قتل 58 شخصا على الأقل، وأصيب عشرات آخرون، في حريق شب بمركز لعزل مرضى مصابين فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، في مستشفى الحسين التعليمي، وسط مدينة الناصرية الواقعة على بعد 300 كلم جنوب بغداد.
وعلى إثر ذلك، أعلن رئيس الحكومة العراقية "مصطفى الكاظمي"، الحداد في البلاد، والطوارئ الصحية في المدينة، فضلا عن تشكيل لجنة تحقيق حكومية في الحادثة، قبل إقالة عدد من المسؤولين.
وقالت مديرية الصحة في محافظة ذي قار، إن من بين ضحايا الحريق اثنين من الكادر الطبي ورجل أمن، وإن سببه استخدام خاطئ لأسطوانات الأكسجين.
في وقت قال شرطي في الموقع، إن تقارير الشرطة الأولية، تشير إلى أن انفجار خزان أكسجين داخل جناح مرضى (كوفيد-19)، هو السبب المرجح لنشوب الحريق.
كما أعلن الدفاع المدني أنه سيطر على الحريق، لكنه ما يزال يخلي الضحايا والمصابين.
حتى هذه الكارثة سيتم استغلاله من قبل السياسيين كدعاية انتخابية ويتم اطلاق الوعود والاكاذيب كالعادة ويستمر الفساد والفوضى والتقصير والافلات من العقاب.
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) July 12, 2021
لا يمكن لقطاع الطرق ان تبني دولة #مستشفى_الحسين#الناصرية#فاجعة_الناصرية pic.twitter.com/Q6XxuekUnc
وأضافت المديرية أن وسائل إخماد الحريق لم تكن كافية، وهو ما تسبب في تفاقمه وصعوبة السيطرة عليه.
وتحدثت تقارير صحفية عراقية، عن احتمالات لوجود عدة جثث تحت الأنقاض، وأن هناك حالات اختناق كثيرة.
ولفتت إلى أن العديد من سكان مدينة الناصرية، تظاهروا قرب المستشفى، معبرين عن غضبهم من الإهمال الذي أدى إلى الحريق، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة النيران وهي تلتهم المبنى الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان الأسود.
ارتفاع حصيلة ضحايا حريق مركز عزل مصابي كورونا في #ذي_قار إلى 36 قتيلاً و عشرات الإصابات pic.twitter.com/JfOhALUjlX
— مركز أخبار العراق (@Newsofiraq) July 12, 2021
من جابه، أعلن "الكاظمي"، فجر الثلاثاء، الحداد الرسمي على أرواح قتلى الحادث، وقرر خلال اجتماع طارئ ضم عدداً من الوزراء والمسؤولين والقيادات الأمنية، البدء بتحقيق حكومي عالي المستوى، للوقوف على أسباب الحادثة.
كما قرر المجتمعون توجه فريق حكومي، من مجموعة من الوزراء والقادة الأمنيين، فورا إلى محافظة ذي قار، لمتابعة الإجراءات ميدانياً، وحجز مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة وإخضاعهم للتحقيق.
وطالب الاجتماع بتوجيه مختلف الوزارات بإرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى محافظة ذي قار واعتبار ضحايا الحادث شهداء، وإنجاز معاملاتهم فورياً، وتسفير الجرحى الذين حالاتهم حرجة إلى خارج العراق.
فيما وصف الزعيم الشيعي "عمار الحكيم"، زعيم تيار الحكمة الوطني، الحريق بأنه "فاجعة كبيرة"، وقال إنها "امتداد لفواجع مؤسفة سابقة من دون حلول على الرغم من كل التحذيرات والمطالبات".
يموت الشعب وتعيش الاحزاب برفاهية
— hani. - al araby al iraqy 🇮🇶 (@hani88664747) July 12, 2021
النظام السياسي بالعراق يقتل الشعب
بسبب الفساد بالأمس مستشفى الخطيب واليوم #مستشفى_الحسين pic.twitter.com/q3VghrGhy8
وأضاف أن "هذه الفاجعة أحيت في الذاكرة ما حصل قبل شهور في مستشفى ابن الخطيب ببغداد، وسط استغراب من عدم اتخاذ الإجراءات والتدابير المطلوبة للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة".
وفي أواخر أبريل/نيسان الماضي، أدى حريق في مستشفى ابن الخطيب المخصص للمصابين بفيروس "كورونا"، في بغداد، إلى مقتل 82 شخصا، وإصابة ما لا يقل عن 110 بجروح.
وحينها قدم وزير الصحة "حسن التميمي"، استقالته من منصبه.
وبحسب لجنة التحقيق التي تم تشكيلها، فإن معظم المراكز التي أنشئت على عجل لعزل مصابي "كورونا" تفتقر إلى إجراءات السلامة، كما المواد المستخدمة في تشييدها تعد غير آمنة.