وسط حذر عسكري.. جزائر تبون تميل لتركيا أردوغان سياسيا واقتصاديا وثقافيا

الأحد 4 يوليو 2021 05:48 م

اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن ثمة ميلا واضحا من قبل نظام الرئيس الجزائري الحالي "عبدالمجيد تبون" تجاه تركيا ونظام رئيسيها "رجب طيب أردوغان" على كافة الأصعدة.

 وذكرت الصحيفة أن الرئيس الجزائري ذاهب في هذا الاتجاه على الصعيد الجيوسياسي، متجاهلا أي اعتراضات، كما أن "تبون" أقل انزعاجا من روابط "أردوغان" بجماعة الإخوان المسلمين.

وأشارت إلي الرئيس الجزائري يرى أنه يجب إفساح المجال أمام إخوان الجزائر على الصعيد السياسي، كما يرى أن الخلافات العربية التركية مرتبطة بهذا الملف الذي لا يمثل له مشكلة في الوقت الحاضر.

وعلى الصعيد السياسي، أظهرت الانتخابات الجزائرية تنامي النفوذ التركي مع ظهور حركة "مجتمع السلم"، التي أشادت بالنموذج الذي يجسده "أردوغان"، بصفتها الحزب الثاني الممثل في الجمعية الوطنية الجزائرية.

اقتصاديا، يتقدم الوجود التركي في الجزائر بوتيرة معتدلة خلال السنوات الأخيرة، فأصبحت تركيا سادس مورد للسوق الجزائري في عام 2019 بعد الصين وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا، بعد أن كانت سابعا في 2012.  

كما تنشط الشركات التركية في البناء والأشغال العامة والبنية التحتية لدرجة "التنافس المتزايد مع الصينيين"، كما أن تنوع مجالات تواجدها (المنسوجات، الصلب، الأدوية… إلخ) يجعل من تركيا اليوم واحدة من المستثمرين غير الهيدروكربونيين الرائدين في الجزائر.

كما تبرز عمليات الترميم المعماري من قبل تركيا للقصور أو المساجد في الجزائر العاصمة أو في وهران، وأيضا التأثير الشعبي للمسلسلات التليفزيونية التركية، التي أطاحت بالإنتاج المصري طويل الهيمنة، يغذي اليوم "الرغبة في تركيا" التي تجد منفذا في ازدهار السياحة.

وازداد العدد السنوي للزائرين الجزائريين لتركيا ليصل إلى 300 ألف زائر عشية أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، وهو تدفق أصبح ممكنا بفضل تكثيف الروابط الجوية بين البلدين (حوالي 40 رحلة أسبوعية في عام 2019).

في هذا السياق، يسعى "أردوغان" إلى دفع بيادقه الاستراتيجية في الجزائر، كما يفعل في أماكن أخرى في شمال إفريقيا؛ حيث الصراع على النفوذ مرير مع الإمارات العربية المتحدة.

وقالت الصحيفة أنه يبدو أن الفترة الحالية مواتية لاستراتيجية "أردوغان" في الجزائر، فقد نأى "تبون" بنفسه عن أبوظبي، التي كان الرئيس السابق "عبدالعزيز بوتفليقة" وقائد الجيش السابق الجنرال "أحمد قايد صالح" مقربين جدا منها.

ويعد الملف الليبي مثالا جيدا على هذا التغيير في الموقف الجزائري، فبينما قاد المشير "خليفة حفتر" – بدعم كبير من الإمارات – هجومه على طرابلس، أعلن "تبون" بسرعة كبيرة في اليوم التالي لانتخابه في ديسمبر/كانون الأول 2019 أن العاصمة الليبية هي "خط أحمر" لا يجب تجاوزه.

وكعلامة أخرى على تغير الموقف، افتتح الإماراتيون في نهاية عام 2020 قنصلية في الصحراء الغربية لإرضاء الرباط، وبالتالي استياء الجزائر.

لكن الميل الجيوسياسي الجزائري المؤيد لتركيا له حدوده، على حد وصف "لوموند"، إذ يُنظر إليه بحذر شديد داخل الجيش الجزائري، الذي تنظر قيادات فيه إلى الجيش التركي على أنه جيش حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وعقّبت: "لذلك يُنظر إلى القواعد التركية القريبة على أنها الباب المفتوح للحلف".

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات التركية الجزائرية رجب طيب أردوغان الإخوان المسلمين عبدالمجيد تبون الجيش الجزائري

مباحثات جزائرية تركية لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين

باستثمارات وصلت 5 مليارات دولار.. الجزائر وتركيا نحو تحالف استراتيجي بالمتوسط

تبون يتوقع ارتفاع الصادرات غير النفطية للجزائر إلى 4.5 مليار دولار في 2021

سوناطراك الجزائرية للنفط توقع 3 عقود في تركيا