استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

غموض يُحيط بمستقبل أفغانستان

الأربعاء 23 يونيو 2021 04:40 م

غموض يُحيط بمستقبل أفغانستان

مؤشرات تدلُّ على إمكانية انفلات الأوضاع على شاكلة واسعة بعد إتمام الانسحاب الأطلسي.

هجمات تتعرَّض لها قوات الحكومة الأفغانية من مقاتلي حركة طالبان هذه الفترة تنمُّ عن نوايا تغيير أكثر مما توحي بالاستقرار.

الفرضيات التي اعتمدت للمستقبل الأفغاني لم ترس على بر أمانٍ بعد وخطر اندلاع حرب شاملة قائم وكذلك عودة تنظيم القاعدة إلى الظهور.

غموض يحيط بأوضاع أفغانستان قد يفتح أبواباً على الفوضى إلا إذا ما أدركت قوى الشعب الأفغاني المختلفة بما فيها طالبان أنهم دائماً مَن يدفعون الثمن.

*     *     *

يغلُب الارتباك والغموض على الأوضاع في أفغانستان في ضوء الانسحاب الأطلسي من البلاد المتوقع اكتماله في سبتمبر القادم، ذلك أن المباحثات التي يقودها المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد مع الأطراف المتخاصمة لم تصل إلى حد ضمان مساكنة سياسية بين الفرقاء.

والهجمات التي تتعرَّض لها قوات الحكومة الأفغانية من مقاتلي حركة طالبان هذه الفترة تنمُّ عن نوايا تغيير أكثر مما توحي بالاستقرار.

المعادلة الراهنة مُخيفة، وخارطة المواقف متشابكة إلى حدود التعارض، وإعادة النظر بالمقاربات التي أسست لها قرارات الرئيس الأمريكي جو بايدن بالانسحاب؛ واردة في أية لحظة!

لأن أي من الفرضيات التي اعتمدت للمستقبل الأفغاني لم ترس على بر أمانٍ بعد، وخطر اندلاع حرب شاملة في البلاد قائم، كما أن خطر عودة تنظيم القاعدة إلى الظهور مجدداً قائمٌ أيضاً.

القرار الأمريكي بسحب القوات المتبقية في أفغانستان ثابت حتى الآن، والمهم بالأمر ليس مغادرة 2500 ضابط وجندي أمريكي فقط، فمع هؤلاء سينسحب جنود كافة دول حلف الأطلسي البالغ عددهم 12 ألفاً، وهناك ما يزيد على 16 ألف من الأفغان يعملون مع القوات الأمريكية سيفقدون دورهم ووظائفهم، كما أن التقارير الأمنية المتنوعة أشارت إلى خطر مُحدق يطال الدبلوماسيين الذين يتواجدون في كابول، ولا يوجد أي ضمانة لأمن هؤلاء بعد مغادرة قوات الأطلسي للبلاد.

 حركة طالبان ترفض بقاء أي من القوات الأجنبية في أفغانستان، ولم توافق على اقتراح إبقاء مطار كرزاي الدولي محايداً بحماية قوات أطلسية، وقد فشلت تركيا في مساعيها الرامية إلى الحلول محل قوات الأطلسي التي تحمي السفارات الأجنبية والمطار، ولم توافق حركة طالبان على هذا الاقتراح.

 تماسك الرئيس الأفغاني أشرف غني وإيجابيته لا تعنيان أن الحكومة الأفغانية قادرة على مواجهة الوضع بسهولة بعد انسحاب قوات الأطلسي.

وهناك مجموعة كبيرة من المشكلات التي ستنتج عن الانسحاب يصعب التعامل معها من دون معونة كبيرة، خصوصاً كون رئيس مجلس المصالحة عبد الله عبد الله المنافس لأشرف غني، لا يبدو أنه متحمس لتذليل العقبات الشائكة من أمام الرئيس.

كما أن أطرافاً أخرى غير طالبان تبحث عن دور مستقبلي، ولا تدافع عن الحكومة الحالية بما يكفي. وبين هذه وتلك من الصعوبات، تبرز الأزمات المعيشية الخانقة، والانسداد السياسي.

جيران أفغانستان لديهم حسابات جيوسياسية، وليس لديهم القدرة على تقديم مساعدات اقتصادية، كما أن المحاور الدولية على اختلافها ذاقت اللوعة من تجارب الماضي، ولا يبدي أي منها حماسة لتبنِّي رعاية الدولة المتهالكة.

تهديد القوات الأمريكية بالعودة إلى أفغانستان إذا ما تعرض دبلوماسيوها أو أي من قواتها للخطر ليس كافياً لرد اندفاع طالبان. وطالبان تعتبر أن حماية البعثات الدبلوماسية من مهام الأفغانيين كما هو عليه الحال في كل أنحاء العالم.

لكن الاتحاد الأوروبي وبعض البرلمانيين الأمريكيين أشاروا علناً إلى عدم ثقتهم بحركة طالبان، وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة ديبورا ليونز تقول:

«إن الخطر لا يقتصر على حياة الدبلوماسيين وأفراد المنظمات الدولية الإنسانية، بل سيطال المدنيين الأفغان أيضاً، لأن سجل الصراع بين أطراف الداخل الأفغاني طويلٌ جداً، وهناك الآلاف من المواطنين الذين تعاونوا مع القوات الأمريكية، أو عملوا معها مهددين بسلامتهم الشخصية».

دوافع هذه المخاوف لها ما يبررها، لأن الهجمات التي تنفذها حركة طالبان في هذه المرحلة شملت مراكز مدنية وإنسانية. ذلك ما حصل أثناء مهاجمة مدرسة في كابول في 8 مايو/ أيار الماضي، وعندما اقتحمت قوات طالبان مركز لخبراء نزع الألغام في إقليم بغلان الشمالي في 9 يونيو/ حزيران، وسقط في الهجومين عدد كبير من الأبرياء غير المعنيين بالصراع بين قتيلٍ وجريح.

ومن اللا فت والمُخيف في آن؛ أن مناطق في ولايات متباعدة جغرافياً سقطت بيد المعارضة، وانسحبت منها قوات الحكومة الأفغانية، لاسيما في ولاية فارياب في أقصى الشمال الغربي، وولاية غزني في الجنوب الشرقي وولاية بادغيس في الغرب.

وهذه المؤشرات قد تدلُّ على إمكانية انفلات الأوضاع على شاكلة واسعة بعد إتمام الانسحاب الأطلسي.

غموض يحيط بمجريات الأوضاع في أفغانستان، قد يفتح أبواباً جديدة على الفوضى، إلا إذا ما أدركت قوى الشعب الأفغاني المختلفة – بما فيها طالبان – أنهم دائماً مَن يدفعون الثمن.

* د. ناصر زيدان أكاديمي وباحث لبناني في العلوم السياسية والشؤون الدولية.

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

أفغانستان، أشرف غني، الحكومة الأفغانية، طالبان، عبد الله عبد الله، الانسحاب الأطلسي، حسابات جيوسياسية،

إيران والصين في الواجهة.. تنافس محتدم للسيطرة على أفغانستان بعد الخروج الأمريكي