واشنطن بوست: قلق إيراني من احتمال سيطرة طالبان على أفغانستان

الأحد 11 يوليو 2021 07:24 م

رغم تحقق الهدف الإيراني بانسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان، إلا أن الدولة الفارسية وجدت نفسها أمام معضلة صعبة وهي احتمال السيطرة الكاملة لحركة طالبان على مقاليد الحكم في البلد الذي لم يهدأ منذ سبعينات القرن العشرين.

فقد عاشت أفغانستان في أواخر السبعينيات تجربة مريرة من الحرب الأهلية الأفغانية تخللها احتلال أجنبي عام 1979، تمثل في الغزو السوفيتي تلاه الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الأفغانية، الجمعة، عن سيطرة طالبان على معبر حدودي مهم بين إيران وأفغانستان، تخشى طهران من عودة الحركة التي طالما اشتكت من معاملتها للشيعة في أفغانستان،

وفي الوقت نفسه تخشي طهران من عودة الحرب الأهلية التي ستنتقل آثارها إلى داخل الأراضي الإيرانية.

وحتى تكون لديها اليد العليا، أقامت طهران علاقات مع بعض الفصائل داخل طالبان، وخففت من لهجتها تجاه الجماعة المتشددة التي تعتقد حتما أنها ستحتفظ بالسيطرة على أفغانستان، غير أن هذه المقامرة أثارت نقاشا حاد داخل إيران التي ينظر فيها إلى طالبان نظرة سلبية.

وفي هذا الصدد، قالت "فاطمة أمان" وهي زميلة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط بواشنطن: "ستتعرض إيران لضرر كبير من الفوضى والحرب الأهلية في أفغانستان".

وأشارت "أمان" إلى فرع تنظيم الدولة الإسلامية والذي قد يقوي من وجوده هناك.

وأضافت أن الإيرانيين يرون أن الحكم الجزئي بوجود طالبان في السلطة، أفضل سيناريو مع أن طهران ربما أساءت الحسابات

وعقبت: "ذلك أن إيران تعتقد أنها تستخدم طالبان، لكن البعض قد يناقش أن طالبان هي التي تستخدم إيران لتقديم نفسها على أنها الأقوى والأحق بحكم البلد".

وتسيطر حركة طالبان على ثلثي البلاد، ولكنها حققت توسعا في الأيام الماضية بدون أن تخوض عملية عسكرية واسعة، وذلك عبر عقد صفقات مع القادة المحليين.

وهرب أكثر من 1.500 جندي من القوات الأفغانية عبر الحدود إلى طاجيكستان في الأسابيع الأخيرة خوفا من تقدم مقاتلي الحركة، في وقت فرّ أكثر من 200 ألف أفغاني من بيوتهم هذا العام.

وأثار التقدم السريع لطالبان المخاوف في طهران من إمكانية سقوط العاصمة كابول في أيديهم، كما تخشى طهران من تدفق المهاجرين والمخدرات والمتطرفين والأسلحة.

وكانت طهران قد واصلت علاقاتها قبل سنوات مع الحكومة الأفغانية بعد سقوط حكومة طالبان، وتوسطت بين الفصائل المتعددة. إلا أن التعاون الأمريكي- الإيراني توقف بعدما وضع الرئيس "جورج دبليو بوش" إيران في "محور الشر" إلى جانب العراق وكوريا الشمالية.

وترى "فاطمة أمان" أن إيران والولايات المتحدة لديهما فرصة للتعاون من جديد، وآمل ألا ينتظروا حتى اندلاع الحرب الأهلية ويتحدثوا عن أفغانستان.  

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

طالبان حركة طالبان العلاقات الإيرانية الأفغانية

البنتاجون: نراقب بقلق تقدم طالبان الكاسح في أفغانستان (فيديو)

الولايات المتحدة: وجودنا العسكري في أفغانستان يقترب من نهايته

بلومبرج: هزيمة أمريكا بأفغانستان أفرزت عدوا أشد شراسة لإيران

الاتحاد الأوروبي: لن نعترف بحكومة طالبان إن استولت على السلطة بالقوة