بسلاح فاجنر.. بوتين ينقل حربه مع الغرب إلى أفريقيا

الأحد 4 يوليو 2021 09:15 ص

اتهم تقرير أممي، مدربين عسكريين روس بارتكاب أعمال قتل ونهب" في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وألقى تقرير نشرته لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، من 184 صفحة، الضوء على ما يصفه الخبراء بالمشاركة الروسية المتزايدة في أفريقيا، في الوقت الذي تحاول فيه إبراز النفوذ العالمي من خلال نشر المرتزقة.

ولفت التقرير إلى أن كثير من هؤلاء المرتزقة، من مجموعة "فاجنر"، وهي شركة مقاولات عسكرية سرية يُزعم أن "يفجيني بريجوزين" يديرها، وهو محكوم سابق تحول إلى ملياردير وحليف للرئيس "فيلادمير بوتين".

وعرضت صحيفة "التايمز"، التقرير بعنوان "مرتزقة بوتين ينقلون حربه مع الغرب إلى أفريقيا"، قبل أن يعلق عليه الكاتب "ماتيو كامبل"، قائلا: "انتقل المرتزقة الروس الآن إلى الدول الأفريقية التي مزقتها الحروب، مما جعلها أحدث بؤر التوتر في علاقات موسكو مع الغرب".

وسبق أن عبرت فرنسا، وهي مستعمرة سابقة لأفريقي الوسطى، عن قلقها من النفوذ "القوي جدا"، لروسيا منذ 2018 على لبلد الأفريقي، مع التواجد الدائم لمئات العناصر شبه العسكرية التي قدمت من موسكو، لكن أيضا هيمنة شركات روسية على الذهب والألماس في افريقيا الوسطى.

ويكشف "سيث جونز" من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، بالقول: "لقد أحصينا 26 دولة، معظمها في أفريقيا، حيث يعمل المرتزقة الروس.. والمشكلة أن هؤلاء المرتزقة متورطون في الفظائع والفساد".

وفي نهاية مارس/آذار الماضي، عبرت مجموعة من خبراء الأمم المتحدة، عن مخاوف بشأن أنباء بحدوث "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان" و"إعدامات جماعية" و"تعذيب" من قبل القوات شبه العسكرية الروسية.

ويشير "كامبل" إلى أنه "عندما ناشدت جمهورية أفريقيا الوسطى، الغنية بالمعادن ولكنها غير مستقرة منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، المساعدة من روسيا في إنهاء حربها الأهلية الأخيرة، يبدو أن الكرملين قد اتجه مرة أخرى إلى "بريغوزين".

وشرعت قوات "فاجنر"، في انتزاع السيطرة على مناجم الذهب والماس من المتمردين.

ويضيف أن "بريغوزين يتمتع الآن بعلاقات مع العديد من شركات التعدين والأمن والخدمات اللوجستية التي تم إنشاؤها في هذه البلاد منذ عام 2017، وقد زاد عدد المدربين الروس الذين أرسلوا لدعم الرئيس فوستان أركانج تواديرا في معركته ضد الجماعات الإسلامية على مر السنين من عدد قليل، ليصل من 100 إلى أكثر من 2000"، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

ولا تعترف روسيا رسميا سوى بوجود 1135 "من المدربين غير المسلحين"، تم الإعلان عنهم على هذا النحو للأمم المتحدة، لكنها ترفض التعليق على قوات شبه عسكرية من شركات روسية أمنية تؤمن خصوصا الحماية المقربة لـ"تواديرا"، وحماية مناجم التعدين.

يتابع الكاتب: "انحرفت المحاولة الروسية لجذب القلوب والعقول: فمعارضو الحكومة يطالبون بطرد رجال فاجنر، كما يسمون هؤلاء المرتزقة محليا".

لكن ذلك بنظر الكاتب "غير محتمل، إذ يبدو أن روسيا تحكم القصر الرئاسي في بانغي، حيث جلس إمبراطور أفريقيا الوسطى جان بيدل بوكاسا على عرشه حتى الإطاحة به في عام 1979".

ويشير إلى تعيين "فاليري زاخاروف"، وهو ضابط مخابرات روسي، في منصب رئيس أمن الرئيس الحالي "تواديرا"، وله مكتبه الخاص في المبنى العصري.. المرتزقة الروس يشكلون الحرس الرئاسي".

كل ذلك ترافق مع حملة إعلامية ذات إيحاءات مناهضة للفرنسيين والغرب، تهدف إلى "إظهار إعادة التزام روسيا في أفريقيا كشريك موثوق وعملي يستند إلى منطق عدم المعاملة بالمثل، خلافا لفرنسا التي تفرض الحصول على مكاسب سياسية مقابل مساعدتها"، كما يقول "ماكسيم أودينيه" الباحث في معهد الأبحاث الاستراتيجية في الكلية العسكرية في فرنسا.

وبحسب "بول سترونسكي" من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "تريد روسيا أن تُؤخذ على محمل الجد كقوة جيوسياسية.. ويستمر الغرب في منحها الفرص".

"لكن في جمهورية أفريقيا الوسطى، ثبت أن وعد روسيا بالاستقرار كان مجرد وهم".

ويضيف "سترونسكي"، أنه لم تعد جمهورية أفريقيا الوسطى أكثر استقرارا مما كانت عليه، "في الواقع تبدو أسوأ من ذي قبل".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

فاجنر أفريقيا أفريقيا الوسطي بوتين صراع روسي غربي فرنسا

أفريقيا الوسطى تبحث استضافة قاعدة عسكرية روسية

خبراء: روسيا لن تسحب مرتزقة فاجنر من ليبيا وتحاول كسب الوقت

بوتين: أسقطنا ديونا بـ 20 مليار دولار عن الدول الأفريقية.. وقمحنا لها بالمجان