عمران خان: لا قواعد عسكرية أمريكية في باكستان

الثلاثاء 22 يونيو 2021 12:34 م

أكد رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان" أن بلاده مستعدة للعمل كشريك لتحقيق السلام في أفغانستان ولكنها لن تقبل بقواعد عسكرية أمريكية على أراضيها.

وقال "خان" في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية؛ إن "باكستان مستعدة للعمل كشريك سلام في أفغانستان مع الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي تنسحب فيه القوات الأمريكية سنحاول تجنب مزيد من النزاع".

وأضاف أن "أمريكا وباكستان لديهما مصلحة مشتركة في أفغانستان، وهي تحقيق تسوية سياسة وتنمية اقتصادية ومنع تحولها إلى ملجأ للإرهابيين".

وتابع قائلا: "نعارض الاستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية والذي لن يقود إلا إلى عقود من الحرب الأهلية، ورغم عدم قدرة طالبان على الانتصار وحكم كامل البلاد لكن يجب أن تكون جزءا من الحكومة حتى تنجح هذه".

واستدرك: "في الماضي ارتكبت باكستان الخطأ باختيار طرف من الأطراف المتصارعة في أفغانستان، لكننا تعلمنا من التجربة. وليس لدينا طرف مفضل وسنعمل مع أي حكومة تتمتع بثقة الشعب الأفغاني، فقد أثبت التاريخ أنه لا يمكن التحكم بأفغانستان من الخارج".

وأشار "خان" إلى معاناة باكستان من آثار الحرب في أفغانستان، حيث قتل 70 ألف شخص في باكستان، وفي الوقت الذي قدمت فيه الولايات المتحدة دعما لإسلام آباد مبلغا بـ20 مليار دولار أمريكي إلا أن الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الباكستاني وصلت إلى 150 مليار دولار أمريكي.

فقد نضبت السياحة والاستثمارات، وتم استهداف باكستان بسبب تعاونها مع أمريكا واعتبرت عميلة وتعرضت لعمليات إرهابية من جماعة "تحريك طالبان باكستان" وغيرها من المنظمات الإرهابية، على حد قوله.

ولم تؤد حرب الطائرات المسيرة التي شنتها الولايات المتحدة إلى الانتصار في الحرب، مع أنه حذّر منذ البداية ضدها، ولكنها خلقت الكراهية ضد الأمريكيين وزادت من الخطر الإرهابي ضد كلا البلدين.

ويضيف "خان": "في الوقت الذي جادلتُ فيه لعدة سنين أنه لا حل عسكريا لأفغانستان، ضغطت الولايات المتحدة على باكستان وللمرة الأولى لكي ترسل قواتها إلى المناطق القبلية شبه المستقلة القريبة من أفغانستان بأمل كاذب أنها قد تنهي التمرد، ولم تفعل، لكنها شردت نصف سكان المناطق القبلية وحولتهم لنازحين، ويوجد مليون نازح في منطقة شمال وزيرستان وحدها وأضرار بمليارات الدولارات وتدمير كامل للقرى، وقاد الضرر الجانبي على المدنيين إلى هجمات انتحارية ضد الجيش الباكستاني، حيث قُتل مزيد من الجنود وبأعداد أكبر من خسائر الولايات المتحدة في كل من العراق وأفغانستان مع زيادة المخاطر الإرهابية. وفي ولاية خيبر باختونخاوة وحدها قتل 500 عنصر من الشرطة الباكستانية".

وقال إن بلاده لا تزال تستضيف 3 ملايين لاجئ أفغاني، ولو اندلعت حرب أهلية جديدة فسيتدفق عدد من اللاجئين بدلا من تحقيق التسوية السياسية، مما سيزيد من مخاطر عدم الاستقرار والفقر في المناطق الحدودية، ولأن معظم طالبان هم من قبائل البشتون وغالبية هؤلاء يعيشون على الأراضي الباكستانية فالحكومة تقوم بالدفاع عن هذه الحدود التي ظلت مفتوحة على مدار التاريخ.

لا قواعد عسكرية

وعلل "خان" رفض بلاده فتح قواعد عسكرية أمريكية لاستهداف أفغانستان واندلعت حرب أهلية، فسترتد الحرب سلبا على باكستان والتي سيتم استهدافها بعمليات إرهابية، وبلاده لا تستطيع تحمل هذا، قائلا: "دفعنا ثمنا باهظا، وإذا كانت الولايات المتحدة التي تملك أقوى المعدات في التاريخ لم تكن قادرة على الانتصار في الحرب داخل أفغانستان بعد 20 عاما، فكيف ستنتصر من القواعد العسكرية في بلادنا؟".

وأكد "خان" أن مصالح بلاده وأمريكا واحدة في أفغانستان: "نريد التفاوض على السلاح لا الحرب الأهلية، ونريد الاستقرار ونهاية الإرهاب الموجه ضدنا، وندعم اتفاقية تحافظ على المكاسب التي تحققت في أفغانستان خلال العقدين الماضيين، ونريد تنمية اقتصادية ومزيدا من الترابط التجاري في وسط آسيا لتطوير اقتصادنا، وسنفلس لو اندلعت حرب أهلية جديدة".

وأشار "خان" إلى دور بلاده في إقناع حركة طالبان بالذهاب إلى طاولة المفاوضات، أولا مع الحكومة الأمريكية وثانيا مع الحكومة الأفغانية، قائلا "نعرف أن طالبان لو أعلنت عن النصر فسيقود إلى مزيد من سفك الدماء".

وعبّر عن أمله بأن تظهر الحكومة الأفغانية مرونة في المحادثات، وتتوقف عن لوم باكستان التي تقوم بعمل كل ما لديها باستثناء العمل العسكري.

وكان هذا سبب توقيع باكستان على البيانات الموسعة لـ"الترويكا الموسعة" إلى جانب روسيا والصين والولايات المتحدة، وتم التأكيد فيها على أن أي محاولة لفرض حكومة بالقوة فستواجه معارضة الجميع، مما سيمنع أفغانستان من الحصول على الدعم الدولي الذي تحتاجه.

ويعتقد "خان" أن الدعوة للترابط التجاري هو مفتاح السلام الدائم في أفغانستان، وأي عمل عسكري جديد سيكون عبثيا، وربما تحولت أفغانستان التي كانت قرينة بلعبة الأمم إلى نموذج للتعاون الإقليمي لو آمن الجميع بهذه الرؤية والمسؤولية.

ولطالما عارض "خان" تعاون باكستان مع الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، لكن محللين يقولون إنه ليس لديه خيار سوى معارضة هذا التعاون علنًا لإرضاء اليمينيين المتشديين داخل بلاده.

كما يقول مراقبون مقربون إن تبني "خان" لوجود وكالة المخابرات المركزية أو القوات الخاصة على الأراضي الباكستانية سيكون بمثابة انتحار سياسي.

وعلى الرغم من ذلك، لا يزال المسؤولون الأمريكيون يأملون في أن يتمكنوا من التوصل إلى ترتيب سري مع الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الباكستانية القوية.

ومنذ إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من أفغانستان، دأبت باكستان على إعلان رفضها استضافة أي قواعد أمريكية على أراضيها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

باكستان أفغانستان طالبان عمران خان الولايات المتحدة

ن.تايمز: أمريكا تريد قاعدة في باكستان لمراقبة أفغانستان بعد الانسحاب