في تطور سريع، دخل مسلحو "جبهة تحرير تيجراي" عاصمة الإقليم، مساء الإثنين، بعد فرار قوات الجيش الإثيوبي، إثر أيام من تصعيد القتال في الإقليم.
وقالت "جبهة تحرير تيجراي" في بيان: "سيطرنا على عاصمة الإقليم وتم طرد قوات أحمد (في إشارة للرئيس آبي أحمد)"، فيما دعت حكومة إثيوبيا لوقف إطلاق نار بعد سقوط عاصمة الإقليم.
وجاء الانسحاب الإثيوبي من الإقليم، بعد أقل من أسبوع من الهجوم المكثف الذي شنته قوات "جبهة تحرير تيجراي"، حسبما قال مسؤول في الأمم المتحدة لشبكة "سي إن إن" الأمريكية شريطة عدم الكشف عن هويته، خوفا من انتقام الحكومة الإثيوبية.
وقال شهود عيان إن المئات من الناس تدفقوا إلى شوارع تيجراي للترحيب بقوات الإقليم، على الرغم من الدعوات لهم بالبقاء في منازلهم حيث لا يزال الوضع متقلبا.
كما أكد آخرون سماعهم للألعاب النارية مع استمرار الاحتفالات في الليل.
فرحة أهالى إقليم تيجراى بالانتصار على قوات ابى احمد وطردهم من عاصمتهم ميكللى#سد_النهضه pic.twitter.com/V8O4GKGB6t
— Nitrogen ™ (@nitrogen7o) June 28, 2021
ونقلت "سي إن إن" عن شهود عيان آخرين قولهم إن الجنود الإثيوبيين شوهدوا وهم يدخلون البنوك والمكاتب الإعلامية ومكاتب الوكالات الإنسانية قبل مغادرة المدينة.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة للشبكة، إن القوات الإثيوبية داهمت مكاتب المنظمة الدولية للهجرة واليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي حوالي الساعة الرابعة مساءً (بالتوقيت المحلي).
وأدانت المديرة التنفيذية لليونيسف، "هنريتا فور"، هذا الإجراء "بأشد العبارات"، وقالت: "دخل أفراد من قوات الدفاع الوطني الإثيوبية مكتبنا في ميكيلي اليوم وفككوا معداتنا التي تعمل بمحطات طرفية صغيرة جداً عبر الأقمار الصناعية.. هذا العمل ينتهك امتيازات وحصانات الأمم المتحدة وقواعد القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق باحترام أهداف الإغاثة الإنسانية".
وانضم المتحدث باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك"، إلى الانتقادات الموجهة إلى القوات الإثيوبية عندما سأله صحفيون في الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال "دوجاريك" للصحفيين، الإثنين: "ندين أي وجميع الهجمات على العاملين في المجال الإنساني والأصول ونذكر مرة أخرى جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي. سلامة موظفينا هي أولوية ونحن نبذل قصارى جهدنا لضمان ذلك".
وأضاف "دوجاريك": "يجب على جميع الأطراف ضمان حماية المدنيين وأن جميع المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة يتم توفيرها وفقًا للمبادئ الإنسانية".
وفي وقت سابق، طلبت الإدارة المؤقتة في منطقة تيجراي من الحكومة الفيدرالية وقف إطلاق النار للسماح بإيصال مساعدات هم في أمس الحاجة إليها بعد ما يقرب من ثمانية أشهر من الحرب.
وتتعرض إثيوبيا لضغوط دولية متزايدة بسبب عدد من الفظائع المبلغ عنها في منطقة تيجراي الشمالية التي مزقتها الحرب، والتي قد ترقى إلى جرائم حرب.
ويُعتقد أن آلاف المدنيين قتلوا منذ أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عندما شنّ "آبي أحمد"، عملية عسكرية كبيرة ضد جبهة تحرير شعب تيجراي الحاكمة، وأرسل قوات عسكرية ومقاتلين من الميليشيات من منطقة أمهرة الإثيوبية.