، تبدأ برد فعل من خلال انتفاضة الشباب الفلسطيني في كل أنحاء الضفة الغربية، ويتداعى معها القطاع في غزة العزة والقدس والأقصى في القلب، وتحاول إيصال رسالتها للعالم وللاحتلال وسلطاته التي ترتكب الجريمة تلو الأخرى، من دون حساب، آلة القتل يمتلكها الاحتلال بدعم من دول كبرى أطلقت يد إرهابها لمواجهة انتفاضة القدس، من دون قيد أو التزام بأيٍّ من معايير حقوق الإنسان، وبالتزامن مع الصمت المطبق للمجتمع الدولي، والذي اعتاد الفلسطينيون على مواقفه المزدوجة والكيل بألف مكيال في كل ما يتعلق بحماية الاحتلال وتغطية جرائمه.

جيل الانتفاضة الثالثة يعلن ويؤكد أنه لن يسمح باستمرار التخاذل والعجز والانقسام، وحياته لن تكون مفاوضات، فها هي الضفة والقدس والقطاع تلتقي على هدفٍ واحد ووطن واحد، يؤكد عليهما جيل الانتفاضة الثالثة بالدماء، بالشهادة، بالإصرار، ويظل الأقصى وتظل القدس لفلسطين والأمة مصدر إلهام وتعبئة وإرادة شعب، وحافزاً دائما للمقاومة، فأول ثورة في فلسطين كانت في القدس، وتواصل الانتفاضات، ومركزها الأقصى، يدل على رمزية معركة الأمة الماضية ورمز قوة الأمة وعزها، ومؤشر على ضعف الأمة وهوانها، إن هانت أو أهينت بتدنيسها واحتلالها، في انتفاضات فلسطين من القدس نبدأ وإلى القدس نعود.

بين وهم القبة الحامية والجدار العازل وترسانة الأسلحة الحديثة المتراكمة وامتلاك الأسلحة النووية، الذي رأى فيها بعضهم تعضيدا لنظرية الأمن الصهيوني، فإذا بها تنهار، تارة باستهدافها بحجر، وباستهدافها بصاروخ محلي الصنع، وبسكين حامٍ، من طفل ومن مقاوم ومن صبيان وفتيان أشداء، ومن امرأة وشيخ يرابطان في الأقصى، يذودان عنه وعن حياضه.. يا الله، «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى»، تنهار القبة الحامية وجدار العزل العالي بعبقرية حجر وسكين حامٍ.

  كلمات مفتاحية

فلسطين الاحتلال الإسرائيلي الانتفاضة ثورة السكاكين القبة الحديدية صواريخ المقاومة الردع

عن فتية فلسطين وسكاكينهم .. وكذبة «نتنياهو» في ألمانيا

سلفيون ضد «إنتفاضة السكاكين» والرد «مسيحي»

انتفاضة ثالثة؟ لكن الشروط لم تكتمل بعد

«حرب السكاكين»

سؤال الانتفاضة الثالثة