حذر كبار مسؤولي الأمم المتحدة مجلس الأمن من أن أكثر من 400 ألف شخص في إقليم تيجراي الإثيوبي يعانون الآن من المجاعة، بسبب حدوث المزيد من الاشتباكات في المنطقة بين جبهة تحرير تيجراي المعارضة والقوات الحكومية.
وقال القائم بأعمال مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة "راميش راجاسينغهام"، في أول اجتماع لمجلس الأمن الدولي منذ اندلاع القتال بالإقليم في نوفمبر/تشرين الثاني، مساء أمس الجمعة، إن الوضع الإنساني في تيجراي "ساء بشكل كبير" في الأسابيع الأخيرة مع زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون المجاعة.
وعقد الاجتماع بناء على طلب الولايات المتحدة وأيرلندا وبريطانيا، واستدعى مفاوضات شاقة مع الأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن (كينيا والنيجر وتونس) لأنهم رفضوا، على غرار إثيوبيا، أن يُناقش المجلس رسمياً قضية تيجراي.
وترى هذه الدول، مدعومة بأعضاء آخرين (خصوصا روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق الفيتو)، أن النزاع في تيجراي يمثّل مشكلة داخلية في إثيوبيا، وأنه إذا كان ثمة حاجة إلى بذل جهود دولية، فيجب أن يتولى الأفارقة هذا الأمر عبر الاتحاد الإفريقي.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1.8 مليون شخص في تيجراي على شفا المجاعة، و33 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. ويؤكد الكثير من الخبراء أن الأرقام أعلى من ذلك.
وكانت الحكومة الإثيوبية قد أعلنت وقف إطلاق النار من جانب واحد، يوم الإثنين الماضي، وهو ما وصفته الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بأنه "مزحة".
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة "ليندا توماس [رينفيلد" إن حكومة إثيوبيا يجب أن تثبت "أنها تنوي حقًا استخدام وقف إطلاق النار لمواجهة الكارثة الإنسانية. وحثت أطراف النزاع على "اغتنام هذه اللحظة"، محذرة من أنه "إذا فشلوا فقد تكون هناك عواقب وخيمة على إثيوبيا والقرن الأفريقي".
كما حضت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية "روزماري ديكارلو" قوات جبهة تحرير تيجراي على الموافقة على وقف فوري وتام لإطلاق النار.
وقالت "ديكارلو" في اجتماع مجلس الأمن إن "وقفا لإطلاق النار يلتزمه جميع الأطراف لن يُسهّل تسليم مساعدة إنسانية فحسب، بل سيكون أيضا نقطة انطلاق للجهود السياسية الضرورية لرسم مسار للخروج من الأزمة".
ودعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف إلى "ضمان الوصول الآمن للطواقم الإنسانية بهدف التسليم المستمر للمساعدات"، موضحة أن أي طائرات لم تعد تدخل منطقة تيجراي أو تخرج منها.
