تعهد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الإثنين، بنقل الحبوب والأسمدة للدول الأفريقية "مجانا" في حال عدم تمديد صفقة الحبوب مع أوكرانيا بعد انتهائها خلال 60 يوما، مشيرا إلى أن موسكو أسقطت ديونا بـ 20 مليار دولار عن دول القارة السمراء.

جاء ذلك خلال كلمة الرئيس الروسي أمام المؤتمر البرلماني الدولي الثاني "روسيا أفريقيا"، مضيفا: "إن بلادنا تفي بجميع التزاماتها بكل إخلاص، سواء فيما يتعلق بتوريد الحبوب والأسمدة والوقود وغيرها من المنتجات ذات الأهمية الحاسمة لدول القارة الأفريقية، وبالتالي المساهمة في ضمان الأمن الغذائي وأمن الطاقة"، حسبما أوردت وكالة "نوفوستي" الروسية.

ولفت بوتين إلى أن بعض الأصول الروسية تم تجميدها في الدول الأوروبية، بما في ذلك الأسمدة، معربا عن استعداد بلاده فعليا لـ "نقلها إلى الدول المحتاجة مجانا"، لكنه عقب قائلا: "هناك معوقات مع الأسف".

ونوه بوتين إلى أنه: "يجري تنفيذ مشاريع استثمارية روسية كبيرة في أفريقيا بمشاركة شركات روسية محلية مثل "روسنفط" و"غازبروم نفط" و"روشيدرو" و"ألروسا" و"لوك أويل" وغيرها الكثير. وسنواصل مساعدة البلدان الأفريقية في مسائل إنتاج الكهرباء".

وأشار إلى أن روسيا تقدم تقنيات جديدة صديقة للبيئة في مجال الطاقة النووية لدول أفريقية، مثل مصر، قائلا: "نخطط لتوسيع مشاركتها في تطوير أنظمة الطاقة الوطنية في القارة الأفريقية".

وأكد الرئيس الروسي أنه مقتنع بأن أفريقيا ستصبح إحدى الدول الرائدة في تشكيل النظام العالمي، موضحا: "إن دول أفريقيا تزيد باستمرار من ثقلها ودورها في الشؤون العالمية. إنها تؤكد نفسها بثقة متزايدة في السياسة والاقتصاد. نحن مقتنعون بأن أفريقيا ستصبح واحدة من قادة النظام العالمي الناشئ متعدد الأقطاب".

يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تعتزم تعليق مشاركتها في مبادرة البحر الأسود لتصدير المواد الغذائية الأوكرانية في حال عدم إحراز تقدم بتنفيذ مذكرة التفاهم بين روسيا والأمم المتحدة فيما يتعلق بتصدير المنتجات الزراعية الروسية، وفقا لما أوردته وكالة "تاس" الروسية.

ووفقا للبيان الصادر عن الوزارة، الإثنين، سيتم اتخاذ القرار بشأن تمديد المبادرة استنادا على التقدم المحرز في تنفيذ مذكرة التفاهم بين روسيا والأمم المتحدة والتي تشمل إعادة ربط مصرف "روسيلخوزبنك" بنظام الدفع الدولي "سويفت"، واستئناف توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار والخدمات، ورفع القيود المفروضة على التأمين وإعادة التأمين، ورفع الحظر المفروض على الوصول إلى الموانئ، وإعادة تشغيل خط أنابيب مادة الأمونيا من روسيا إلى ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود، وإلغاء الحظر المفروض على الأصول الأجنبية وحسابات الشركات الروسية المعنية بإنتاج ونقل المواد الغذائية والأسمدة.

وشدد البيان على أنه "بدون إحراز تقدم في تنفيذ هذه الشروط، والتي كان ينبغي تنفيذها في إطار مذكرة التفاهم بين روسيا والأمم المتحدة، سيتم تعليق مشاركتنا في مبادرة البحر الأسود".

وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، قد أعلن أن بلاده لا تعارض تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، و"لكن لمدة 60 يوما فقط هذه المرة".