كشفت مصادر لبنانية مطلعة أن "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ينتظر عودة السفيرتين الفرنسية ​آن جريو​ والأمريكية ​دوروثي شيا​ من ​السعودية​ لحسم الملف الحكومي".

وتتوجه السفيرتان الأمريكية والفرنسية لدى بيروت إلى السعودية، الخميس؛ لإجراء مباحثات مع مسؤولين في المملكة حول الأوضاع المتأزمة في لبنان.

وقالت مصادر لقناة "الجديد" اللبنانية إن "الحريري اجتمع بكتلته النيابية (المستقبل)​، وأكد لنواب الكتلة أن التعطيل في ملف تشكيل الحكومة لا يزال سيد الموقف، وكرر اتهام فريق ​رئيس الجمهورية​ ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب ​جبران باسيل​ بهذا التعطيل، وقال إنهم يعملون على قاعدة إما حكومة يمكن خلالها التعطيل والتحكم بتوجهاتها، وإما لا حكومة، وبالتالي ليس هناك تأليف وسط هذه الأجواء".

وأضافت أن "الحريري أكد للكتلة أن الأجواء كانت إيجابية جدا في اللقاء الأخير مع رئيس مجلس النواب نبيه بري".

وأشارت القناة إلى أن "موضوع الاعتذار وارد ومطروح بشكل جدي، فيما المسار الآخر هو الاستمرار بالمراوحة، ولا يوجد أي سعي لطرح تشكيلة جديدة في الوقت الحالي".

والأربعاء، قالت السفارة الأمريكية، في بيان، إن زيارة "شيا" و"جريو" للسعودية تأتي في أعقاب الاجتماع الثلاثي بشأن لبنان بين وزراء الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"، والفرنسي "جان إيف لودريان"، والسعودي "فيصل بن فرحان آل سعود"، في 29 يونيو/حزيران الماضي، على هامش مؤتمر قمة مجموعة العشرين في مدينة ماتيرا بإيطاليا.

ومنذ أواخر 2019، يرزح لبنان تحت وطأة أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه الحديث أدت إلى انهيار مالي وتدهور القدرة الشرائية لمعظم سكانه، فضلا عن شح في الوقود والأدوية وغلاء في أسعار السلع الغذائية.

وجراء خلافات بين الرئيس اللبناني ورئيس الحكومة المكلف، يعجز لبنان منذ أكثر من 7 أشهر عن تشكيل حكومة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة "حسان دياب"، التي استقالت في 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت.

والجمعة، اتفق وزيرا الخارجية الأمريكي ونظيره الفرنسي في باريس على ممارسة "ضغط مشترك" (دون تحديد طبيعته) على المسؤولين عن الأزمة في لبنان.

ويعد لبنان ساحة صراع لمصالح دول إقليمية وغربية، وهو ما يرفع من مستوى تعقيد أزماته.