اقتراب ساعة الحسم لأزمة سد النهضة
إذا لم تتصرف مصر عسكريا وبسرعة خلال شهر او شهرين ستواجه مصر كارثة مائية محققة.
فرضت اثيوبيا المعركة على مصر والمفاوضات هي لكسب الوقت لتمكين اثيوبيا من ملء سد النهضة للمرة الثانية.
لم تتمكن مصر من إقناع الدول العظمى بمساندتها في مجلس الامن فلهذه الدول مصالحها وهذا واضح في حالة الصين وفرنسا وربما أمريكا.
بعد الملء الثاني يستحيل ضرب السد إذ سيصبح قنبلة موقوتة وإذا ما ضرب ستغرق مدن مصرية وسودانية بمليارات الأمتار المكعبة من المياه وتُقذف مدن في البحر المتوسط.
* * *
لقد فرضت اثيوبيا المعركة على مصر والمفاوضات هي لكسب الوقت لتمكين اثيوبيا من ملء سد النهضة للمرة الثانية؛ وبعدها يستحيل على مصر ضرب سد النهضة حيث سيصبح سد النهضة بمثابة قنبلة موقوتة اذا ما ضرب فستغرق مدن مصرية وسودانية بمليارات الامتار المكعبة من المياه وقد يتسبب ذلك في جرف مياه النيل لمدن كاملة وقذفها في مياه البحر المتوسط.
لا حل سياسيا في الافق لأزمة سد النهضة بسبب تعنت رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد، كما لم تتمكن مصر من اقناع الدول العظمى بمساندتها في مجلس الامن فلهذه الدول مصالحها وهذا واضح في حالة الصين وفرنسا والى حد ما امريكا فالمتوقع ان يصدر مجلس الامن توصية يطالب اثيوبيا ومصر والسودان بالعودة الى المفاوضات خلال 6 اشهر، وبذلك يكون الفأس قد وقع في الرأس.
لنا العبرة من حرب الايام الستة 1967 حيث لم يلجأ الكيان الاسرائيلي الى مجلس الامن حول اغلاق الراحل جمال عبد الناصر لمضائق شرم الشيخ امام السفن الاسرائيلية المتوجهة لخليج العقبة وقيام الكيان الاسرائيلي بضرب المطارات المصرية والنتائج معروفة!
مجلس الامن لم يحل أي مشكلة دولية منذ إنشائه عام 1945 ولنا في قضية فلسطين العبرة حيث عجز مجلس الامن عن ايجاد حل عادل لها منذ 73 عاما فما أخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة واللجوء الى مجلس الامن حيلة الضعفاء.
إذا لم تتصرف مصر عسكريا وبسرعة خلال شهر او شهرين ستواجه مصر كارثة مائية محققة لأن فقدان مليار متر مكعب من مياه النيل سيدمر حياة 20 مليون مصري والاحصائيات تقول ان خسارة السودان ستكون 4 مليار متر مكعب سنويا، وستكون خسارة مصر اكثر من ذلك بكثير .
رئيس الوزراء الاثيوبي ربط مصيره بمصير سد النهضة ليسحب قواته من تغراي من اجل حماية سد النهضة ضد اي هجوم بري محتمل، وهو لا يخشى الهجوم الجوي بسبب مناعة جسم السد، واعتقد ان هدف الهجوم العسكري المصري المتوقع تعطيل سد النهضة قبل اكتمال امتلائه الثاني.
نطالب القادة العرب بالوقوف بقوة الى جانب مصر وان يتجاوزوا الخلافات السياسية لأن مصير الشعبين المصري والسوداني في خطر الموت عطشا حيث ان مصر والسودان تشهدان زيادة سكانية كبيرة لتصل الى 150 مليون نسمه ومياه النيل الحالية بالكاد تكفي احتياجاتهم.
* د. خليل عليان أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية