تركيا تبقي قواتها وطالبان تحذر.. تقديرات متباينة لمستقبل ضبابي بأفغانستان

الأربعاء 14 يوليو 2021 12:38 م

تباينت تقديرات المراقبين بشأن تحذير حركة "طالبان" لتركيا من إبقاء قواتها في أفغانستان، وسط نقاش محتدم داخليا وخارجيا حول قرار أنقرة، خاصة في ظل احتمال اضطرار القوات التركية إلى التصدي لـ"طالبان" حال انحازت الأخيرة إلى المواجهة العسكرية.

وأعلنت "طالبان"، في بيان أصدرته أمس الثلاثاء، أن "قرار القادة الأتراك ليس حكيما، لأنه انتهاك لسيادتنا ولوحدة وسلامة أراضينا، وهو مخالف لمصالحنا الوطنية"، فيما رحبت الولايات المتحدة بما سمته "دور تركيا البَنّاء" في الجهود الجارية لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

وفي السياق، ذكر القيادي في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا "رسول طوسون" أن قوات بلاده لم تشارك بأية عمليات قتالية أو عدائية ضد الشعب الأفغاني، ولم تتعرض لأي استهداف من قبل "طالبان"، ما جعلها تمتلك "سمعة حسنة وقوة ناعمة خلال العقدين الماضيين" حسب تعبيره.

ويعتقد "طوسون" أن أنقرة ستبذل ما في وسعها لتليين موقف "طالبان" وإقناعها بأن بقاءها هناك ليس لتنفيذ أجندة أمريكية أو أطلسية، وإنما "لدعم استقرار أفغانستان ومساعدة شعبها"، وفقا لما أورده موقع "الجزيرة نت".

ويرى النائب التركي السابق أن "القوات التركية في أفغانستان إذا عملت تحت يافطة أخرى غير تلك التابعة للناتو، فربما تقبل طالبان"، مشددا على أن أنقرة لن تبقى هناك بمفردها وإنما مع شركاء آخرين، هما المجر وباكستان، حسب ترجيحه.

ورجح "طوسون" أن تتمكن تركيا من التوصل إلى معادلة تبقي قوات لها في مطار كابول، ولا سيما إذا ما استطاعت تشكيل شبكة حماية سياسية وميدانية لها من خلال علاقاتها مع الولايات المتحدة والناتو من جهة، وضمان موافقة ضمنية من "طالبان"، من جهة أخرى.

وفي المقابل، اعتبرت صحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة "إن إرسال الجنود إلى أفغانستان في ظل هذه الظروف لا يعرض حياة الجنود الأتراك للخطر فحسب، بل يقلل أيضا من الاحترام والمحبة التي كانت تحظى بها تركيا في أفغانستان".

وفي السياق، يرى وزير الخارجية التركية الأسبق "حكمت تشيتين"، الذي عمل أيضا ممثلا سابقا لحلف شمال الأطلسي "ناتو" في أفغانستان، أن بقاء القوات التركية في أفغانستان "مرهون بموافقة طالبان"، وأن "ما دون ذلك، سيخلق مشاكل كثيرة".

وتحدث المسؤول التركي لوسائل إعلام تركية عن صيغة أخرى لبقاء القوات التركية، موضحا أنه يمكن الذهاب إلى أفغانستان بـ "اتفاق ثنائي، وبعيدا عن الهوية الدولية، بعد انسحاب جميع القوات الأجنبية".

لكن مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي "ياسين أقطاي" رفض هذا التقدير، مشيرا إلى أن "تركيا بصفتها جهة فاعلة موثوقة يمكن أن تتمتع بمهمة الوساطة على المدى الطويل، وأن تحظى خلال ذلك، بقبول إيجابي من جميع الجهات هناك، وحتى طالبان".

وأكد "أقطاي" أن تركيا يجب "ألا تقف ضد طالبان، ويجب أن تكون عنصر استقرار يحترم حقوق جميع المكونات سواء طالبان أو غيرها".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أفغانستان طالبان تركيا العدالة والتنمية رسول طوسون

فوكس: هل سيطرة طالبان على كامل أفغانستان أمر لا مفر منه؟

هكذا تحاول تركيا وروسيا سد فراغ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان

أفغانستان.. واقع جديد يتشكل وطالبان تعود للمشهد بقوة

لوفيجارو: تركيا وروسيا تستعدان لسد الفراغ الأمريكي بأفغانستان